عندما أرى تطاول الإمارات على وطني، وأعود للتأريخ أتألم كثيرًا..
كتبت قبل سنوات ما رواه لي أحد الجنود الذين أرسلهم المستعمر بقيادة حيدرة امسعيدي حينها استعان بهم المستعمر البريطاني في تأسيس دولة الإمارات العربية، وكيف رشّح حيدرة امسعيدي الشيخ زايد رئيساً للدولة التي صنعها المستعمر بمسمى الإمارات العربية المتحدة.
قصه تأكدت ليّ من روايات وشهود أعيان وذوي القربى، وفعلاً غادر حيدره امسعيدي إلى تلك المنطقة برفقة كتيبة من الجيش، وهناك بدأ يقدم خدمات للقرى المجاورة له، ويتعرف على المشائخ وعاداتهم لأنهم كانوا بدو رحّل، وقطاع طرق يتقاتلون على الغنائم.
واختار الشيخ زائد وقدمه للبريطانيين كشخصية صالحة لترأس الاتحاد، وبعد موافقة بريطانيا وبمساعدة حيدرة امسعيدي استطاع الشيخ زايد كسب جميع القبائل، وتم الإعلان عن دولة الإمارات عام 1971م.
تمكّنا معا بمساعدة بريطانيا والغرب وبدعم صهيوني في تأسيس هذا الكيان. فلا نستغرب من الدور الذي تلعبه الإمارات في مساعدة الكيان الصهيوني.
بعد إتمام المهمة عاد حيدره امسعيدي لبلده اليمن الجنوبي، وبدعم صهيوني نهضت الإمارات وتم التآمر على عدن والدولة الفتية، وغرس فتنة فرق تسد الاستعمارية التي عطلت نشاط ميناء عدن ودور عدن الاقتصادي والسياسي والثقافي، لتكن دبي وجبل على البديل المصطنع.
وما زالت المؤامرة لليوم قائمة لتمكين الإمارات من أن تلعب دورًا مدمرًا لعدن واليمن كقوة عربية وإسلامية قابلة للنهضة والتطور، وما يمتلكه الشعب اليمني من روح قومية وعقيدة راسخة تسهم في إعلاء المشروع العربي والإسلامي، وكان لابد من القضاء على الجمهورية والدولة الوطنية في اليمن.
لعبت منذ الوهلة الأولى على التناقضات وترسيخ الصراعات واغتيالات أي شخصية قوية، بدأوا بالرئيس الحمدي ولحقوا بالرئيس سالمين كمشاريع وليس كأشخاص، وتلاحقت الاغتيالات التصفيات للشخصيات المؤثرة ودعم القوى التقليدية المتخلفة، والتطرف العقائدي والعرقي، وأدخلوا البلد في صراع الهويات والمذاهب، وهم اليوم يقودون مؤامرة خطيرة لاستلاب الإرادة الوطنية والسيادة، ونهب الثروات وتقييد الحريات وتجويع الناس تسليمهم السلطات الأمر الواقع المدعومة لتعطيل دور ومكانة اليمن، ودور ومكانة عدن كنقطة وصل مهمة في التجارة الدولية.
مهما كان دور الشيخ زايد الذي نكنّ له كل احترام اليوم محمد بن زايد أكثر وضوحًا في دوره لخدمة الكيان الصهيوني وأعداء المشروع العربي والإسلامي.
هل يدرك محمد بن زايد خطورة ما يقوم به من مؤامرات؟، وهل هذا هو رد الجميل لليمن التي لولا أبنائها لما استطاع الغرب أن يبني نهضتهم التي كانت أدواتها من العمالة اليمنية، ممن سرحوا ظلما وتعسفًا من كوادر بمؤامرة وفتنة استعمارية، وكان للعمالة اليمنية دور مهم في تعمير الإمارات؟.
هل يدرك محمد بن زايد أنه مجرد ورقة في مصالح الصهيونية، يمكن أن تنتهي تلك المصالح ويرمى حيث لا ينفع الندم حينها، وسيكون في مواجهه حقيقة مع الشعوب التي ذاقت مرارة عذاب ما قام به، والتاريخ لا يرحم.. وإن غدًا لناظره لقريب.
*المقال خاص بموقع المهرية نت