اتهم مركز حقوقي دولي، دولة الإمارات العربية المتحدة، بمشاركة إسرائيل في إقامة صندوق استثماري، يهدف إلى تطوير نقاط التفتيش التي يقيمها جيش الاحتلال في مناطق الضفة الغربية، وهي نقاط تفتيش كثيرا ما ارتكب عندها عمليات “إعدام ميداني” لمواطنين فلسطينيين عزل.
وأعرب “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” ومقره مدينة جنيف، عن بالغ قلقه إزاء خطط إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة لإنشاء صندوق استثماري سيمكن من “تحديث” نقاط التفتيش العسكرية التي تقيمها السلطات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وذكر المرصد في بيان صحافي له، أنه يتوجب على حكومة الإمارات الامتناع عن أية صفقات مع إسرائيل قد تساهم في انتهاكات حقوق الإنسان ضد الفلسطينيين أو تشجعها، مطالبًا إياها بوقف تلك الصفقات على الفور.
وتعد نقاط التفتيش والحواجز الإسرائيلية “رمز للقمع والاضطهاد” ضد الفلسطينيين، وطالب المركز بتفكيكها وليس الاستثمار في تطويرها، وقالت في بيانها رافضة تجميل تلك الحواجز العسكرية “القفص المذهّب يبقى قفصًا في نهاية المطاف”.
وجاء الاتفاق على التمويل، بناء على اتفاقية السلام الموقعة بين كل من الإمارات وإسرائيل في البيت الأبيض الأمريكي يوم 15 من الشهر الماضي، وقد أثار الاتفاق حفيظة الفلسطينيين على المستوى الرسمي والشعبي، بوصفه اتفاق “خياني”.
وتابع المرصد الحقوقي، أنه تابع إعلان الرئيس التنفيذي لمؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية “آدم بوهلر”، والذي قال فيه إن حكومات الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات ستنشئ صندوقًا استثماريًا بقيمة 3 مليارات دولار، يُطلق عليه اسم “صندوق أبراهام”، يهدف إلى تعزيز الاستثمار الخاص في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة وأماكن أخرى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وبحسب بوهلر فإن على رأس أولويات هذا الصندوق تطوير وتحديث نقاط التفتيش الأمنية الإسرائيلية المنتشرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وحذر المرصد الأورومتوسطي من أن تمويل ما يسمى بـ “تحديث” نقاط التفتيش الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية سيسهم بشكل كبير في إخفاء أهدافها التضييقية وتأثيراتها السلبية على الفلسطينيين لجعلها حقيقة دائمة ودعمها لترسيخ الاحتلال.
وتقيم سلطات الاحتلال حاليا أكثر من 700 نقطة تفتيش إسرائيلية في جميع أنحاء الضفة الغربية، ويطلق عليها الفلسطينيون مصطلح “حواجز الموت” لكثرة عمليات “الإعدام الميداني” التي ترتكبها قوات الاحتلال هناك، وقد وثقت الكثير منها من خلال كاميرات الهواتف النقالة للفلسطينيين،. وخلال شهر سبتمبر الماضي، وثق المرصد الأورومتوسطي إقامة إسرائيل 300 نقطة تفتيش إضافية.