بعد أن تحاورنا وبحثنا معا قضايا الوطن واتفق الجميع على مخرجات هذا الحوار التي رسمت لنا خطوطا عريضة لبناء دولة اتحادية دولة تتسع للكل لنتعايش جميعا على أسس عادلة خالية من الاستبداد والاستحواذ والإقصاء والتهميش دولة مؤسسات ونظام وقانون يخضع له الكل ويسري على الكل ولإرساء هذه الدولة لابد أولا من تحرير مؤسسات الدولة من هيمنة الحزبية والجماعة وأول هذه المؤسسات هي التربية والتعليم هذه المؤسسة الهامة التي يصنع فيها الإنسان وتبنى بها شخصيته المؤسسة التي ترفد الوطن بالكادر البشري والأجيال التي تدير أمور الوطن أي هي أساس التنمية البشرية فالتعليم والتربية هما بناء الفرد ومحو الأمية في المجتمع، وهو المحرك الأساسي في تطور الحضارات ومحور قياس تطور ونماء المجتمعات فتقيم تلك المجتمعات على حسب نسبة المتعلمين بها واستبشار بالمستقبل يتم وفق مستوى أداء وتحسين العملية التعليمية والتربوية وفي ماضينا كان التعليم في أسوى حالته نخرته الحزبية والفساد السياسي والأخلاقي حيث كان خالي من كل المعايير السليمة في اختيار الكادر الإداري والتعليمي حيث كانت الحزبية والمحسوبية والشللية هي المقياس ولهذا كانت مخرجات التعليم غير مرضية وما زاد الطين بله هو النقابات التعليمية التي تقاسمتها الحزبية وخاصة بعد حرب 1994م الظالمة التي شرعت للنهب ليس الثروة والأرض بل أيضا الإنسان والمؤسسات ومنظمات المجتمع اليمني وعلى رأسها النقابات التعليمية حيث تم الضم ألقسري لنقابة المهن التعليمية مع نقابه وهمية لا أساس لها بل أسست للغرض نفسه تحت مسمى نقابة المهن التعليمية والتربوية وتعاملوا معنا بنفس المنتصر وتربعوا قيادتها بأساليبهم المعروفة للهيمنة على كل شي حتى تاريخنا النقابي وعضويتنا العربية والدولية للاتحادات المعلمين العرب والعالمي . للأسف لم نكون نرغب في فتح هذا الملف لان الماضي كله جروح وماسي وكنا نرغب أن ننظر للمستقبل لكن الماضي لا يريد أن يتركنا اليوم كنت أتابع التلفاز وصدمت عندما وجدت أعضاء اتحاد المعلمين العرب في لقائهم مع الرئيس المخلوع علي صالح وهم يتغنون في انجازاته الوهمية للتعليم والتنمية مع وجود قيادات هذه النقابة التي أساسها نقابة المعلمين في الجنوب منذ الخمسينات من القرن الماضي وكانت مصدر من مصادر الحركة الوطنية اليمنية اليوم بأيادي نفرا لا يفقهون العمل النقابي وأهميته وحياديته لمنتسبون العمل التربوي بل يستخدمونها كورقة سياسية لخدمة أغراضهم المريضة وكأنها دكان من أملاكهم الحزبية أي أنهم لا يمثلون هذه الشريحة الكبيرة والعظيمة من التربويين التي لا يمكن أن تقبل على نفسها أن تكون أداة من أدواتهم الرخيصة للتمجيد وتجميل الصور القبيحة لقد اثبتوا من دون شك أنهم مأجورين ويؤجرون هذه النقابة لمن يدفع لهم نحن نحترم أنفسنا لن نقبل على أن نكون في صفوف نقابة يقودها هولا ويستخدمون كورقة صراع ليشبعوا رغبات أسيادهم . لو كانوا يعشقون هذا الوطن ويتوقون إلى أمنه وأمانه ويقدمون مصالحة فوق كل المصالح الحزبية والفئوية لكانوا قابلوا الأخ الرئيس عبدربة منصور هادي بصفته رئيسا للوطن وقائدا للمسيرة وحاملا هموم ومصالح الجميع بما فيها التربية والتعليم وقابلوا رئيس الوزراء المعني بالقضية التعليمية والتربوية لكنهم انحازوا للحزب والجماعة والفئة الضيقة عن الوطن ومصالحة . علينا أن نحيد العمل النقابي لخدمة الوطن ومنتسبون النقابة وإصلاح التربية والتعليم وتحريرها من سلطة الحزبية المقيتة . باسم كل التربويين الشرفاء في هذا الوطن المعطاة وباسم كل شغوف للتغيير وبناء الدولة المدنية الاتحادية ندين هذا العمل ونرفضه برفض هذه القيادة ونطالب تحرير النقابة من سلطتهم المغتصبة أثناء تسلطهم على البلد أرضا وإنسانا لنتوحد معا للعمل على أيجاد مكون نقابي موحد للتربويين والمعلمين كافة لا تسلط علية من قبل فئة او جماعة او حزب ليكون سندا وداعما صلب لإصلاح حال المعلم ومعيشته وصحته وعمله ليقدم المزيد والمزيد من الجهد المثابر لبناء جيلا صحيح الروح والفكر لا سلطان علية غير الوطن ومصالحة الكبرى جيل خالي من الصراعات المدمرة والمصالح الحزبية والطائفية الضيقة . هذا أذا أردنا السير في الاتجاه السليم لبناء المستقبل المنشود الدولة المدنية الاتحادية دولة الحق والقانون دولة الحرية والمساواة والله الموفق