الرئيسية - عربي ودولي - أن بي أر: السعودية تستمر بملاحقة المعارضين واختراق هواتفهم

أن بي أر: السعودية تستمر بملاحقة المعارضين واختراق هواتفهم

الساعة 03:08 مساءً (متابعات)

 

نشر موقع الراديو الوطني العام الأمريكي “أن بي أر” تقريرا لجاكي نورثام عن ملاحقة السعودية للمعارضين لها في الخارج. وقالت فيه إن سعد الجبري يعرف الأسرار، فالمسؤول البارز في وزارة الداخلية السعودية كان شريكا ثمينا للحكومة الأمريكية، رجل لديه اطلاع على الكثير من الأسرار والمعلومات المتعلقة بالمشتبه بعلاقاتهم مع الإرهاب ومعلومات مهمة عن العائلة السعودية الحاكمة.



إلا أن الجبري أغضب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وهرب إلى المنفى عام 2017 ومنذ ذلك الوقت فهو ملاحق كما يقول. وفي آب/أغسطس تقدم بدعوى فدرالية في الولايات المتحدة اتهم فيها محمد بن سلمان باستخدام ولديه كورقة ضغط وإجباره على العودة إلى السعودية وأنه نظم محاولة قتل له في أمريكا الشمالية. وتشبه المحاولة توجها في دول أخرى وتظهر كما يقول مراقبو الشأن السعودي استعدادا من ولي العهد للمضي في ملاحقة منافسيه والمعارضين.

ويؤكد الباحثون أن المحاولات تشمل ملاحقة الفارين منهم إلى خارج السعودية واختراق هواتفهم النقالة وكذا اعتقال عائلاتهم من أجل إجبارهم على العودة. وتضم أيضا إسكات المعارضين وللأبد، كما في حالة الصحافي جمال خاشقجي الذي تقول المخابرات الأمريكية إن الأمر باغتياله في إسطنبول قبل عامين في مثل هذا الشهر، صدر من ولي العهد، مع أن الأخير ينفي. وعندما كان الجبري في السعودية كان على الجانب المزعج لبن سلمان، حيث كان مساعدا لولي العهد السابق محمد بن نايف وانتقد بعضا من قراراته خاصة الحملة الفاشلة في اليمن.

ويقول مدير المخابرات الأمريكية السابق جون برينان والذي تعامل مع الجبري في مذكراته الجديدة “بسالة”: “انزعج محمد بن سلمان من صراحة سعد” الجبري، كما أن “محمد بن سلمان كان قلقا حول ما يعرفه سعد فيما يتعلق بنشاطات داخل السعودية وتمت في ظله”.

وفي عام 2017 أطاح محمد بن سلمان بابن عمه محمد بن نايف من ولاية العهد وشن حملة اعتقالات للأمراء ورجال الأعمال والمسؤولين في فندق ريتز كارلتون بالرياض. وكان الجبري قد غادر السعودية إلى تركيا قبل هذه الحملات وانتهى بعائلته إلى تورنتو في كندا.

ورفض سعد الجبري الحديث مع الإذاعة لكن ابنه خالد الجبري، أخصائي أمراض القلب والذي يعيش مع والده في تورنتو، تحدث معها.

وذكر أن والده تلقى بعد مغادرته السعودية رسائل نصية ودية من الأمير منها: “تعرف أننا نختلف ولكنني أريد عودتك إلى الحكومة”. ويعلق خالد الجبري: “بدت وكأنها محاولة لتصفية الأجواء والعودة للعمل كما في السابق” و”لم نشتر هذا الكلام”. واعتقدت العائلة أنها مصيدة للوالد. وبعد أيام منع ولدا الجبري اللذان بقيا في السعودية من السفر. وتحولت لهجة الرسائل النصية من الود إلى العدوان والتهديد. وتذكر خالد رسالة: “كان تهديدا يقول: لديك ساعة لتخبرنا عن مكان وجودك وسأرسل طائرة لأخذك. وإلا فسنستخدم كل الطرق القانونية وغيرها التي ستؤذيك”.

وتابع خالد أن والده احتفظ بالرسائل كأدلة. ويزعم الجبري أن محمد بن سلمان حاول ملاحقته وقتله خلال السنوات الثلاث الماضية لأنه يعرف بالآلية الداخلية للمملكة والتعاملات فيها وعلاقاته الأمنية مع الولايات المتحدة. وبحسب الدعوى القضائية “يعتبر الدكتور سعد في وضع فريد ليكون تهديدا وجوديا على وضع المتهم بن سلمان وعلاقته مع الحكومة الأمريكية”. وجاء في الدعوى القضائية أن ولي العهد أرسل منتصف تشرين الأول/أكتوبر 2018 أعضاء من “مرتزقته”/ “فرقة النمر” لملاحقة الجبري وقتله. وجاءت المحاولة بعد أسبوعين من قتل وتقطيع خاشقجي في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2018. ويقول خالد إن والده حصل على تحذيرات من زملائه السابقين والمسؤولين الأمنيين الأمريكيين وحذروه ألا يقترب من أي سفارة سعودية. وتقول الدعوى إن السلطات الكندية منعت أفراد الفريق من دخول كندا.

