الحرب على الارهاب ..مصر ضد الارهاب..الاخوان الارهابيون
الخطاب القديم لنظام مبارك يعود بقوة و بصورة أبشع.
الارهابيون يحرقون الكنائس، كان مبارك ورجاله يرددون ذلك حتى ان اخر حادث من هذا القبيل تم في عهده كان احراق كنيسة القديسين في الاسكندرية والذي اتهمت به جماعة جند الله ثم حماس ليتضح بعد ذلك ان حبيب العدلي وزير داخلية مبارك هو من فعلها ليهز صورة الاخوان و الاسلاميين عموما في تلك الفترة التي شهدت انتخابات مصر البرلمانية في نوفمبر 2010 وان جماعة جندالله لم تكن تتبع الاخوان المسلمين بل تتصل بالعدلي شخصياً عبر الرائد فتحي عبد الواحد المقرب منه، وكانت المخابرات البريطانية قد كشفت هذه المعلومات ومن المستندات الرسمية المصرية الصوتية والورقية.
من اعمال الارهاب القديمة التي أتهموا بها الاسلاميين ضرب ثلاثة مواقع سياحية في شرم الشيخ عام 2005 يملكها الملياردير حسين سالم، وأدت إلى مقتل 88 شخصاً، أغلبهم مصريون، ليتضح بعدها ان بطل هذا الفلم هو حبيب العدلي أيضاً و لكنه هذه المرة فعلها باوامر من جمال مبارك، نجل الرئيس المصري السابق وباتفاق العدلي مع جماعة ارهابية مسلحة يبدو انها من تشكيله.
أما السبب فيعود، بحسب وثائق وصفت بأنها "سرية للغاية"، لرغبة جمال مبارك في الانتقام من صديق والده المقرب رجل الأعمال حسين سالم، بسبب دور الأخير في تخفيض عمولة جمال مبارك في صفقة تصدير الغاز لإسرائيل، من عشرة في المئة إلى اثنين ونصف في المئة من قيمة العقد البالغ 2.5 مليار دولار.
اذاً لم يكن الملياردير سالم كريما معه في دفع الإتاوة فقرر جمال معاقبته واعطاءه درساً في الكرم
اليوم يتم مواصلة حملة وصم الجماعات الاسلامية بالارهاب وحملة -شيطنة_الاخوان -
لا شئ يقنع المتحاملون على الاخوان والمختلفين مع فكرهم وجمهور القطيع الغبي مثل تهمة ممارسة الارهاب
تهمة مخيفة ويسهل تلفيقها، كما انها تجعل صورة الجيش وهو يواجهها تبدو اكثر نبلاً ووطنية
ومن الغريب جدا ان المصريين بعد ان انتصرت ثورتهم العظيمة 25 يناير وقيام انتخابات ديمقراطية شاركوا فيها
هدأت لديهم اسطوانة الارهاب هذه !!
حتى اذا أسفرت الانتخابات النزيهة عن الرئيس مرسي الذي لم يأت على هوى بعضهم و أسقط في ايديهم ..
عجزوا عن مواجهة الامر بالديمقراطية فعادوا بقوة لخوض حملة شيطنة الاخوان و اتهموهم بالإقصاء ثم بالإرهاب !!
نحو ثمانين عاماً من تأسيس جماعة الاخوان عاشوا فيها بسلام بين ابناء شعبهم بمختلف أطيافه لم يثبت انهم احرقوا كنيسة او يعتدوا على أي منشأة ولم يحدث هذا القتل الذي يتهمونهم به الان بالكاد لفقت لهم بعض حوادث الاغتيال التي قامت بها جماعات متطرفة لا علاقة لها بالجماعة كاغتيال فودة او كما حدث من قبل مع اغتيال النقراشي الذي كان حادثاً فردياً أو محاولة اغتيال ناصر في الاسكندرية التي اتضح انها كانت مسرحية من اخراج هيكل ..
اليوم تحرق الكنائس بكثرة ويقتل الأبرياء والجنود في هذه الفترة تحديداً وتلصق الاتهامات بمؤيدي الشرعية من الاخوان وغيرهم دون ان يتم تقديم دليل واحد أو فيديو لشخص يتبع الاخوان فعلياً وهو يقوم بذلك، في حين تنتشر الأدلة و الفيديوهات التي تدين قوات الجيش والأمن ومن معهم من البلاطجة بهذه الأعمال التي يقومون بها لتأليب الشارع والرأي العام ضد الإخوان والصاق تهمة الارهاب بهم لتبرير قتلهم والقضاء على تنظيمهم !
صار الارهاب اذن تهمة من لا تهمة له ولا دليل ادانة ضده!
ويمكن ان تكون المصاحف هي دليل الادانة كما حدث عندما اقتحموا اعتصام رابعة ورددوا انهم عثروا على أسلحة فيه وكنا نرى الجنود الاشاوس يحملون كراتين مملؤة بالمصاحف..يبدو انها ألغام على شكل مصاحف بحسب لغة شلة المبرراتية المؤيدين للانقلاب والذين فقدوا للأسف أبسط معاني الانسانية.
ولا أعتقد ان اقتحام رابعة بهذه الوحشية بل وعملية الانقلاب كاملة لتمضي لولا الموافقة الضمنية لأمريكا ان لم يكن المخطط الاساسي جاء من الغرفة السوداء في البيت الابيض.
ستدفع أمريكا ثمن انقلابها على سلمية الاخوان غاليا..ستدفع ثمن لعبها بورقة الارهاب غاليا.. وهي بذلك يمكن ان تصنع ارهابيين جدد لم يفكروا يوماً في ان هذا الطريق هو الحل!!
انها تعطي القاعدة اليوم مبررات أقوى لتواصل طريق العنف والتطرف لانها وقفت ضد المشاركة السلمية للإسلاميين المعتدلين في السلطة هؤلاء الاسلاميين الذين ما فتأت تصفهم بالإرهاب و تسمح لحكوماتهم بالتعامل معهم على هذا الاساس واضطهادهم واقصائهم وخنق حرياتهم على هذا الأساس.
كم تشعرني كلمة ارهاب بتفاهة كل من ينطقها واصفاً للمعتصمين و المتظاهرين في مصر.
كما تشعرني بعجزهم عن الاقناع وايجاد منطق لكل هذا العبث الذي ولده انقلاب العسكر على الديمقراطية.
هؤلاء ينفذون سياسة ان اسهل شئ لتتخلص من تهمة جريمة تقوم بها او تؤيدها هي ان تلقي بها على الضحية.
او كما يسمونها في علم النفس اسقاط
اي ان تسقط ما فيك من عيب لتتهم به غيرك
وهؤلاء الارهابيين يتهمون بكل وقاحة غيرهم بالإرهاب!