حققت أذربيجان انتصارات عسكرية غير مسبوقة في تاريخ حربها مع جارتها أرمينيا، بفضل الدعم التركي وخاصة طائرات “بريقدار” المسيرة التركية التي قلبت موزاين الحرب في إقليم “قره باغ” المتنازع عليه لصالح أذربيجان كما فعلت تماما في ليبيا ونسفت مشروع ابن زايد الخبيث.
وفي هذا السياق أعلن رئيس الوزراء الأرميني “نيقول باشينيان” استعداد بلاده تقديم تنازلات في الصراع الدائر مع أذربيجان على إقليم “ناغورني قره باغ”، وذلك بعد الخسائر التي تكبّدتها قواته بسبب الطائرات التركية المسيرة.
“باشينيان” قال في مقابلة له مع وكالة الأنباء “فرانس برس” الفرنسية، أمس الثلاثاء: “يجب حل النزاعات على أساس التنازلات المتبادلة. قره باغ وأرمينيا مستعدتان لتقديم تنازلات مماثلة صادرة عن الجانب الأذربيجاني”.
كم جانبها أكدت أذربيجان أنها لن توافق على وقف إطلاق النار ما لم تسحـب أرمينيا قـواتها من إقليم “ناغورني قره باغ” المحتل، وقال وزير خارجيتها جيهون بيراموف، الثلاثاء: “سنقاتل حتى الرمق الأخير”.
هذا وعادت الاشتباكات العسكرية بين الطرفين، في 27 سبتمبر الماضي، في أعنف جولات الصراع منذ حوالي 30 عامًا.
وفي سياق متصل، واصلت القوات الأذرية تقدمها في منطقة قره باغ التي تحتلها أرمينيا، وسيطرت على مواقع إستراتيجية فيها بدعم تركي، وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان لها، الأربعاء، أن جيشها دمر منذ 27 سبتمبر (أيلول) الماضي وحتى 7 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، 250 دبابة وعربة مصفحة للجيش الأرميني”.
وأضاف أنه “كما تم تدمير 270 مدفعية وأنظمة صاروخية، و60 نظام دفاع جوي، و11 منطقة قيادة ومراقبة، و8 مستودعات ذخيرة، ونحو 150 شاحنة ومركبة عسكرية، ونظام دفاع جوي واحد من طراز إس 300”.
وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجية الأرمينية إن تركيا لها “وجود مباشر على الأرض، وإن خبراء عسكريين من تركيا يقاتلون جنبًا إلى جنب مع أذربيجان” التي قالت “يريفان” إنها تستخدم أيضًا أسلحة تركية من بينها مقاتلات “إف-16” (F-16) ومسيّرات بيرقدار التركية.
وكانت مقاطع فيديو وصور أظهرت من مناطق الصراع أهدافًا تابعة لأرمينيا تُدمر بأسلحة وطائرات تركية مسيرة.
واندلعت اشتباكات في 27 سبتمبر الماضي، على خط الجبهة بين البلدين، إثر إطلاق الجيش الأرمني النار بكثافة على مواقع سكنية في قرى أذربيجانية، ما أوقع خسائر بين المدنيين، وألحق دمارًا كبيرًا بالبنية التحتية المدنية، بحسب وزارة الدفاع الأذربيجانية.
وردًّا على الاعتداءات، نفذ الجيش الأذربيجاني هجومًا مضادًا، تمكن خلاله من تحرير مناطق عديدة من الاحتلال الأرميني، بحسب ما أعلنته باكو.
وتحتل أرمينيا، منذ عام 1992، نحو 20 بالمئة من الأراضي الأذربيجانية، التي تضم إقليم “قره باغ” (يتكون من 5 محافظات)، و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي “آغدام” و”فضولي”.