تأمل معي جواب الجنرال الأمريكي على السؤال:
لماذا فشلتم في الصُّومال؟!
ليس في الصُّومال مثقَّفين!
تأملْ بساطة هذا الجواب ورعبه في آنٍ معاً!
بالتأكيد هو لا يعني بالمثقفين هم أولئك الفئة التي تقرأ، وتعتزُّ بثقافتها، وتعرفُ عدوَّها من صديقها!
إنَّه يعني أولئك الشَّبيحة المتفيقهون!
هؤلاء الذين لا نراهم إلا علينا!
كلكم رأيتم المثقفين الشَّبيحة الذين عاشوا في عباءة الدكتاتوريات، لم يتكلموا يوماً عن الظلم والاضطهاد، ولا عن السجون والفساد، ولا عن استعباد الناس وسرقة ثروات الشعوب!
ولكن بمجرد سقوط نظام سفّاح الشّام، خرجوا علينا يُعربون عن قلقهم من عودة البلاد إلى الوراء، وكأنه يوجد وراءٌ، وراء المكان الذي كان فيه البلد!
ويتوجَّسون على الحُريات العامة!
هؤلاء العاهرون الذي أغمضوا أعينهم عن سجن صدنايا عقوداً طويلة وفتحوها الآن على لحى الفاتحين!
مشكلة هؤلاء المثقفين "النص كُم"، أننا لا نراهم في معارك التحرير، ولا نسلم منهم بعدها!
اكسروا الأصنام التي نحتوها في صدوركم، هؤلاء حفنة مجرمين وسُرَّاق أوطان، ولو لبسوا البدلات الأنيقة، وزينوا شجر الميلاد، وتهادوا الورود في عيد الحُب!
هذه الورود الحمراء المغموسة بدماء المساكين التي سفكوها في كلِّ أصقاع الأرض!
والحذاء الحذاء في فمِّ كلِّ "متثيقفٍ" لم تروه في معركة التحرر، ولكن وجدتموه يُحذِّر من العبودية الجديدة وقد كان طوال عمره عبداً!
أدهم شرقاوي / سطور