رجح كاتب امريكي بارز، أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن ، ستسعى الى الدفع وراء دور سلطنة عمان بهدف تسهيل الحوار حول الملفات الإقليمية المختلفة بما في ذلك إيران واليمن وربما سوريا، بالإضافة إلى احتمالية قيامها بالضغط على الرياض للتحرك بشكل أسرع نحو تسوية سياسية في اليمن.
وفي تحليل نشره موقع ِ«The New Arab» بنسخته الانجليزية، - يعيد نشره "هنا عـدن " - قال جورجيو كافييرو، الرئيس التنفيذي للمعهد الامريكي لتحليلات الخليج: "أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، ربما تسعى إلى اثبات أنها أكثر قدرة على إجراء تغييرات جوهرية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة أكثر من المجالات المحلية، بما في ذلك مسألة التعامل مع دعم واشنطن للحرب السعودية في اليمن، كجزء من مراجعة شاملة لسياسة بلاده في منطقة الشرق الأوسط".
ووفق الكاتب، فهذا مرجح أكثر نظرًا لأن بايدن، الذي شغل منصب نائب الرئيس وترأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، هو خبير في العديد من القضايا الدولية. وبالتالي فإن الشرق الأوسط هو إحدى المناطق التي يمكن لسياسة بايدن الخارجية أن تميزه بسرعة عن الرئيس دونالد ترامب.
وأشار إلى أنه "وبالرغم من أنه لايزال من السابق لأوانه معرفة كيف سيقود بايدن كرئيس للولايات المتحدة رقم 46، فإن سجله كنائب لرئيس باراك أوباما وخطابه الأخير في حملته يخبرنا أنه سيحاول على الأرجح إعادة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة مع إيران، وإنهاء الدعم الأمريكي لحرب السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، كما يرجح أن تعود مسألة حقوق الإنسان الى أعلى سلم أجندة البيت الأبيض في الشرق الأوسط.
ويرى كافييرو بأن الدولة الخليجية الأكثر توتراً بشأن خلافة بايدن لترامب، العام المقبل هي المملكة العربية السعودية. حيث أن في الرياض، هناك مخاوف من أن خليفة ترامب، إلى جانب الديمقراطيين في مجلس النواب سيعيدون النظر في أجزاء مختلفة من الشراكة الأمريكية_ السعودية. كما أن هناك مخاوف من أن تجمد واشنطن أو تلغي مبيعات أسلحة معينة بينما تنهي الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن.
وأضاف بالقول "كان للقيادة في أبو ظبي تفضيل واضح لترامب في سباق 2020 ومع ذلك، فإن الإمارات ستدفع كلفة أقل بكثير من السعودية لفوز بايدن، إذ أنها وبعد أن أبعدت نفسها إلى حد كبير عن حرب اليمن في 2017-2019 اضافة لكونها غير متورطة في قضية خاشقجي (على الأقل من وجهة نظر واشنطن)، فإن السمعة الإماراتية ليست مضرة في واشنطن مثل السعودية".
بالنسبة لعُمان، توقع الكاتب أن تكون خطة بايدن لإنهاء الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن، والتي ستضغط على الرياض للتحرك بشكل أسرع نحو تسوية سياسية مع المتمردين الحوثيين، إيجابية.
وقال جورجيو "اعتبر المسؤولون في مسقط أن التدخل السعودي في اليمن مزعزع للاستقرار، بينما ترى عمان أن خطر أزمة اليمن يمتد إلى أراضيها باعتباره أكبر تهديد للأمن القومي للسلطنة. على الأرجح، ستتجه إدارة بايدن إلى مسقط لقدراتها الفريدة في تسهيل الحوار حول الملفات الإقليمية المختلفة بما في ذلك إيران واليمن وربما سوريا".
وبحسب الكاتب، فإن استعداد بايدن لإشراك إيران في الدبلوماسية، وخاصة امتعاضه من السعودية ومعارضته للحرب في اليمن، يتناسب تمامًا مع السياسة الخارجية لقطر، ولكنه أيضًا سيكون محل ترحيب بالنسبة لعمان والكويت".
ومع ذلك فإن من المؤكد أن بايدن لن يتخلى عن السعودية والإمارات كشريكين للولايات المتحدة، لهما تاريخ يمتد لعقود من العمل عن كثب مع واشنطن. فهناك الكثير الذي سيسعى بايدن ونائبه هاريس إلى تحقيقه في الشرق الأوسط وهو ما سيتطلب مساعدة من كلا البلدين في الخليج.
علاوة على ذلك، يعرف الرئيس المنتخب أن التخلي عن الرياض وأبو ظبي من شأنه أن يدفع كلاً من موسكو وبكين الى الواجهة بشكل حتمي، لكن بايدن سيوضح أن ما كان معتاداً في العلاقات الأمريكية مع السعودية والإمارات من 2017 إلى 2020 لن يستمر في فترة ما بعد ترامب.