تخشى الإمارات والسعودية، من تغير سياسة الولايات المتحدة تجاه قيادات الدولتين، لا سيما وأن بايدن انتقد أكثر من مرة، خلال حملته النظام السعودي، وحقوق الإنسان بالمملكة.
وتأمل إيران عودة بايدن إلى الاتفاق النووي، والتخلص من الضغوط الاقتصادية الكبيرة التي عانت منها طيلة ثلاث سنوات منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق عام 2018، وعلى هذا فهي من أكثر الدول التي فرحت بتغيير الحكومة في واشنطن.
في حال عودة بايدن للاتفاق النووي، فسيستلزم ذلك رفع العقوبات التي فرضتها واشنطن على إيران، ومن المحتمل أن يتم فتح باب الحوار مرة أخرى بين البلدين، كما كان في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، بعد أن أوشكت حرب على الاندلاع بعهد ترامب.
ويرى نائب رئيس معهد كوينسي للحكم الرشيد (مقره واشنطن) ومؤسس المجلس الوطني الإيراني الأمريكي تريتا بارسي، أنه “يجب اتخاذ خطوات فعالة، لحماية الاتفاق النووي، الذي لم يكن واضح المعالم، بسبب سياسة الضغط القصوى، التي مارستها إدارة ترامب على إيران”.
ويضيف بارسي، أن “بايدن عارض كثيرا من السياسات الخارجية لإدارة ترامب، بما في ذلك السياسات الأمريكية تجاه إيران، لكن بالتفكير في الآمال الاقتصادية لإيران، فيمكننا استبدال التوتر القائم بين البلدين بالهدوء”.
ويتابع: “يمتلك بايدن فرصة مثلى لإنقاذ الاتفاق النووي، ومد جسر للحوار بين إيران وأمريكا، وهو أمر ليس سهلا، ولكن يبدو أن بايدن سوف يكون حاسما في تغيير الأوضاع السيئة التي حدثت في عهد ترامب، وعلى بايدن أن ينظر إلى ما هو أبعد من هذا، للعمل على مد جسور الحوار بين البلدين، مرة أخرى”.
وفي حالة إذا ما أردنا استمرار الاتفاق النووي، وفق بارسي: “فلا بد وأن تتقدم العلاقات بين أمريكا وإيران بشكل أكثر اتساعا، وأكثر إيجابية، أما إذا استمرت على هذا النحو العدائي، فستتقلص الآمال في الحفاظ على الاتفاق النووي، مهما كانت نية بايدن أو إيران للحفاظ عليه”.
وعن السياسات المحتملة للولايات المتحدة مع السعودية في الفترة المقبلة، يشير بارسي، لجريدة "القدس العربي" إلى أن “بايدن لديه آراء سلبية، تجاه إدارة المملكة العربية السعودية، ومن الممكن أن تنعكس هذه الآراء على السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط”.
ويوضح: “لدى بايدن موقف حاسم وصريح تجاه السعودية، فقد وصفها بأنها تخرج عن أعراف المجتمع الدولي، بسبب ما تطبقه من سياسات، وما تتبناه من معايير، إذ قال سابقا إنه سيكشف للعالم الوجه الحقيقي للإدارة السعودية حال أصبح رئيساً لأمريكا”.
ومن جهة أخرى، فإن بايدن، وفق بارسي، يرى أن “الإمارات ليست سيئة السمعة بقدر الإدارة السعودية، رغم أن أبوظبي قوة مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط”.
ويتابع: “في ظني، فإن بايدن وفريقه، يدركون جيدا مدى الحاجة إلى مراجعة كبيرة في سياسة أمريكا الخارجية، تجاه منطقة خليج البصرة (الخليج العربي)، ولكن لم يتم إلى الآن تحديد إلى أي مدى ترغب الإدارة في التقدم في هذا الشأن”.
وعن تطورات المشهد بالشرق الأوسط خلال عهد بايدن، فيرى بارسي، أنه “في عهد ترامب قلصت واشنطن من وجودها العسكري في الشرق الأوسط، كما قلصت من وجودها الدبلوماسي أكثر”.
ويتابع: “وإذا ما قررت الولايات المتحدة بقيادة بايدن، الاستمرار في تقليص وجودها العسكري بالشرق الأوسط، وانخرطت بشؤون المنطقة بشكل دبلوماسي أكبر، وعند استعداد القوى الإقليمية لتحمل المزيد من المسؤولية عن أمن المنطقة، عند ذلك سيكون لواشنطن تأثير آمن، موفر للاستقرار في المنطقة”.