رأى محللون أن اتصال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالسلطان هيثم بن طارق، أمس الأربعاء، والذي يعد اتصالا تاريخيا لم يحدث منذ سنوات على هذا المستوى اضطر له ترامب بعد تأكده أن السلطنة موقفها مستقل ولا تتأثر بسياسات البعض حولها ورفضها التطبيع مع الاحتلال كما فعلت الإمارات حيث جاء موقف عمان المعلن من القضية الفلسطينية صادم لترامب وصهره كوشنر.
وقالت وكالة الأنباء العمانية في بيان لها أمس، إن السلطان هيثم بن طارق تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس ترامب، تم خلاله استعراض العلاقات المتينة بين البلدين في كافة المجالات، والتشاور حول المستجدات التي تشهدها المنطقة.
فيما ذكر بيان للبيت الأبيض عن المكالمة أن ترامب وجه الشكر لسلطان عُمان على تصريحاته الداعمة عقب إعلان التوصل لاتفاق سلام بين الإمارات وإسرائيل والذي تم بوساطة أمريكية.
وتابع البيان: ”سلط الرئيس ترامب الضوء على أهمية اتفاقات أبراهام التي تمت بوساطة الولايات المتحدة في 13 أغسطس وشكر السلطان على تصريحات عمان الداعمة للاتفاق الإسرائيلي الإماراتي“.
ومعروف أن سلطنة عمان رفضت السير في فلك التطبيع الخليجي مع إسرائيل، ما جعل جاريد كوشنر يستثنيها من جولته الخليجية الأخيرة.
وموقف السلطنة من القضية الفلسطينية عبر عنه وزير خارجية عمان بدر البوسعيدي، أمس بكل صراحة أثناء اجتماع الجامعة العربية على مستوى وزارء الخارجية.
وشدد وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد البوسعيدي، على أنه لا سلام شامل وعادل بين الدول العربية و”إسرائيل” بدون حل الدولتين المبني على مبدأ الأرض مقابل السلام، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وأعرب البوسعيدي، خلال ترؤس سلطة عُمان، الاجتماع الافتراضي للدورة العادية الـ154 لمجلس جامعة الدول العربية، عن دعم السلطنة للشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه المشروعة، ودعم جهود ومبادرات السلام في المنطقة.
وتابع في هذا الصدد: “لا يمكن تحقيق سلام شامل وعادل بين الدول العربية وإسرائيل بدون حل الدولتين، المبني على مبدأ الأرض مقابل السلام”.
ورأى محللون ونشطاء بمواقع التواصل أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان موهوما بدول في المنطقة أن بإمكانها تغيير الواقع، لكنه أدرك أن كل شئ يجري
في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتم طالما عُمان ليست شريكة فيه وبشرط يكون
لصالح البشرية جمعاء، حسب وصفهم.
وتؤكد السلطنة دائماً موقفها الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، حيث إن رؤية السلطان الراحل قابوس بن سعيد إزاء فلسطين راسخة وقائمة على الثوابت العربية التي تتماشى مع مُقررات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المُتحدة.