الرئيسية - تقارير - ظهـور ابـو علي الحـاكم بمنـزل قيـادي اصـلاحي زيـدي يثيـر ردود افعـال

ظهـور ابـو علي الحـاكم بمنـزل قيـادي اصـلاحي زيـدي يثيـر ردود افعـال

الساعة 04:03 مساءً (هنا عدن - خاص)

 تداول ناشطون على صفحات الفيس بوك صورة الرجل الثاني في جماعة الحوثي ابو علي الحاكم في منزل القيادي الاصلاحي الزيدي عبدالرحمن العماد في جلسة ضيافة رافها تناول الاكل والمشروبات والقات

  حيث اعتبر الكثير من الناشطين حسب ما رصده موقع هنا عدن الاخباري ان جماعة الحوثي تمارس التصفية والانتقام من القيادات الاصلاحية الشافعية فقط وان الصراع الذي يقوده الحوثيين ضد الشوافع تاريخي ليس له علاقة باي ثورة تغيير ومغالطات خطابات وشعارات الحوثي للراي العام



واستغرب ناشطون كيف تمت مداهمة بيوت محمد قحطان – تعز وتوكل كرمان تعز وعلي عشال ابين والعمراني البيضاء وياسين عبدالعزيز القباطي تعز وغيرهم من القيادات الاصلاحية الشافعية فيما تم استثناء بقية القيادات الاصلاحية الزيدية

هو ما يفسر حدوث المعارك الراهنة بين الحوثيين و القبائل التي تقاوم توسعهم في تلك المناطق، كحركة شيعية تسعى لاستعادة الإرث الزيدي الذي كان حاكما قبل قيام النظام الجمهوري في العام 1962.

وربما لم تجد الحركة الحوثية صعوبة في السيطرة على تلك المحافظات ذات الانتماء التاريخي للمذهب الزيدي الشيعي وهي المحافظات الممتدة على الهضبة الداخلية لليمن وسط البلاد، من صعدة، حتى ذمار مرورا بعمران وصنعاء وبعض المناطق الداخلية لمحافظتي المحويت وحجة، إلا إن هذا التمدد هو يثير حساسية المحافظات ذات الانتماء التاريخي للمذهب الشافعي السني ويعيد إلى مشاعر الناس هناك تاريخ من الصراع بين أسلافهم وأسلاف الحوثي، وهي المحافظات التي تطوق الهضبة الداخلية (الزيدية) من الغرب والجنوب والشرق مما كان يعرف باليمن الشمالي، وهي الأجزاء الغربية لمحافظات حجة، المحويت، ذمار، ومحافظتي ريمة والحديدة إلى الغرب على البحر الأحمر، ومحافظات تعز، وإب، والبيضاء جنوبا، ومحافظتي مأرب والجوف إلى الشرق.

بعد خروج الأتراك الثاني من اليمن في العام 1909، احتاج الإمام يحي حميد الدين الذي ورث الهضبة الداخلية الزيدية لليمن والعاصمة صنعاء عنهم،  أن يخوض معارك شرسة في الشرق والجنوب والغرب ليفرض سلطانه على كل اليمن الشمالي، كما كان يفعل أسلافه من الأئمة الزيود (الشيعة)، وهي ذات المناطق التي يخوض فيها الحوثي معاركه الآن.

في الشرق، خاض الإمام يحيى معارك مع قبائل “مذحج” السنية وهي أحد المكونات القبلية الرئيسية الثلاثة في شمال اليمن مع قبيلتي حاشد وبكيل الزيديتين تاريخيا، لإخضاع محافظات الجوف ومأرب والبيضاء، ولا تزال قبائل البيضاء تشعر بالعار من ذكر يوم الأربعاء وهو اليوم الذي تمكن فيه الإمام يحيى من كسر قبائلهم هناك، لتنخرط تلك القبائل وبقوة في ثورة العام 1962 ضد حكم الأئمة ولأجل قيام النظام الجمهوري.

