الحوثي.. شمال وجنوب أيضا

2014/01/07 الساعة 11:40 مساءً

 

* في ساحة التغيير بصنعاء ينقسم اعتصام الحوثيين المستمر حتى اليوم إلى نصفين: النصف الأول هو ذلك النصف الواقع شمال المنصة المبني بالخيام المتينة والمخدوم بالصوتيات والمحاط بالمتاريس الترابية المرتفعة، والذي يجري فيه التفتيش للداخل من أي البوابات الرئيسية أو الفرعية. والنصف الثاني هو ذلك النصف الواقع جنوب المنصة المهترئ الخيام، وغير المخدوم بالصوتيات، والمفتوح من بواباته الرئيسية والفرعية، ولا يجري فيه التفتيش للداخلين.

بماذا يمكن أن نفسر هذا التمييز؟ هل الأمر متعلق بكون الأسلحة مكدسة في النصف الشمالي، أم لأن قاطني النصف الشمالي هم حوثيون درجة أولى فيما زملاؤهم في النصف الجنوبي درجة ثانية، أم ترى أن للأمر علاقة بالنسب والسلالة، أو بالانتماء الجغرافي للمعتصمين!؟

 

* أخبرني شاهد عيان أن الحوثيين في ساحة التغيير بصنعاء قاموا ظهر السبت الفائت ببسط ثلاثة أعلام أمريكية على الأرض في بوابات النصف الشمالي من الساحة حتى يمر عليها المشاة الداخلون والخارجون ويدوسون العلم (واحد على البوابة الجنوبية، واثنين على البوابة الشمالية) إلا أنه تم رفع هذه الأعلام بعد أقل من ساعة. ولا أدري بماذا يمكن تفسير الأمر.

 

* الطبيعي أن تظل أي ساحة اعتصام -خاصة في العاصمة حيث يعمل معظم الكتاب والصحفيين والإعلاميين ومراسلي القنوات والوكالات العربية والأجنبية- حاضرة في وسائل إعلامهم على الدوام، وإذا لم يجد هؤلاء الصحفيون شيئاً يستحق الاهتمام في هذه الساحة فسوف يقوم بالمهمة -على الأقل- الصحفيون والإعلاميون الموالون أو المقربون من قيادة الاعتصام طالما كان ينفذها حزب أو جماعة، لكن اعتصام الحوثيين المستمر في ساحة التغيير اعتصام "كاتم صوت"!!

ليس بإمكان أحد أن يلتقط صورة في الساحة ولو من تلفونه، فضلا عن أن يستخدم كاميرا فوتوغرافية  احترافية أو تلفزيونية.. ليس بإمكان شخص عادي –فضلا عن أن يكون صحفيا- أن يطأ بقدمه أرضية إحدى خيام النصف الشمالي من ساحة الاعتصام ليطلع على ما يخفى بداخلها.

هل سمعتم باعتصام منقب يخفي عيونه، أو مبرقع يخفي مطالبه، أو ملثم لا يفصح عما يريد، ويمنع من يقترب لاستخراج شيء من هذه المعلومات!؟

لطالما شكا أبناء صعدة وما حولها من دكتاتورية الحوثي ضد حرية الرأي والإعلام والتعبير وأنه يمنع أي شخص يريد القيام بأي عمل صحفي هناك في المناطق الواقعة تحت سيطرته، بل وأنه يمنع للمواطن البسيط من التصوير، وأنه لا يمكن شخصاً هناك أن يجهر بانتقاد سياساته وممارساته. وما أكثر الذين ينتقدون عجز أبناء هذه المناطق عن تسريب شيء للإعلام، ولو مجرد صورة عبر جهاز التلفون العادي. ولا أخفي أنني أحد هؤلاء الذين ينكرون هذا العجز، ولكني أعتذر إليهم الآن وإن كنت لا أزال أطالبهم بفعل شيء لكسر هذا الحظر، وأما البقية من الزملاء المنتسبين إلى الوسط الصحفي الإعلامي من الذين لا يزالون يصرون على انتقادهم ذاك فأنا أتحدى أيا منهم أن ينزل إلى النصف الشمالي من ساحة التغيير بالعاصمة فيزور الخيام ويلتقط الصور ويسجل لقاءات مع المعتصمين أو يفعل أي شيء من هذا الذي ينكرون على أبناء صعدة عجزهم عن قيامهم به وهم تحت سلطة الحديد والنار!!

*****