قال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على الرغم من أنه الحاكم الفعلي للمملكة، إلا أنه غالبا ما يظهر بأنه يخشى المؤامرات التي تحول دون استلامه للعرش رسميا، خلفا لوالده المريض والمسن.
وقال المعهد في تقرير له على خلفية إحالة قائد القوات المشتركة، الأمير فهد بن تركي بن عبد العزيز، على التقاعد والتحقيق معه حول تعاملات مالية مشبوهة، حيث شملت حملة الإقالة أيضاً ابنه الأمير عبد العزيز نائب أمير منطقة الجوف الذي كان يعتبر في السابق أميرًا شابًا صاعدًا في المملكة: “إن مثل هذه الخطوات يرجح أن ترتبط بقضية الخلافة للعرش”.
وقال: “في الواقع فإن مزاعم الفساد ضد الفريق فهد، لن تؤدي إلّا إلى تأجيج الشائعات بأن هناك قضايا أخرى على المحك، إلى جانب عدم الرضا من حملة اليمن. ونادراً ما تتم إقالة كبار الأمراء من المناصب الحكومية”.
ورأى المعهد أنه بالنسبة لواشنطن، قد يشكل التغيير في القيادة العسكرية، فرصةً للنقاش مع الرياض بشأن تغيير سياستها تجاه اليمن، وحل هذه الأزمة التي طال أمدها بشكل قاطع ونهائي.
وعلى صعيد السياسات الداخلية للعائلة المالكة، فإن الفريق الركن الأمير فهد هو ابن عم الأمير محمد بن سلمان ووالده، على غرار الملك سلمان، كان فردا من مجموعة إخوة أشقاء نافذين تُعرف بالسديريين السبعة، وتضم أيضاً الملك فهد وولي العهد الأمير سلطان وولي العهد الأمير نايف.
والأمير أحمد هو أخ شقيق آخر اعتقله ابن سلمان على ما يبدو، للاشتباه بأنه يعمل ضد خلافته المستقبلية. ووفقاً لبعض التقارير احتُجز أيضاً ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف لأسباب مماثلة.
ومنذ أوائل عام 2018، كان الفريق الركن الأمير فهد، الذي خدم فترة طويلة في الجيش السعودي، يتولى قيادة التحالف الذي تقوده السعودية لمحاربة الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.
وقالت المعهد إن حرب اليمن “كانت إخفاقاً باهظ الثمن، حيث تكلّف السعودية نحو مليار دولار شهرياً. ولا يزال الحوثيون يسيطرون على صنعاء والأجزاء الأكثر اكتظاظاً بالسكان في البلاد، بينما تمدّد النفوذ الإيراني إلى حد كبير ليشمل تزويد صواريخ قادرة على الوصول إلى الرياض”.
وأشارت إلى أنه اتّضح عدم كفاءة الجيش السعودي بشكل متزايد، وتضررت سمعته بصورة أكبر بسبب الضربات الجوية غير الدقيقة التي أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا في صفوف المدنيين.
واليوم يبدو أن الأمير محمد بن سلمان وشقيقه الأصغر نائب وزير الدفاع خالد بن سلمان ينأيان بنفسيهما عن السياسة اليمنية بشكل متزايد، ويسعيان إلى مخرج دبلوماسي دون الاضطرار إلى الاعتراف بالهزيمة أو التنازل عن النصر الظاهري أمام إيران.