دانت دولة الإمارات بشدة العمل الإرهابي الذي وقع أمس الخميس، في مدينة نيس الفرنسية، والذي أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى وجرح آخرين، إضافة إلى هجوم آخر استهدف القنصلية الفرنسية في مدينة جدة السعودية، أسفر عن إصابة حارس أمن، مؤكدة استنكارها لهذه الأعمال الإجرامية التي تتنافى مع القيم والمبادئ الانسانية.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان لها، أن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية والتخريبية. وشددت على رفضها الدائم لجميع أشكال العنف التي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار، وتتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية. وأعربت الوزارة عن خالص تعازيها ومواساتها لأهالي الضحايا وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.
ويأتي ذلك، بعدما قتل رجل يحمل سكيناً في كنيسة بمدينة نيس، ثلاثة أشخاص، أحدهم على الأقل نحرًا، وجرح آخرين قبل أن تعتقله الشرطة. وتزامن ذلك مع مهاجمة رجل حارساً في القنصلية الفرنسية في جدة ب«آلة حادة»، ما تسبب بإصابته بجروح، وفق ما ذكرت السلطات السعودية التي أكدت اعتقال المعتدي.
فتحت نيابة مكافحة الإرهاب الفرنسية، تحقيقاً في اعتداء نيس الذي اعتبره رئيس بلدية المدينة كريستيان إيستروزي «هجوماً فاشياً».
وتوفي اثنان من الضحايا في كنيسة نوتردام في قلب المدينة، فيما توفي الثالث بعد إصابته بجروح خطرة في منطقة قريبة كان لجأ اليها، بحسب الشرطة التي أكدت أنها تسيطر على الوضع الآن. وذكرت مصادر، أن منفذ اعتداء نيس مهاجر تونسي يبلغ 21 عاماً، وجاء من إيطاليا.
وقررت السلطات عقب الهجوم، رفع درجة التأهب الأمني في المباني ووسائل النقل والأماكن العامة. كما وقف النواب في البرلمان دقيقة صمت حداداً، قبل أن يغادر رئيس الوزراء جان كاستيكس ووزراء آخرون بشكل مفاجئ لاجتماع أزمة مع الرئيس إيمانويل ماكرون.
وعقب الحادث أعلن، ماكرون، أن فرنسا لن تتنازل عن أيّ من القيم الفرنسية، خاصة «حرية الإيمان أو عدم الإيمان»، مندداً ب«اعتداء إرهابي».وقال: «إننا نُهاجم من أجل قيمنا». ودعا الشعب إلى الوحدة وإلى عدم الاستسلام لشعور الرعب، معلناً زيادة عدد الجنود في عملية «سانتينيل» من ثلاثة آلاف إلى سبعة آلاف، لحماية أماكن العبادة، خاصة مع اقتراب عيد جميع القديسين لدى الكاثوليك الأحد المقبل.
وندد كاستيكس ب«بهجوم وحشي أحزن البلاد بأسرها»، معتبراً أنه «أصاب المسيحيين الكاثوليك في الصميم». وعقب هجوم نيس، قتلت الشرطة رجلاً مسلحاً بسكين في مدينة أفينيون بجنوب شرقي البلاد. وأكد المتحدث باسم الشرطة المحلية في أفينيون أن الرجل هدد المارة بسكين، لافتاً إلى أن ضباط الشرطة طلبوا، لدى وصولهم إلى الموقع، من الرجل الانصياع لأوامرهم، ثم أطلقوا رصاصات مطاطية باتجاهه لإجباره على التوقف، لكنه واصل الاقتراب منهم مهدداً إياهم بسكين، ما دفعهم إلى إطلاق الرصاص الحي عليه.
اعتقلت السلطات شخصاً يعتقد أنه كان يخطط لتنفيذ هجوم على كنيسة في بلدة سارتروفيل شمال غربي باريس. كما أُوقف أفغاني يرتدي زياً تقليدياً، ويحمل سكيناً في مدينة ليون، بعدما اعتُبر بمثابة تهديد. وأكدت السلطات أن الشخص الذي أُوقف «كان يحمل سكيناً يبلغ طوله 30 سنتمتراً، وبدا مستعداً للإقدام على عمل ما». وأوضح مصدر آخر قريب من الملف أن هذا الرجل الذي سبق أن «أُبلغت عنه أجهزة الاستخبارات»، وُضع في الحجز الاحتياطي «لحمله سلاحاً محظوراً وبسبب تهديدات بالسلاح».
وقوبل هجوم نيس، بإدانات دولية واسعة، وأكدت السعودية استنكارها للعمل الذي وصفته ب«الإرهابي». وشددت على رفضها القاطع لمثل هذه الأعمال المتطرفة التي تتنافى مع جميع الديانات والمعتقدات الإنسانية والفطرة الإنسانية السليمة».
