الرئيسية - عربي ودولي - زخم دولي يرافق مفاوضات الدوحة.. أميركا تعرض مطالبها وتوضح موقفها من شكل النظام السياسي لأفغانستان

زخم دولي يرافق مفاوضات الدوحة.. أميركا تعرض مطالبها وتوضح موقفها من شكل النظام السياسي لأفغانستان

الساعة 02:13 صباحاً (هنا عدن - خاص )

 

تتواصل في العاصمة القطرية الدوحة مفاوضات السلام بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية، وسط ترحيب دولي وإقليمي بإعلان الطرفين جديتهما في البحث عن حل يجلب السلام والاستقرار.

وشهد انطلاق الجلسة الافتتاحية مشاركة وزراء خارجية عدد من الدول، بالإضافة إلى أمين عام الأمم المتحدة والمبعوثيْن الأميركي والروسي إلى أفغانستان وسفراء عدد كبير من دول العالم.



وقد أصدر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بيانا بشأن المفاوضات التي انطلقت في وقت سابق من اليوم السبت، بينما أدلت قيادة طالبان بتصريحات أكدت فيها سعيها لإحلال السلام في البلاد.

وتبحث الجولة الأولى من المفاوضات الأفغانية قضايا أساسية، من بينها شكل الدولة ونظامها السياسي.

وخلال مراسم الافتتاح، خاطب وزير الخارجية الأميركي الأفغان قائلا "اختيار نظامكم السياسي أمر يعود لكم"، وتابع "نؤمن تماما أن حماية حقوق جميع الأفغان أفضل وسيلة لكم للخروج من دائرة العنف".

وقال بيان لوزارة الخارجية الأميركية إن الوزير بومبيو حثّ رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في أفغانستان عبد الله عبد الله ووفدَ حركة طالبان، على اغتنام الفرصة التي وصفها بالتاريخية للتوصل إلى تسوية سياسية ووقف شامل ودائم لإطلاق النار.

ورحّب بومبيو بجهود القيادة الأفغانية المبذولة بهدف إنهاء الحرب، وضمان ألا تشكل أفغانستان تهديدا للولايات المتحدة أو حلفائها.

وزير الخارجية الأميركي حضر الجلسة الافتتاحية للمفاوضات والتقى بوفد حركة طالبان (غيتي إيميجز)

الحب والتآخي 

من جانبه، شدد وفد حركة طالبان على أن أفغانستان يتعين أن تكون قائمة على "نظام إسلامي، تجد فيه جميع القبائل والعرقيات نفسها دون تمييز، وتحيا في حب وتآخ".

وقال الملا عبد الغني برادر النائب السياسي لزعيم حركة طالبان إن الحركة تريد تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان، وإن النقاط المختلف عليها تم أخذها بعين الاعتبار.

اعلان

وأضاف أنه يجب أخذ مصالح جميع أطياف الشعب الأفغاني في الاعتبار.

وشدد على ضرورة أن تمضي المفاوضات قدما من أجل مصلحة أفغانستان وشعبها، وطالب المجتمع الدولي بدعم المفاوضات لتحقيق وحدة أفغانستان وضمان التقدم والتنمية فيها.

من جهته، قال رئيس لجنة المصالحة الأفغانية عبد الله عبد الله إن الشعب الأفغاني يأمل في نجاح مفاوضات السلام، وأشار إلى أنه سيتذكر هذا اليوم بوصفه نهاية لمعاناة شعبه، شاكرا حركة طالبان على استجابتها.

وأضاف عبد الله أن الشعب الأفغاني يأمل في إنهاء الحرب وإقامة نظام دستوري يحقق الاستقرار في البلاد، مؤكدا أن الصراع الحالي لا منتصر فيه، والجميع خاسرون إذا لم يستجيبوا لإرادة الشعب.

ما تطلبه أميركا

وقال مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد إن منع الإرهاب هو الشرط الأساسي، لكن حماية حقوق النساء والأقليات ستؤثر أيضا على أي قرار مستقبلي بشأن التمويل الذي يخص الكونغرس. وأضاف "لا يوجد شيك على بياض".

وشدد على أن مفاوضات السلام ستكون بين الأطراف الأفغانية، ولن تملي الولايات المتحدة أي صيغة عليهم.

وفي حديث للجزيرة، قال خليل زاد إن الفرصة كبيرة لتحقيق السلام، لكن كلفة الفشل ستكون عالية، بحسب تعبيره. وأضاف أنه يريد وقفا لإطلاق النار في أفغانستان قبل حلول أبريل/المقبل، وهو موعد سحب جميع القوات الأميركية من البلاد.

غوتيريش: مفاوضات سلام أفغانستان تشكل فرصة ممتازة لتحقيق الاستقرار والسلام (الفرنسية)

العالم يتحدث 

وخلال الجلسة الافتتاحية، وقال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إنه يأمل في أن يخدم المبعوثون الشعب الأفغاني، مضيفا أن بلاده لن تدّخر جهدا لدعم مفاوضات السلام الأفغانية، إلى جانب الجهود الدولية.

اعلان

وأكد الوزير القطري أن السبيل الوحيد لإنهاء الصراع في أفغانستان هو وقف إطلاق النار والبدء في الحوار، مشيرا إلى أن اتفاق السلام الأفغاني يجب أن يكون على أساس: لا غالب ولا مغلوب.

ووصف وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي مفاوضات السلام الأفغانية باللحظة التاريخية، وقال إنه لا حل عسكريا للوضع القائم في أفغانستان، ودعا المجتمع الدولي إلى الاستمرار في دعم عملية السلام لإنجاحها.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن مفاوضات سلام أفغانستان تشكل فرصة ممتازة لتحقيق الاستقرار والسلام والتنمية في البلاد. ودعا إلى أن تشمل عملية السلام كل الفئات، وإلى تكثيف الجهود لحماية المدنيين.

ووصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ محادثات السلام الأفغانية بالفرصة التاريخية، وقال إنّ هذه المحادثات تشكل أفضل فرصة للسلام.

ومن جانبها، رحّبت الخارجية الإيرانية بانطلاق مفاوضات السلام الأفغانية في الدوحة، وأعربت عن أملها في أن تتوصل الأطراف الأفغانية إلى تفاهم مشترك يضمن الاستقرار والسلام الدائم في أفغانستان والمنطقة، دون تدخل أي أطراف خارجية.

وحذرت الخارجية الإيرانية مما وصفتها بمحاولات الإدارة الأميركية استغلال هذه المحادثات لتحقيق أهدافها في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

كما أعربت طهران عن استعدادها لتقديم المساعدات للمضي قدما في مسار السلام بأفغانستان.