في تقرير حصري لصحيفة “إندبندنت” قالت إن الناشطات المعتقلات تعرضن للاعتداءات الجنسية والتعذيب والإعدام في السجون السعودية. وأعدت التقرير مايا أوبنهايم، وقالت فيه إنها اطّلعت على دراسة تكشف عن انتهاكات واسعة مورست ووصفتها ناشطة بأنها “أسوأ انتهاكات يمكن تخيلها وحدثت هنا”.
وكشفت الدراسة عن معاناة 309 سجناء سياسيين من انتهاكات حقوق الإنسان منذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد عام 2017. وقامت منظمة “غرانت ليبرتي” بإعداد الدراسة التي جاء فيها أن أشخاصا يواجهون حكم الإعدام لجرائم حدثت عندما كانت أعمارهم لا تتجاوز التاسعة. وقال الباحثون إن 20 سجينا اعتقلوا لجرائم سياسية ارتكبوها عندما كانوا أطفالا منهم خمسة أعدموا و13 يواجهون حكم الإعدام.
كما كشفت الدراسة التي جاءت عشية انعقاد قمة العشرين في الرياض، أن من بين المعتقلين 27 ناشطة، تعرضت 6 منهن لاعتداءات جنسية.
وأكدت شقيقة الناشطة لجين الهذلول التي مضى على إضرابها عن الطعام 23 يوما إنها عذبت وتعرضت للانتهاك الجنسي في السجن. وقالت لينا الهذلول: “شقيقتي حاصلة على جوائز في مجال حقوق الإنسان ورشحت لجائزة نوبل ويحتفى بها حول العالم.. باستثناء وطنها حيث تقبع في سجن أمني حيث للتعذيب والإهانة والانتهاك الجنسي”.
وتابعت: “طالما ظلت النساء داخل السعودية فلا يستطعن الحديث. ومن واجب المجتمع الدولي رفع صوته نيابة عنهن”.
ومنذ 26 تشرين الأول/ أكتوبر، دخلت لجين في إضراب عن الطعام احتجاجا على رفض السلطات السماح لها بالاتصال بشكل منتظم مع أقاربها. وقالت منظمات حقوق الإنسان إن لجين أُجبرت على تحمل ومواجهة الانتهاكات والصدمات الكهربائية والتحرش الجنسي وهي في السجن.
واعتقلت لجين مع عشرة ناشطات طالبن بحقوق المرأة السعودية ومنها حق قيادة السيارة في أيار/ مايو 2018 وقبل أسابيع من رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة. وتنتظر لجين محاكمة بتهم التواصل مع كيانات أجنبية معادية للحكومة السعودية، وتجنيد موظفين حكوميين لجمع معلومات سرية، وتقديم الدعم المالي لهيئات معادية للمملكة في الخارج. ونفى المسؤولون السعودية تهم التعذيب، وقالوا إنهم يحققون في مزاعم سوء المعاملة.
ونقلت الصحيفة عن عبد الله الغامدي، الناشط السعودي الذي يعيش في المنفى قوله: “في 2012 حصلت على اللجوء السياسي في بريطانيا، ومنذ ذلك الوقت وأنا أدعو لوضع حد للسياسات الديكتاتورية والشمولية في السعودية”. و”كنت محظوظا لأني خرجت، ولكن وضع عائلتي هو قصة أخرى. فقد اعتقلت والدتي عايدة الغامدي واثنان من أشقائي. ولم يقدم أي تفسير لاعتقالهم، ولا مجال لإنكار الحقيقة، فقد اعتقلوا بسبب نشاطي وليس لأنهم ارتكبوا جريمة. وتبلغ أمي من العمر 64 عاما وتعاني من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم”. مضيفا: “عندما اعتقلت مع شقيقي عُذبا أمام بعضهما البعض. وتعرضا للتعذيب وأطفئت أعقاب السجائر في جسديهما، وأُجبر شقيقي على تسجيل فيديو يتبرأ مني يمكن لقنوات التواصل الاجتماعي السعودية.. وقيل لي إن أي تواصل مع عائلتي سيعرض أفرادها للخطر”.
وأكد الغامدي أنه لا يزال ممنوعا من الاتصال مع أمه أو شقيقه. مضيفا أن عدم الاتصال معهما يؤلمه. وتشير الدراسة إلى استخدام واسع للحجز الانفرادي ولمدة طويلة. حيث منعت سلطات الأمن المعتقلين من الاتصال مع المحامين.
وقال عبد الله العودة، نجل الناشط السعودي البارز الداعي للإصلاح الشيخ سلمان العودة: “يواجه والدي حكم الإعدام، وجريمته هي نشر تغريدة غير مؤذية لـ14 مليون من متابعيه تمنى فيها نهاية المواجهة الدبلوماسية مع قطر. ويريدون قتل والدي، ولو فعلوا فستكون جريمة قتل بموافقة الدولة”.
وقالت لوسي راي، المتحدثة باسم “غرانت ليبرتي”: “يفصّل التقرير الانتهاكات على قاعدة واسعة والقتل والتعذيب والاعتداءات الجنسية وأسوأ انتهاكات حقوق الإنسان يمكن تخيلها”. وأضافت: “على بقية العالم أن يصحو، ويجب عدم الترحيب بالسعودية بين مجتمع الدول المحترمة في وقت تعذب وتنتهك وتقتل أبناء شعبها”.
ويأتي التقرير وسط دعوات أمنستي إنترناشونال المشاركين في القمة الافتراضية التي تستضيفها السعودية نهاية الأسبوع “لتوبيخ السعودية على نفاقها المخجل بشأن حقوق المرأة”، خاصة أن تقوية المرأة هي من أجندة القمة.
ودعت أمنستي القادة للمطالبة بالإفراج عن لجين الهذلول وسمر بدوي ونوف عبد العزيز ومايا الزهراني اللاتي اعتقلن في 2018 لعملهن في مجال حقوق الإنسان “حالا وبدون شروط”.
وذكرت لين معلوف، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في أمنستي انترناشونال: “قمة العشرين بالنسبة للسعودية مهمة وهي لحظة لهم للكشف عن أجندتهم الإصلاحية للعالم وانفتاح بلدهم للتجارة” و”في الوقت نفسه فالإصلاحيون السعوديون الحقيقيون هم خلف القضبان. وبدلا من المضي مع رواية السعودية التي تبيّض الصورة على قادة مجموعة العشرين استخدام المناسبة والوقوف مع الناشطات الشجاعات اللاتي كلفهن التزامهن بقضية تعزيز المرأة حريتهن”.
وقالت إن السعودية ستستخدم الإصلاحات التي دعت إليها الناشطات للحصول على فرصة اقتصادية وثناء سياسي و”الناشطون والناشطات الذين يواصلون القتال من أجل حقوق الإنسان في السعودية هم أصوات الإصلاح ويجب الاستماع إليهم لا سجنهم”.
وقال آدم كوغل، الباحث في منظمة هيومان رايتس ووتش، إن رئاسة مجموعة العشرين أعطت حكومة محمد بن سلمان “علامة احترام لا تستحقها على المسرح الدولي”. وأضاف: “في وقت فرضت فيه أقسى وأوسع فترة من الاضطهاد للحقوق المدنية والسياسية في تاريخ السعودية”.