واعتبر مؤتمر أساقفة فرنسا الحادث بأنه عمل «لا يوصف»، وأعرب عن أمله في «ألا يصبح الفرنسيون هدفاً للقتل». وقال الأب هوج دي ووليمون المتحدث باسم المركز: «تأثرنا للغاية وصدمنا بهذا النوع من الأعمال التي لا توصف»، مضيفاً «هناك حاجة ملحة لمكافحة هذه الآفة التي هي الإرهاب، بالضرورة الملحة نفسها لبناء أخوة في بلدنا بطريقة ملموسة».
وفي الفاتيكان، صلى البابا فرنسيس من أجل الضحايا، وقال إنه «لا يمكن إطلاقاً القبول بالإرهاب والعنف». وحض الحبر الأعظم الشعب الفرنسي «للوقوف صفاً واحداً لمواجهة الشر بالخير».
وأفاد المتحدث باسم الفاتيكان ماتيو بروني، أن «اعتداء اليوم (أمس) زرع الموت في مكان للحب والسلوان. البابا مطلع على الوضع، وعلى تواصل مع المجتمع الكاثوليكي المفجوع».
وأبدى عدد من قادة أوروبا تضامنهم مع فرنسا في الحادث، وفي حربها في مواجهة التطرف. ودعا رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي الأوروبيين إلى «الاتحاد ضد العنف، وضد الذين يسعون إلى التحريض ونشر الكراهية». وكتب في تغريدة: «أشعر بصدمة وحزن عميقين لأخبار هجوم نيس المروع. نشعر بهذا الألم كلنا في أوروبا».
ودان رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي «الهجوم المشين» الذي «لن يزعزع الجبهة الموحدة للدفاع عن قيم الحرية والسلام». وأضاف في تغريدة: «قناعاتنا أقوى من التعصب والكراهية والإرهاب».
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين في تغريدة: «أدين الاعتداء البغيض والوحشي الذي وقع في نيس، وأقف مع فرنسا بكل قلبي». وأضافت:«أتضامن مع ضحايا هذا العمل البغيض. تقف أوروبا بأسرها متضامنة مع فرنسا. سنبقى موحدين ومصممين في وجه الهمجية والتعصّب».
كما أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الوقوف إلى جانب فرنسا بعد الهجوم «الوحشي». وقالت في تغريدة: «أشعر بصدمة كبيرة إزاء عمليات القتل الوحشية في الكنيسة في نيس. أفكاري مع أقارب القتلى والجرحى. ألمانيا تقف مع فرنسا في هذا الوقت الصعب».
وفي إسبانيا، قال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز: «نواصل الدفاع عن الحرية، وقيمنا الديمقراطية والسلم وأمن مواطنينا. نقف في صف واحد ضد الإرهاب والكراهية».
كما تعهد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بالوقوف إلى جانب فرنسا في حربها ضد التطرف.
الأزهر: الأعمال الإرهابية تنافي تعاليم الإسلام
دان الأزهر الشريف وإمامه الأكبر فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أمس الخميس، بشدة الهجوم الإرهابي البغيض الذي وقع أمس، في كنيسة نوتردام بمدينة نيس الفرنسية، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وشدد الأزهر في بيان، على أنه لا يوجد بأي حال من الأحوال مبرر لتلك الأعمال الإرهابية البغيضة التي تتنافى مع تعاليم الإسلام السمحة وكافة الأديان السماوية، داعياً إلى ضرورة العمل على التصدي لكافة أعمال العنف والتطرف والكراهية والتعصب.
وحذر الأزهر من تصاعد خطاب العنف والكراهية، داعياً إلى تغليب صوت الحكمة والعقل والالتزام بالمسؤولية المجتمعية، خاصة عندما يتعلق الأمر بعقائد وأرواح الآخرين. ( وام)
باريس تشيد بيقظة الأمن السعودي
أصدرت السفارة الفرنسية في الرياض، الخميس، بياناً بشأن طعن حارس أمن قنصليتها بجدة، على يد أحد الأشخاص.
وأكدت السفارة ثقتها في السلطات السعودية، في كشف ملابسات الحادث، وضمان أمن المنشآت والجالية الفرنسية في المملكة.
وقالت السفارة، إن الأمن قام على الفور بتوقيف الجاني، فيما نُقل حارس الأمن إلى المستشفى، حيث وضعه الصحي مستقر.
وألقت شرطة مكة المكرمة القبض على سعودي اعتدى بآلة حادة على حارس أمن بالقنصلية الفرنسية بجدة، ما خلف له إصابات خفيفة.