هنا عدن | متابعات
في خطاب ألقاه أمام حشد من المواطنين في محافظة أرخبيل سقطرى، ركّز عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس الزبيدي على قضايا الأمن الإقليمي وحماية الممرات البحرية، متجاهلًا في الوقت ذاته التحديات المعيشية والخدمية التي تواجه سكان الأرخبيل وبقية المحافظات.
وأكّد الزبيدي في خطابه، الذي تابعه "المصدر أونلاين"، دعم جهود الولايات المتحدة والتحالف الدولي في حماية الممرات المائية من القرصنة والإرهاب، مشددًا على ضرورة تبني استراتيجية شاملة تتكامل فيها الجهود المحلية والدولية لضمان الأمن البحري، دون الإشارة إلى حلول ملموسة لمعاناة المواطنين اليومية.
كما دعا الزبيدي التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إلى تعزيز دور الحكومة اليمنية في مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن مجلس القيادة الرئاسي يدعم جهود السلطة المحلية في سقطرى للنهوض بالتنمية المستدامة، مع التركيز على تطوير البنية التحتية وتعزيز القطاع السياحي، لكن دون تقديم خطط واضحة أو إجراءات ملموسة لتحقيق ذلك.
وفي الوقت الذي تحدث فيه الزبيدي عن "ضرورة الحفاظ على خصوصية سقطرى البيئية"، لم يتطرق إلى المخاوف المتزايدة حول النفوذ الإماراتي في الأرخبيل والتغييرات التي يشهدها نتيجة المشاريع والاستثمارات الأجنبية، وهو ما أثار تساؤلات حول مدى التزام المجلس الانتقالي بالحفاظ على استقلالية القرار المحلي.
كما شدد الزبيدي على أهمية اتخاذ إجراءات وتشريعات لحماية التنوع البيولوجي للأرخبيل، لكنه لم يتطرق إلى التحديات التي تواجه سكان سقطرى فيما يتعلق بتوفير الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه والصحة والتعليم، والتي لا تزال تشكل هاجسًا يوميًا للمواطنين في ظل غياب الحلول الحكومية الفعالة.
وجاء خطاب الزبيدي وسط انتقادات واسعة بشأن تجاهل القيادات السياسية للأوضاع المعيشية الصعبة التي يواجهها المواطنون، في وقت تتزايد فيه الأزمات الاقتصادية والخدمية في مختلف المحافظات، وهو ما يعزز حالة الإحباط بين السكان الذين ينتظرون حلولًا واقعية لمشكلاتهم بدلًا من الخطابات السياسية المكررة.
يُشار إلى أن هذه التصريحات تأتي في ظل غياب أي حلول حكومية حقيقية للأزمات الاقتصادية والخدمية المتفاقمة، ووسط استمرار معاناة المواطنين من أزمة المشتقات النفطية وارتفاع الأسعار، في وقت تحتكر فيه شركات إماراتية عمليات التوريد بأسعار باهظة، مما يضاعف الأعباء المعيشية على المواطنين.
المصدر اونلاين