وقال خالد إن عضوين في الفريق حملا في حقائبهما “أدوات للتنظيف تعود إلى نفس دائرة الطب الشرعي التي قطعت جثة جمال”. ولم تعلق السفارة السعودية في واشنطن على أسئلة من الإذاعة. ولم ترد السلطات الكندية أيضا إلا أن وزير السلامة العامة الكندي بيل بلير قال في تصريحات للإعلام الكندي: “نحن على وعي بحوادث حاول فيها لاعبون أجانب مراقبة واستفزاز وتهديد كنديين ومن يعيشون في كندا”. وعملت السعودية على تشجيع الناشطين والمعارضين العودة وبالقوة إلى السعودية. كما عملت على ترحيلهم بالقوة كما فعلت مع الناشطة لجين الهذلول.

ولمنع الانتقادات غمر المسؤولون في السعودية منصات التواصل الاجتماعي بالرسائل المؤيدة لبن سلمان كما يقول رون ديبر، مدير “سيتزن لاب” في جامعة تورنتو والذي يتابع استخدام الأنظمة الديكتاتورية البرمجيات الخبيثة. وقال إن النظام السعودي استخدم أناسا دفع لهم أو “ضغط عليهم النظام لوضع منشورات ومحتويات مؤيدة لهم”. وأضاف أن النظام السعودي أصبح ماهرا في متابعة المواطنين إلكترونيا وعلى هواتفهم النقالة بحيث استطاع تحديد أماكنهم والتنصت على مكالماتهم ومعرفة محتويات بريدهم الإلكتروني وثرثراتهم على منصات التواصل.

وأضاف ديبر: “يستخدمون هذه الوسائل القوية التي بيعت لهم لمكافحة الجريمة وحماية الأمن القومي وغير ذلك ويوجهونها ضد معارضي النظام والصحافيين الذين يتابعون الشؤون السعودية” و”بخاصة من لديهم حضور بارز على منصات التواصل أو في الإعلام الدولي لأنهم يشكلون تهديدا على مصداقية وشرعية النظام”.

وقبل عامين كشف الباحثون في “ستيزن لاب” عن اختراق لهاتف ناشط سعودي يعيش في مونتريال. ويقدم عمر عبد العزيز أشرطة فيديو ناقدة للنظام السعودي. كما كان على علاقة وثيقة مع خاشقجي. وقال عبد العزيز في تصريحات سابقة للإذاعة عام 2018: “قتل جمال بعد شهرين لاحقا وبالتأكيد لعبت الحوارات بيننا دورا لما حدث له”.

وفي مقال كتبه بواشنطن بوست قال إن السلطات السعودية اعتقلت أقاربه وأصدقاءه للضغط عليه. وتمت مراقبته على تويتر حسب المدعي الأمريكي الذي أصدر العام الماضي اتهامات ضد موظفين سابقين في الشركة حصلا على معلومات عن الحسابات في الشركة لصالح السعودية. وجاء في الدعوى القضائية ضد علي الزبارة الموظف السابق في تويتر أنه دخل على 6.000 حساب لمستخدمين بما فيها حساب عبد العزيز. كما وجهت اتهامات لأحمد أبو عمو، الذي يحمل الجنسية الأمريكية وحصل كما زعم على 300.000 دولار أمريكي لتقديم معلومات.

واتهم أحمد المطيري، المواطن السعودي، بالتجسس ووصف بالدعوى بمدير شركة تسويق إعلامي مرتبطة بالعائلة المالكة. وقال آدم إريلي، السفير الأمريكي السابق في البحرين، إن وضع موظفين سعوديين في تويتر كان جزءا من استراتيجية وطنية للسعودية. و”كان هدف اختراق تويتر من قبل عملائهم الحصول على أسماء وتحويل عناوين وقائمة الاتصالات للمستخدمين في السعودية والذين تم اعتقالهم”.

وحتى من لا يعيشون داخل السعودية يشعرون بالخوف، مثل علي الأحمد مؤسس معهد شؤون الخليج في واشنطن الناقد للعائلة السعودية الحاكمة: “بالتأكيد أشعر بالخوف. وكل يوم أفتش تحت السيارة وأنظر حول البيت” و”أعمل كل ما بيدي لحماية نفسي وعائلتي”. ولم يكن الجبري قادرا على حماية عائلته ففي آذار/مارس اعتقل الأمن السعودي ابنته سارة وابنه عمر من بيته في الرياض. ووصفت الخارجية الأمريكية اعتقال أقارب الجبري بغير المقبول وضغطت على السعودية للإفراج عنهم. لكن العائلة لم تسمع عنهم منذ اعتقالهم.