تلك القبائل أيضا تنخرط الآن ضمن تحالف لقبائل مذحج لمنع توسع مليشيات الحوثي في مناطقهم التي تضم محافظات البيضاء ومأرب والجوف، والتي أعلن عنها أيضا في مخرجات الحوار الوطني كإقليم واحد تحت اسم إقليم سبأ التاريخي، وسبأ هي إحدى الدويلات اليمنية القديمة في المنطقة قبل الإسلام.

وفي الجنوب (جنوب اليمن الشمالي) لم يواجه الإمام يحيى مقاومه في محافظة إب، كون أحد أسلافه كان قد كسر القبائل المحلية هناك في معركة الفقيه السعيد قبل سنوات بعد خروج الأتراك الأول، إلا أنه احتاج إلى أن يخوض المعركة في تعز التي تمكن من إخضاعها بعد معارك شرسة مع القبائل هناك تعرف تاريخيا بـ”معارك الحجرية” وهي منطقة في تعز التي اتخذ منها الإمام أحمد ابن الإمام يحيى عاصمة له كإجراء لمنع ثورتها على سلطات الأئمة حيث هي قريبة العهد بهم ولم تدخل تحت سلطانهم إلا في عهد أبيه الإمام يحيى، ومحافظتي تعز وإب تشكلان إقليما واحدا في مخرجات الحوار الوطني يعرف باسم “إقليم الجند”، وهو اسم قديم للمنطقة كانت تعرف به مع ظهور الإسلام.

وفي الغرب، خاض الإمام يحيى معارك شرسة في عشرينيات القرن الماضي مع قبائل “الزرانيق” لإخضاع منطقة تهامة وهي المنطقة السهلية الممتدة من الجبال إلى سواحل البحر الأحمر، والتي تضم الآن محافظة الحديدة والأجزاء الغربية الساحلية من محافظتي تعز وحجة.

ورغم أن الحوثي لم يواجه مقاومة في المنطقة إلا مواجهة محدودة مع الحراك التهامي في إحدى حارات مدينة الحديدة الذي تمكن من كسره بسهولة نظرا لفارق القدرات العسكرية بين الطرفين، إلا أن وجود الحوثي ذاته هو يثير سخط الناس هناك ويعيد إلى ذاكرتهم تاريخ معارك “الزرانيق” بين قبائلهم وجيوش الإمام التي يجدونها سببا في مظلوميتهم الراهنة من الحكم الزيدي المذهبي أو الجبلي الجغرافي الذي استمر أيضا في النظام الجمهوري.

بعد نصف قرن من قيام النظام الجمهوري في العام 1962 الذي قضى على حكم الأئمة الذين كانوا يستندون إلى الإرث المذهبي الهادوي (الشيعي) في دعوى أحقيتهم بالحكم، قطع اليمنيون أشواطا كبيرة في تجاوز تلك الصراعات التاريخية الناتجة عن التوسع العسكري والسياسي للمذهب، إلا أن الحركة الحوثية كحركة تسعى لاستعادة ذلك الإرث المذهبي ودعاويه بالحق الديني في الحكم، والتي هي أيضا تتوسع الآن في المحافظات وتسقطها بقوة السلاح، هي قد تعيد بذلك الصراع التاريخي المذهبي إلى الواجهة، وقد بدت بعض ملامحه تظهر على السطح.

الخطير في الأمر هذه المرة، هو أن الخارطة الجغرافية المذهبية لم تعد على حالها بعد نصف قرن من النظام الجمهوري، ففي المناطق الزيدية التاريخية الكثير ممن تحولوا عن المذهب كالسلفيين والإخوان وبعض قادة القبائل ورجالها وممن تلقوا تعليميا متفوقا، وفي المناطق السنية التاريخية أيضا بعض المتعاطفين مع الحركة الحوثية كالأسر الهاشمية. إنتاج دورة أخرى من الصراع التاريخي المذهبي والجغرافي هي قد تكون الأسوأ على الإطلاق، وقد لا يستطيع اليمن التعافي منها بسهولة، هذا إن احتفظ بوجوده السياسي كما نعرفه الآن.