الرئيسية - أخبار محلية - "تسوية" رواتب المدنيين.. زخم إعلامي سقط "ميتًا"

"تسوية" رواتب المدنيين.. زخم إعلامي سقط "ميتًا"

الساعة 06:33 صباحاً

هنا عدن | مقالات

الكاتب| رائد الفضلي



منذ أشهر، ومواقع التواصل الاجتماعي تتناقل أخبار التسوية لرواتب المتقاعدين المدنيين، لتسوية رواتبهم مع الغلاء الفاحش وارتفاع الصرف، حتى تم تأكيد خبر استلام هذه التسوية كعناوين بارزة بالخط الأحمر في الصحف الإخبارية. فاستبشر هؤلاء المتقاعدون بفرحة عارمة بخبر فتح الصرف لهذه التسوية عبر الصرافات في يومنا هذا، ولسان حالهم يقول:

بَشِّر فؤادَك بالسُّرورِ فَرُبَّما

أنَّ الَّذي تَرجُوهُ باتَ قَريبًا

ولكن مبلغ التسوية جاء هزيلًا باهتًا، لا يحمل أي توافق مع اسمه. فقد كان المتقاعدون يأملون أن ترفع هذه التسوية رواتبهم، لتنقلهم إلى حياة أفضل تخفف من معاناتهم المعيشية الصعبة.

فبالله عليكم، بعد انتظار طويل لهذه التسوية، تأتي لمتقاعد مدني ضحَّى بكل قوى شبابه في مرفقه، بسنين أهلكت عمره في وظيفته المهنية، وبعد صبرٍ تجرَّع فيه كل الويلات من فقر ومرض وحروب، فتأتي هذه التسوية بمبلغٍ لمن راتبه ثلاثون ألف ريال، ليحصل على عشرة آلاف ريال فقط في الشهر الواحد، بإجمالي ثلاثة أشهر، ثلاثون ألف ريال يمني تقريبًا، ناهيك عن الذين لم يحصلوا على أي تسوية.

فهل من صحوة لمن هم على هرم سدة الحكم في بلادنا تجاه هذه التسويات الهزيلة؟!

فهذه التسوية ليس من اسمها نصيب، ففي تقديري يجب أن يقال عنها إعانة، وإن كان هذا الاسم لا تستحقه.

بالأمس، الرئيس السوري رفع رواتب موظفي دولته بنسبة 400%، وهو في الرئاسة لم يتجاوز أشهرًا، ونحن سبعة رؤساء لا حول لهم ولا قوة، سوى كثرة السفريات إلى الخارج، ليس لهم أي همٍّ مع المواطن، وإلا لما كانت هذه التسوية بهذه المبالغ الهزيلة.

فصبرًا جميلًا والله المستعان.