الرئيسية - أخبار محلية - بلومبيرغ: الانقسامات السعودية الإماراتية تعيق جهود أمريكا لمواجهة الحوثي

بلومبيرغ: الانقسامات السعودية الإماراتية تعيق جهود أمريكا لمواجهة الحوثي

الساعة 06:51 مساءً (هنا عدن ـ متابعات)

قالت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن الجهود الأمريكية لمواجهة المتمردين الحوثيين في اليمن وهم يهاجمون السفن في أحد أهم الممرات المائية في العالم تواجه حاجزًا كبيرًا بسبب الخلافات بين حلفاء واشنطن العرب.

ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة على الأمر قولهم إن "اثتنين من أهم الجهات الفاعلة المشاركة في الحرب الأهلية الطويلة الأمد في اليمن، السعودية والإمارات، تدعمان الفصائل المتنافسة ضد الحوثيين.



وقالت المصادر إن مواقفهم المختلفة تعقد المحاولة التي تقودها الولايات المتحدة لصياغة رد متماسك على الجماعة المدعومة من إيران.

وأفادت بلومبرج أن الولايات المتحدة تفكر في اتخاذ إجراء عسكري ضد الحوثيين، ربما بما في ذلك توجيه ضربات ضد أهداف الجماعة، رغم أنها لا تزال تفضل الدبلوماسية.

 وذكرت أن واشنطن تعمل مع حلفائها الغربيين والعرب لتعزيز قوة الحماية البحرية التي تهدف إلى تأمين السفن التي تبحر في البحر الأحمر، الذي يمر عبره ما يقرب من 12٪ من التجارة العالمية.

ونقلت الوكالة عن مسؤول أمريكي قوله إن البيت الأبيض يتواصل مع الحوثيين عبر عُمان وبعض الوسطاء الآخرين، لحثهم على وقف الهجمات.

وقالت إن متحدث باسم الحوثيين أكد هذه الاتصالات لكنه قال إن الجماعة ستستمر حتى توقف إسرائيل القتال في غزة.

وأشارت إلى أن الإمارات تضغط من أجل القيام بعمل عسكري وتريد من الولايات المتحدة إعادة تصنيف الحوثيين على أنهم “إرهابيون”، وفقًا لمسؤول يمني تدعمه أبو ظبي.

وتقول إليونورا أرديماني، الخبيرة في شؤون اليمن وزميلة الأبحاث الأولى في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية: “يعتقد الإماراتيون أنه يجب تقييد الحوثيين وتقويضهم وإضعافهم”.

ولفتت الوكالة إلى أن الرياض تدعم نهجا أكثر اعتدالا، خوفا من أن أي عمل عدائي سيؤدي إلى استفزاز الحوثيين ليصبحوا أكثر عدوانية، وفقا لأحد أعضاء الفريق السعودي الذي يتفاوض مع الحوثيين.

وقال المصدر بحسب الوكالة إن ذلك قد يعرض للخطر الهدنة الهشة في حرب اليمن ويحبط محاولة السعودية للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار مع المتمردين.

ووفقا للوكالة فإن السعوديين يعتقدون أن ارتباطهم الدبلوماسي مع إيران يمكن أن يردع الحوثيين في نهاية المطاف ويساعد على ضمان عدم تحول الصراع بين إسرائيل وحماس إلى حريق إقليمي يحرصون بشدة والولايات المتحدة والأسواق العالمية على تجنبه.

وقال محللون في مجموعة رابيدان للطاقة، وهي شركة استشارية للمخاطر مقرها واشنطن: "هناك ضغوط متزايدة على واشنطن لاتخاذ إجراءات أكثر قوة، والتحول قادم" وهذا، إلى جانب أي تكثيف للمناوشات الإسرائيلية مع حزب الله، وهو جماعة مسلحة أخرى مدعومة من إيران، "قد يدفع الأسواق إلى البدء في تسعير المخاطر الجيوسياسية" وهذا من شأنه أن يمثل تغييرا بالنسبة للمستثمرين العالميين.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان للصحفيين يوم الجمعة في إسرائيل: “نحن نعمل على ضمان وحشد دول العالم، التي لديها مصلحة في رؤية هذا التوقف” ووصف هجمات الحوثيين بأنها "تهديد مادي" للتجارة الدولية، وقال إن وزير الدفاع لويد أوستن يعتزم زيارة المقر الإقليمي للبحرية الأمريكية في البحرين قريبًا للإشراف على الرد.

وقال سوليفان: "بينما يضغط الحوثيون على الزناد، تسلمهم إيران السلاح" وأضاف: "على إيران مسؤولية اتخاذ خطوات بنفسها لوقف هذه الهجمات".

وقد تلقى الحوثيون التمويل والتدريب من طهران على مدى السنوات الثماني الماضية وهم جزء من "محور المقاومة" الإيراني للولايات المتحدة وإسرائيل إلى جانب حماس وحزب الله وجماعات أخرى وتصنف حماس على أنها منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ونقلت بلومبيرغ عن برنارد هيكل، أستاذ دراسات الشرق الأدنى في جامعة برينستون إن الحوثيين لا يعتبرون انفسهم مجرد اتباع للتوجيهات الإيرانية.

وقال هيكل إن الجماعة لديها "تركيبة أيديولوجية مختلفة" وليست "متشابكة بشكل وثيق" مع إيران مثل حزب الله "جوهرة التاج" الإيرانية الذي يملك الكثير ليخسره من الحرب الشاملة مع إسرائيل.

وتقول أرديماني من المعهد الإيطالي إنه من الخطأ النظر إلى الحوثيين على أنهم "بيادق ودمى" في يد طهران.

وأضافت إن دوافعهم تذهب إلى ما هو أبعد من الحرب بين إسرائيل وحماس – فهم يسعون إلى تعزيز موقعهم في اليمن وإبراز أنفسهم كقوة إقليمية لا يستهان بها – مما يعقد الجهود المبذولة لمكافحتهم.

والتقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بنظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الأسبوع الماضي لمناقشة ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وكان نائب الأمير فيصل في بكين للتأكيد من جديد على التزام الرياض بالتقارب الذي توسطت فيه الصين مع إيران في مارس/آذار.

ولم يستجب المسؤولون الحكوميون السعوديون والإماراتيون لطلبات التعليق ورفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على الخلافات بين حليفتي أمريكا في الخليج، لكن متحدثًا باسمها قال إن "حل الصراع في اليمن يظل أولوية قصوى".

 

ترجمة: الموقع بوست