أنت وأنا المتعلم و الأمي ، المثقف وقليل الخلق ، الحزبي والمستقل ، الثائر والبلطجي ، من اليمين ومن اليسار ، في الشمال والجنوب ، بعيداً عن رثاء مدائن تاريخينا والنحيب عليه هيا تعال معي دعني انا وانت نسأل أنفسنا بصدق .. ثم نجيب على أنفسنا بصدق وضمير .. من نحن ؟؟؟ وماذا نريد ؟
نحن اليمنيين أبناء هذا المجتمع النامي والفقير والثائر والمكافح منذ أن استخلفنا الرب في هذا الوجود .
الجميع يعيش أزمــة حرب نفسية ضارية يدير رحاها كائناً مجهولاً لا يمكن رؤيته ولو بعين ألـــشعب المجردة ، وبذريعة ممارسة ولعب امور السياسة يتم البحث منذ سنين طوال عجاف عن هذا الكائن المرد والخطير ، نفسه الذي استطاع أن يتسبب بالصداع والحمى والفقر والوباء والموت والجهل لما يقارب الــــ25مليون مواطناً يمنياً .
كل ما يستحقه هذا الشعب المكافح والطيب والكريم براءة اكتشاف اندر واكثر شعب في العالم الحديث صبراً وحرماناً وفقراً وابتلاء وحرباً وعناء .
حسناً فكل سنين ومراحل الثورات والتحولات التي عاشها الشعب اليمني حتى لحظة كتابتي اليك الان حتماً تكفيه لان يصيح صيحةً واحدةً ، شمالاً وجنوباً ، وبأقوى صوته – هرمنا - في وجه هذا الكائن الجاثم على أنفاس حاضره والمتنامي في جسد مستقبله الجميل الذي يجب ان يأتي الآن ..
نريد ان يتوقف مسلسل النزوح والتهجير والحرب والموت والانقسام وزرع الاحزمة الناسفة في كل زاوية وفي كل اتجاه من ارجاء البلاد .. ويعيش ابناء الشعب الواحد بكرامة واخاء وسلام .
عذراً "محمود ياسين " سبق وان كتبت منادياً أبناء شعبك اخرجوا وسيخرج الرئيس .. لقد خرجنا ولم يخرج الرئيس ، وحده اليوم الشعب ينزف ، وحدي انا وانت اليوم نسأل انفسنا من نحن ؟؟ وماذا نريد ؟؟
حتى اللحظة نشعر بحجم الانجاز الذي توصلنا إليه كنتاج الثورة التي أردناها، ولا نستطيع ان ننسف وننكر كل ما يحدث من انجاز ايجابي ومفيد ، كي لا نكون جاحدين هنا .
لكننا في المقابل بعيداً عن المزايدات التي نرى ونسمع كل يوم من قبل رجال الأحزاب السياسة والشباب ، شمالا وجنوبا ينخدع الجميع منا ونستمر في البحث عن تداعيات الجدال أينما التقى اثنان منا.
ينتقم الجميع من الجميع لمواقف سابقة ، أو لتوقعات لا تزال في كتاب الغيب ، وباسم المواطن الذي لا عزاء له يتم تمزيق الممزق ، الجميع يستمر في البحث عن شكل الكائن المجهول ،عدو المستقبل الجميل ومصاص طيبة قلوب ابناء هذا الشعب المسحوق وناشل ثروة الوطن القومية .
مع الاسف بدلاً من أن يتم الإعلان عن مائة ناقة لمن يجيء برأس هذا المرد المجهول ، شاء لنا القدر أن يتم الإعلان لشباب ثورة فبراير " أن يحرسون ساحات الثورة ويموتون" كما كتب الزميل - محمد العمراني- ذات مرة ،
ولم يكن الجزاء هو الموت المعنوي فحسب بل اضف الى ذلك تكريم الجاني نفسه بمئات الارواح من اليمنين الاخرين الذين يذبحون كل يوم على الاكام وفي الطرقات وفي المستشفيات وعلى الحدود وفي كل زاوية وفي كل اتجاه ، بكل بساطة وبرودة
لقد ارتضى الجميع بالمبادرة الخليجية ومضينا وألان توصيات مؤتمر الحوار الوطني ولكن وضع البلاد حرجاً للغاية بل انه شائك ومعقد .. ليأخذ الجميع بعض من المسؤولية وقليل أمانة، ووطنية ، وضمير ، بعيدا عن المزايدات والمماحكات التي ينشغل بها الجميع بدون استثناء ويقدرون طبيعة الظروف التي تمر بها البلد .
وحتى اللحظة لا يزال البحث جار ومستمر عن هذا الكائن المجهول حتى علامة إشعار قيام الساعة صباح يوم الجمعة القادمة بعد دهر .