هنا عدن | متابعات
في مشهد يجسد استهتارًا صارخًا بحقوق الأيتام والأرامل، كشفت صور مأخوذة من قرية المجحفة بمديرية تبن في محافظة لحج عن فضيحة مدوية تتعلق بمشروع كويتي مخصص لإيواء الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع، والمشروع الذي كان يفترض أن يكون مأوى كريمًا لمن لا معيل لهم، ظهر كمنشآت لا تصلح حتى للاستخدام المؤقت، فكيف يمكن أن تكون سكنًا دائمًا لعائلات بأكملها؟
مواصفات صادمة وانتهاك للخصوصية
المأوى المفترض للأيتام والأرامل ليس سوى كرفانة صغيرة مغلفة بألواح خشبية، تنقسم إلى غرفة ضيقة وصالة صغيرة، تحتوي على مراوح مثبتة في الجدران ولمبة صغيرة، مع لوح طاقة شمسية لا يكفي لإنارة المكان، أما محيطه، فهو محاط بشبك ناموسية شفاف يكشف الداخل، منتهكًا خصوصية الأسر المستفيدة.
لم تتوقف الكارثة عند هذا الحد، بل امتدت إلى الحوش الذي يُفترض أنه يضم مطبخًا وحمامًا، لكنه لا يحتوي سوى على حوض لغسيل الأواني في أحد الزوايا، بينما الحمام الصغير مكشوف داخل الساحة، ما يجعل الحياة تفتقر لأبسط مقومات الكرامة.
أين ذهبت أموال التبرعات؟
ما يزيد من فداحة الأمر أن هذا المشروع لا يمثل حالة فردية، فقد رُصدت منازل أخرى بنفس المعايير المزرية في قرى مختلفة من لحج، بينما نُفذت مشاريع مماثلة بمواصفات سليمة في مناطق أخرى كالمخا، ويطرح ذلك تساؤلات خطيرة حول مصير الأموال ومن المسؤول عن التلاعب بها؟
دعوات للمحاسبة
طالب ناشطون وحقوقيون من داخل وخارج محافظة لحج بفتح تحقيق شفاف حول هذا المشروع وغيره من المشاريع المشبوهة، ومحاسبة المسؤولين عن هدر أموال التبرعات وتحويل المساعدات إلى استثمارات فساد على حساب المحتاجين، كما يناشدون الجهات المانحة بضرورة الرقابة الصارمة على أوجه الصرف لضمان وصولها إلى مستحقيها دون تحريف أو سرقة.
إلى متى يظل الأيتام والأرامل ضحايا للفساد؟ من يعبث بحقوقهم ويحوّل معاناتهم إلى صفقات مربحة؟ أين الجهات الرقابية من هذه الجرائم؟ هل ستتحرك السلطات لكشف الفساد ومحاسبة المتورطين، أم أن هذه المأساة ستُدفن مجددًا في غياهب النسيان؟
المصدر | منصة ابناء لحج
