ما جرى يوم الأربعاء 5/6 في محافظة صعدة اليمنية، من مراسيم رسمية، لا تفسير لها سوى أنها إعلان رسمي لإستقلالية المحافظة عن السيادة الوطنية، وهذا لم يكن شيئاً مفاجئاً بالنسبة لي، بقدر ما هو نتاج طبيعي لمراحل من العمل الدؤوب من قبل هذه الجماعة وكل الذين في خندقها من مرضى السلالية القذرة ومدمني المال السياسي الملوث.
بإعتقادي ما يجري في صعدة شيء طبيعي متوقع من قبل جماعة ترتكز في عقيدتها على خرافة الإصطفائية السلالية عقائدياً وسياسياً، المحصورة في سلالة بعينها من الناس.
لكن ما ليس طبيعياً هو هذا الصمت القاتل من قبل الحكومة ورئيس الدولة عبده ربه منصور هادي الذي أقسم يميناً على صون تراب هذا الوطن والحفاظ على سيادته وإستقلاله، ماليس طبيعياً هو هذا النفاق السياسي والإخلاقي الرخيص من قبل نخب العهر السياسي، الذين يتخذون من هكذا قضية ورقةً للمنكفات السياسية وعلى حساب الوطن وأمنه وإستقراره.
ما ليس طبيعياً أن يستميت البعض من المعاقين ذهنياً ليقنعك أن هذه "الجماعة" وطنية وتحمل مشروعاً سياسياً مدنياً للوطن متغافلاً إرثها التاريخي المثقل بالكهنوت والإستبداد والظلم القهر والتمييز العنصري، الممتد لأزبد من ألف عام، متجاهلاً سلوكيات هذه الجماعة الإرهابية والعنصرية، ضد المواطنيين في كل من صعدة وكشر والجوف وعمران، وغييرها من المناطق.
ماليس طبيعياً وغير مفهوماً أيضاً، هو صمت الأحزاب الوطنية الكبيرة ذات البعد الأممي والقومي والعروبي،التي ناظلت زمناً طويلاً كما تدعي من أجل هذا الوطن ووحدته وأمنه وإستقراره.
للاسف نقولها كل ما نرى ونسمع لم يعد سوى نفاق مكشوف من قبل البعض إن لم يكن خيانة وطنية عظمى ترتكب بحق هذا الوطن نتيجة الصمت أو التجميل او التغطية والتعامي عن حقيقة مشروع هذه الجماعة، التي تسعى لتقسم الوطن وتمزيقه مذهبياً وطائفيا وسلالياً.
إن ما يقوم به البعض من دجل رخيص وتزييف للوعي عن حقيقة هذا المشروع الطائفي والعنصري ليس ذلك سوى عهر سياسي رخيص، يتلبس بعداً سياسيوياً استحمارياً، يحاول إستبغاء اليمنيين ويزيف تاريخهم الطويل من النضال ضد هذه الفكرة الإبليسية التي دفنها اليمنيون منذ خمسين عاماً، حينما كان معظمهم أسرى لأمية أبجدية قاتله، فكيف بها اليوم وقد غدى اليمنيون رواداً مناضلين في كل صنوف المعرفية