قرأت مذكرات اللواء خالد باراس بعنوان أيه الماضي وداعا .. وماكتبه فيها حول الفوضى التي عمت حضرموت على وجه الخصوص بعد الإستقلال في 30 نوفمبر 1967م والتي كان هدفها إخضاح حضرموت وترويض أهلها على وضع معين يصادر الحقوق ويجعلها تابعة للمنتصر على قاعدة ( من أخذ أمنا هو عمنا ) .. واليوم حينما اقتربنا في مؤتمر الحوار الوطني الشامل من صياغة عقد جديد وشكل جديد للدولة ينهي مركزية ماقبل 1990م ومابعدها ويشهد عليه العالم بمحيطيه الإقليمي والدولي ولأول مرة في تاريخنا المعاصر يحدث هذا في بلد عربي .. حيث ستكون مخرجات الحوار ملزمة للجميع ولن يستطيع أي طرف مخالفة ماتم الإتفاق عليه مهما كانت قوته لأن العالم بأكمله سيكون ضده وسيعتبر معرقلا للتحول السياسي في اليمن وبناء الدولة الجديدة القائم على العدالة وقواعد الحكم الرشيد .. وقد وجدناها فرصة تاريخية أن تحصل كل منطقة في اليمن على حقها دون تسلط فئة على فئة أو مركز على مركز ضمن نظام اتحادي متعدد الأقاليم .. ونحن في حضرموت وإقليم المناطق الشرقية سنكون أكثر حظا وفائدة بإذن الله .. حيث سيتحقق الحلم الذي نرجوه بأقل التكاليف وسينعم الجميع في حضرموت وكل اليمن جنوبه وشماله بالخير والأمن والأمان بعيدا عن الحروب والدمار وترويع الآمنين .. وبعيدا عن حكم العسكر والقبيلة والحزب الواحد .. لذلك أصبحت حضرموت اليوم مسرحا جديدا للصراع ولعبة جديدة تطبخ فصولها في مطابخ الماضي الأليم وبنفس الوسائل والأكاذيب والألاعيب القذرة التي تستخدم الاغتيالات واستهداف الشخصيات المؤثرة ونشر الإشاعات لإخضاع حضرموت مرة أخرى وترويض أبناءها للقبول بواقع يعيدنا للتبعية من جديد .. ويفشل كل ماتم الإتفاق عليه .. فهل يدرك العقلاء والمخلصون حقيقة الأمر وماوراء الكواليس ؟؟!! إنني على ثقة بأن رجال اليوم ليسوا رجال الأمس .. وأن حضرموت اليوم ليست حضرموت الأمس .. فما أكثر النخب المثقفة والعقلاء الواعين المجربين وأساتذة وطلاب الجامعات الدارسين والباحثين والمراقبين .. كل هؤلاء ومعهم المخلصون من أبناء الوطن لن يسمحوا للمؤامرة أن تنجح ولن تنطلي عليهم هذه الحيل والخطط المكشوفة .. ولن يفرطوا في دماء وأشلاء الشهداء والجرحى ولن يتركوا الميدان فارغا لمراكز النفوذ وقوى التسلط والنهب والتدمير على مر التاريخ أن تعيد الماضي وتصنع الأزمات وتفتعل الحروب والصراعات وتتاجر بمعاناتنا وتستثمر عواطفنا لتحقيق أهدافها التدميرية وتمرير مخططاتهم من جديد ..
محبكم/صلاح باتيس