د. ياسين سعيد نعمان
هؤلاء الذين يكررون أنفسهم ، بوقاحة ، بمنح الآخرين ألقاب الوحدوية والوطنية أو منعها عنهم ، عليهم أن يتوقفوا عن هذه اللعبة الساذجة .
هذه اللعبة ، وإن كانت سذاجتها تليق بهم ، إلا أن إدمانها سيقودهم إلى التعفن في المستنقع الذي تربوا فيه ، وهو المستنقع الذي تجمع فيه أولئك الذين جعلوا من الوحدة قناعاً لإخفاء حقيقتهم الانفصالية وعصبيتهم التفكيكية التي ظهرت في أكثر من مناسبة ، وآخرها التهليل والتكبير لمشروع تفكيك وحدة الجنوب ، وتسفيه كل من يحذر من مخاطر هذا المشروع ، عملاً بما يروجون له من أن تفكيك وحدة الجنوب هو الذي سيحمي الوحدة ، تماماً مثلما رقصوا ذات يوم للحرب التي "عمدتها بالدم" ، وكان ما كان .
لا نطالبهم بأن يكبروا استجابة لما تمر به البلاد من كارثة وما تحتاجه من ترياق لمعالجة السموم التي علقت بجسمه جراء الحَقْن الذي تعرضت له بمثل تلك المغالطات التي اضطلعوا بها في كل المنعطفات ، لأن من شب على شيء شاب عليه .. كل ما نطلبه منهم هو أن لا يضاعفوا مساحة الكراهية التي تمدهم بتلك الطاقة القبيحة التي تلوث كل ما يمكن الحفاظ عليه في العلاقات الإنسانية .