ترانيم في محراب العشق

2013/06/20 الساعة 01:08 صباحاً

قـلـبـي لِــروحِـكِ يـــا مـحـبوبتي وطــنُ
وأنــتِ لــي يــا هــوايَ الأهـلُ والـــوطنُ

بــحـرٌ هـــواكِ وهـــذا الـقـلـبُ سـاكـنُهُ
لـو غِـيضَ مـاؤكِ .. مـاذا يـصنعُ الـبــدنُ؟!

فــــي مـقـلـتـيكِ أرى الـجـنَّـاتِ وارفـــةً
وكــالـبـلابـلِ تُـــغــري لـحـنَـهـا الــفـنَـنُ

أقــبِّـلُ الـنـخـلَ فـــي يـمـناكِ شـامـخةً
وفــــي شــمـالـكِ لــلـرمـانِ أحــتَـضِـنُ

وأرشـــــفُ الـــبُــنَّ أكـــوابــاً مُــعـتَّـقـةً
حُــبَّــاً، وبــالـوردِ فـــي خــدَّيـكِ أفـتَـتِـنُ

من كرْمِ (همْدانَ) أحسو الكأسَ مُتــرَعَةً
بـشـهـدِ (دَوعَـــنَ) عَــلَّ الـنـبضَ يـتَّــزِنُ

أنـــا الـمـسـافرُ عِـشـقاً مِــلءَ أوردتــي
وأغـنـيـاتـي بــصــدقِ الــحُـبِّ تُـمـتَـحَنُ

أطوي المســـافاتِ من (سَامٍ) إلى (إرَمٍ)
شـوقـاً، وأصـغي لـما يـشدو بِـهِ الـزمنُ

فـــي كــلِّ وادٍ حـصـونٌ شُـيِّـدَتْ قِـيَـماً
عُـلـيا، وفــي كــلِّ صــرحٍ تـنطوي مُـدُنُ

أنَّـــى اتـجـهـتُ أرى فـــي كــلِّ زاويــةٍ
نـقـشـاً؛ يَــدُلُّ عـلـى مـعـناكِ يــا يَـمَنُ

***
يـــا أُمَّ بـلـقيسِ مــا زالَ الـمَـدَى عَـبِـقاً
بـعِـطرِ مَــن بـالضيا.. فـي كـفِّها عُـجِنوا

قــومُ إذا مُـكِّـنوا فــي الأرضِ تُـبـصِرُهم
دُعـــاةَ خــيـرٍ، بـتـبـيانِ الــهـدى لُـسُنُ

في الذكْرِ خُلِّدَ (ذو الـقـرنـين) مُـنـتضياً
سـيـفَ الـعـدالةِ؛ مَــن لاذوا بِــهِ أمِـنـوا

لــلـهِ مَـــن أنـجـبَ الأنـصـارَ فــي زَمَـنٍ
كـالـليلِ؛ هـاجـتْ بِــهِ الأهــواءُ والـفِـتَنُ

قــــومٌ أحَــبَّـهُـمُ الــرحـمـنُ، فـاتَّـصَـفوا
بــحُــبِّـهِ، وبــــروحِ الـحِـكـمـةِ اقــتـرنـوا

أكـــرِمْ بـشـعبٍ مـضـى أبـطـالُهُ مَــدَدَاً
لـلـفـاتـحـينَ؛فما هـــانــوا، ولا وَهــنــوا

يَـمُـدُّهـمْ نَــفَـسُ الـرحـمـنِ؛ فـانـتـصروا
ولـلـهـدى فـــي قـلـوبِ الـعـالمينَ بـنـوا

سَــلْ عـنـهمُ الـفُرسَ والـرومانَ مُـعتَـبِراً
تـنـبـيكَ (إشـبـيـليا) والـبـحـرُ والـسـفنُ

واســـــألْ مــــآذنَ جــاكـرتـا وجـيـرتـهـا
والـهـندِ والـصـينِ مــا الإيـمـانُ والـيمنُ؟

تـنـبـيـكَ أنَّـهـمـا الأخـــلاقُ فـــي مـــلأٍ
بـالـحُبِّ ســادوا، وبـالـتوحيدِ هُــمْ وُزِنـوا

***
أوَّاهُ .. كـم فـي رزايـا الـدهرِ مِن غُصصٍ
وكــم تـقـاسمَ حـرفي الـبينُ والـشجَنُ

مــا لــي أغـنِّـيكِ لا صـنـعاءُ طــابَ لـهـا
شَدوي، ولا طَرِبَتْ لي في الهوى عـدنُ

وكـنـتُ مِـن قـبلُ إنْ غَـنَّيتُ صَـفَّقَ لـي
كــفَّــاكِ مِـــن فـــرحٍ والـعـيـنُ تَـحـتَقِنُ

ماذا جرى .. هلْ وَشَتْ بي الريـحُ كاذبةً
أمْ ضِـقتِ ذرعـاً بِـمَنْ عَقُّوكِ واضطغـنوا؟

مُـــدِّي ذِراعــيـكِ يـــا أُمَّــاهُ واحـتَـضِني
قــلــبـاً تُــمَـزِّقٌـهُ الأشــــواقُ والــحَــزَنُ

غـــداً سـيـعـلمُ قــومـي أنَّ حـنـجـرتي
لــولا الـمـحبةُ مــا غـنَّـتْ لِـمَـن طُـحِنوا

قُـولـي لِـمَـنْ أُتـرِفوا واسـتهجنوا لُـغَتي
مـــا غِــيـضَ حِــبـري، ولا بـحـرٌ بِــهِ أزِنُ

فُـلـكُ الـسـعيدةِ تـجـري بـاسـمِ بـارئـها
لـــن تَـخـرِقـوها، ولــن تـنـجيكمُ الـفِـتَنُ

لا عـاصِـمَ الـيـومَ إلا الـحُـبُّ فـاعـتصموا
فـهـلْ يـعـي الـقـولَ إلا مَــن لَــهُ أُذُنُ؟!

بـالـحُبِّ أحـمـلُ تـاريـخي عـلـى كـتفي
وأصــنـعُ الـمـجـدَ مـهـمـا كـلَّـفَ الـثـمنُ