�نا عدن | متابعات
في كواليس المشهد السياسي المضطرب، بعيداً عن الأضواء، يقف ثلاثة أشقاء كأنهم رؤوس مثلث يمسك بزمام الأمور، تحيط بهم ظلال العتمة، وتصاحبهم عاصفة من التساؤلات، يتقاسمون النفوذ كما لو كان ميراثاً مقدساً، ويمسكون بزمام الأمور بقبضة من حديد لا يردعهم قانون ولا يوقفهم رادع، إنها عائلة الزبيدي التي تتصدر المشهد بثلاثة إخوة، الثلاثي الذي نسج نفوذه وسط شبكات القوة والنفوذ، يحركون رقعة الشطرنج وفق معادلات لا ترى للعين المجردة.
- مانع الزبيدي، قائد المهام الخاصة بالحماية الرئاسية، اليد الخفية التي تتحرك في العتمة، تضرب بلا رحمة وتدير اللعبة من خلف الستار، لا يظهر مانع الزبيدي كثيراً لكن أثره حاضر في كل مداهمة، وفي كل صرخة تختنق خلف جدران المعتقلات.
- منيف الزبيدي، قائد اللواء الثالث حماية رئاسية، رجل الظل الأول لعيدروس الزبيدي، وصاحب النفوذ المتحول الذي بات يرسي قواعد إمبراطورية خاصة به، يؤسس حالياً شركة أمنية في الإمارات، ويمد نفوذه نحو مطار عدن، ليحوله من مرفق سيادي إلى ساحة نفوذ خاصة به، حتى أصبح المطار نقطة عبور خاضعة لحسابات مصالحه الخاصة.
- منير الزبيدي، قائد اللواء الثاني حماية رئاسية، اليد التي تبطش والاسم الذي يحمله المتظاهرون في ذاكرتهم كرمز للقمع والتنكيل، حيث كان في 15 فبراير 2025م على رأس القوة التي اقتحمت منازل أبناء المنصورة، ثم وجه بقواته نحو مديرية البريقة، حيث لا يزال المشهد قائماً حتى الآن، ولا يزال أيضاً صوته مسموعاً وهو يداهم أحياء البريقة، يمد قواته كأنها أشباح تطوق المكان، لا هم لها إلا قمع الغضب وكسر الإرادة الشعبية السلمية.
- لكن المشهد لا يكتمل إلا برابط خفي، خيط يجمع الأدوار ويضبط الإيقاع، إنه محمد قاسم الزبيدي شقيق عيدروس وقائد ألوية الحماية الرئاسية التابعة للانتقالي، مهندس الظلال والذي يحكم المشهد من خلف الستار، يقود آلة القمع ببرود، ويشرف على عمليات الخطف والاعتقال التي تطال الأبرياء؛ لتختزل بعد ذلك مصائر المظلومين داخل سجن أحمد حسن المرهبي رئيس الدائرة الأمنية، ذلك المكان الذي لا يدخل إليه أحد إلا وتطوى خلفه الأبواب الثقيلة، ليصبح مجرد رقم في قوائم المجهولين.
- إنها منظومة متكاملة، شبكة متشابكة من المصالح والقوة، عائلة لا ترى في الدولة إلا غنيمة، ولا في السلطة إلا سلاحاً، ولا في الشعب إلا خصماً يجب إخضاعه، وهكذا تدور العجلة، وتحكم عائلة الزبيدي الطوق على مدينة عدن وسط صمت ثقيل وأسئلة بلا إجابات… إلى متى؟
المصدر | منصة ابناء عدن