استبشر الجنوبيون خيرا بإنطلاق الحراك الجنوبي السلمي في العام 2007 وذلك كنتاج طبيعي لما تعرض له الجنوبيون من إقصاء وتهميش منذ حرب 94 الظالمة ... وقد كانت إنتخابات 2006 التي نافس فيها فقيد الوطن المهندس فيصل بن شملان رحمه الله وأكرم مثواه الرئيس المخلوع علي صالح كانت الشراراة التي تنفس من خلالها اليمنيون - شمالا وجنوبا - الصعداء حيث تحرروا من عقدة الصمت التي لازمتهم لعقود وكان للجنوبيين ولحراكهم السلمي شرف السبق في كسر حاجز الخوف .. خرج الجنوبيون في 2007 يحدوهم الأمل في تصحيح أوضاع اليمن بشماله وجنوبه خرجوا بأعلامهم البرتقالية ترفرف حاملة آمال كل اليمنيين ... خرجوا بكافة أطيافهم يحدوهم الأمل في يمن جديد ... كانت المنصات زاخرة بالقيادات الوطنية حيث كان محسن باصرة يلهب حماس الجماهير بخطبه الرنانة وإنصاف مايو في عدن يهز أركان الظلمة وعبد الخالق بن شيهون في مقدمة جماهير يافع .. ومن شمال الوطن توكل كرمان مع أشقاءها الجنوبيين تصدح بالحق من منصات ردفان والضالع .. كانت الصحف زاخرة بحروف من نور تهز عروش الظالمين يسطرها أنيس منصور وعبدالرقيب الهدياني ... خرج الناس في مطلب حق بكافة أطيافهم وإنتماءاتهم لم يخرجوا لمطالب عنصرية أو فئوية أو جهوية .. أقسموا الأيمان المغلظة على حرمة دمائهم على بعضهم البعض وحرمة تخوين بعضهم لبعض بإخلاص وتجرد لم ينظروا إلى دعم دولة أو حزب أو فئة بل كانوا يصنعون الخبز في بيوتهم لإمداد المحاصرين في ردفان ... كانت القلوب متوحدة متآلفة تشق طريقها بسلمية عجز الظالمون عن مواجهتها وحيرت العالم واستقطبت وسائل الإعلام العربية والدولية .. أنشأوا قناة تلفزيونية بمجهودات فردية لمغتربين في أوروبا تنقل صوتهم ومظاهراتهم إلى العالم .. قناة ينفقون عليها من عرقهم .. كان الجنوبيون يتسابقون لإرسال الرسائل النصية لدعم القناة حتى تحافظ على ديمومتها وتغطيتها لفعالياتهم بدون إنحياز أو تجن أو عنصرية مقيتة ...
لكن ما الذي حدث ؟؟!!
ظهر المدعو علي سالم البيض من قمقمه الذي كان محبوسا فيه ظهر ليحرف نضال الشعب في جنوب الوطن عن مساره .. ظهر ليتنكر ليمنيته وهويته ... ظهر لينفق الأموال المدنسة على المطبلين والمروجين له .. ظهر لينهي أي تعاطف كان من إخواننا في شمال الوطن .. ظهر وظهرت معه مفردات التخوين والإقصاء .. ظهر ليتقسم الحراك إلى فصائل وجماعات .. ظهر لتنزوي القيادات الوطنية عن المشهد بعد الهجوم عليها ونعتها بالخيانة والعمالة ... ظهر ليغري بلاطجته ضد صحفيي الجنوب الشرفاء .. ظهر ليسرق القناة وينقلها إلى الضاحية الجنوبية ويطرد كوادرها ومؤسسيها ليستبدلهم بأسياده من طهران وبيروت الذين تولوا النفقة على القناة بشروطهم ... ظهر وظهرت معه الخلافات والشقاقات والألقاب فهذا رئيس وهذا زعيم وهذا غفير .. ظهر ليسرق مجهودات شعب خرج للإنعتاق من الظلم والقهر ..
لقد سرق البيض ثورة الجنوبيين من مهدها وحرفها عن مسارها وباعها لأسياده في قم وطهران الذين يسعون لخراب اليمن بشماله وجنوبه ... سرقها ليشبع رغباته الهوجاء بالسلطة والنفوذ .. سرقها أملا بأن يعود إلى سابق عهده في الظلم والقتل والسحل .. لقد أنجر الكثيرون وراءه بفعل الأموال المدنسة وبفعل العاطفة التي غلبت العقل عند البعض ولكن ثقتنا بشعبنا في الجنوب كبيرة ولن تنطلي عليهم حيله ومكره مهما حاول أن يصطنع لنفسه شعبية في وسائل إعلامه الصفراء فحبل الكذب قصير جدا وعلى الباغي تدور الدوائر ...