وجّه الدكتور أحمد الرميلي السقطري، عضو الهيئة التدريسية بجامعة #حضرموت – كلية التربية #سقطرى، والباحث في التراث السقطري، رسالة إلى نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزُبيدي، عقب كلمته التي ألقاها في مجمع الكويت بالعاصمة حديبو خلال زيارته الأخيرة للأرخبيل.
وتناول الرميلي في رسالته جانبًا من العادات والتقاليد السقطرية التي تقوم على إكرام الضيف والمبالغة في ذلك، مؤكدًا أن أهل سقطرى يدركون هذه القيم جيدًا، وهو ما ظهر في حفاوة استقبال الزبيدي والسكن الذي أُعد له. كما عبّر عن رغبته في لقائه والسمر معه، لسرد بعض القصص من تاريخ الجزيرة، مشيرًا إلى أن من يحيطون به قد لا ينقلون له مثل هذه الروايات.
وسرد الرميلي قصتين بارزتين من تاريخ سقطرى، الأولى تعود إلى عام 1835م، عندما حاول القبطان البريطاني هينس شراء الجزيرة من السلطان عامر بن طوعري، الذي كان طاعنًا في السن وكفيف البصر، ورغم فقره وفقر شعبه حينها، رفض العرض البريطاني قائلاً: "سقطرى هي هبة الله للآباء والأجداد، ولن أفرط فيها أبدًا، والله لو ملأت هذه الغرفة ذهبًا لما أعطيتك ما يوازي مساحتها.. وداعًا يا قبطان هينس." وهكذا، فشلت الصفقة، كما أكد الرميلي في رسالته.
أما القصة الثانية، فتعود إلى عهد السلطان حمد بن عبدالله بن عفرار، حين منح إحدى القبائل السقطرية أرضًا بموجب وثيقة رسمية. لاحقًا، حاول البريطانيون استمالة القبيلة بالأموال لشراء جزء من الأرض، لكن عندما علم السلطان بذلك، ألغى الوثيقة، وعاقب القبيلة بشدة، كما وبّخ البريطانيين وهددهم بترحيلهم إذا كرروا محاولاتهم، ما أجبرهم على التراجع نهائيًا.
وفي ختام رسالته، خاطب الرميلي الزبيدي قائلاً إنه لن يجد مثل هذه القصص حتى لدى أحفاد السلاطين، متسائلًا إن كان له فرصة للقاء معه وسرد المزيد من تاريخ الجزيرة الذي يجسد صمود أبنائها في وجه الإغراءات ورفضهم لبيع ذممهم مهما كانت الظروف.