الإرهاب خطرا لازال يهدد مستقبلنا

2014/02/14 الساعة 10:04 مساءً

مؤلم جدا ان تستمع لخبر أو تشاهد مناظر القتل والتفجير هنا وهناك مسلسل دموي عبثي يضجع حياتنا ويسممها ليعيق مسار البناء وهناك السن يحلو لها ان تعظم هذا العمل وتتخذ منه وسيلة للعيش واستعادة الروح على حساب ضرب المشروع الوطني وقتل روحه وحيويته بين الوسط الاجتماعي أي اغتيال الأمل والطموح للمستقبل المنشود . يزرع الخوف والقلق والتشاؤم ويقتل الأمل و وتضعف المعنويات بالعمليات التي تطال رجال الأمن والسياسيين ذات العقول النظيفة والمعتدلة الوطنية رسالة واضحة يوجهونها الإرهابيين لن نجعلكم تبنون وطن ولا دولة سنقتل كل بذرة خير فيكم ونواة بناء نراها سنفجر ونخطف ونضرب ونهاجم ونحاصر ونشتت جهودكم ونخلق لكم معانات وألم وإخفاقات ويأس لابد ان نجعل حياتكم جحيم هل عرفتموهم وعرفتم حال لسانهم و ونواياهم ورغباتهم أنهم أعداء الحياة والدولة المدنية دولة الحق والنظام والقانون . ليقولون للمواطن البسيط ان هناك انفلات واللامبالاة وتسهيل يحدث من أجهزة الأمن متناسيين ان في البلد قامت ثورة فككت مؤسسات السلطان القابضة على الأنفس ومكبلة للحرية لتعيد بنائها على أسس وطنية وان هناك مصالح فقدت تقاوم وان المجتمع سمموه وسلحوه بأنواع الأسلحة وان أياديهم التي كانت سلطتهم في الفرض صارت اليوم سلطتهم في الضرب كل هذا صراع قائم للتغيير بين البناء والهدم لا بد أن ينتصر احدهم على الأخر . وان وجد تقصيرا فالمرحلة تتطلب من أجهزة الأمن التعامل مع الوضع بصورة استثنائية تتناسب واستثنائية المرحلة وذلك بتجفيف منابع الإرهاب وتجريدها من أدواته . تجفيف المنابع بإرساء ثقافة وطنية و خلق الوعي الذاتي، وغرس مفاهيم الثقافة الذاتية في نفوس أبنائنا، عن طريق التربية الأسرية ونظم التعليم والإعلام، هما الكفيلان بتحقيق مفهوم التحصين من الداخل أي محاربة ثقافة العداء للوطن والأمن والإعلام المعادي او المسمم للوعي الوطني وذلك بتشريع قوانين تعزز الروح الوطنية والحد من استخدام الوسائل الإعلامية كجسر للتخريب الأخلاقي وإيذاء الناس والتعدي على خصوصياتهم وكراماتهم وقتل وطنيتهم وتحريضهم ضد قيادتهم السياسية وضد مؤسسات الدولة ومنها الأمنية والعسكرية و بناء دولتهم وفرض رقابة سلطة الدولة على ثقافة تربية الأبناء في المسجد والمدرسة والمعهد وتجريم الفتوى التحريضية للقتل والتكفير بكل وسائلها . وتجريدها من أدواته وهي المتفجرات والأسلحة لا ننكر ان هناك عدد من النقاط العسكرية على الطرقات ومداخل المدن للتفتيش لكن وسائلها غير مجدية وبحكم عاداتنا وتقاليدنا فان العائلات لا تفتش وصبح ذلك احد الثغرات التي يستخدمه المهربون والإرهابيون وللعلم ان العالم تطور ولم يعد يستخدم الوسائل التقليدية التي نستخدمها لقد تطورت الوسائل والأدوات هناك روبرت أو أجهزة حديثة تكشف المتفجرات والأسلحة عن بعد بمجرد مرور السيارة من أمامه يعطي أشارة بوجود المتفجرات كما أن هناك كيمرات متحركة في الشوارع وأمام المواقع ألهامه لماذا لا تستخدم أجهزة الأمن والضبط هذه الوسائل الحديثة ونحن بلد شريك في محاربة الإرهاب ما المانع من استخدامها لنحد من تهريب الأسلحة والمتفجرات إلى داخل البلد والمدن التي أقلقت حياة السكان الآمنين وشرط أخر لتجريد الإرهاب من أدوات القتل هو انتزاع السلاح من المليشيات المسلحة للجماعات التي أصبحت تهدد الأمن والسلام الاجتماعي وفرض سلطة الدولة ومنع ومحاصرة المتاجرة بالأسلحة وتامين المنافذ لمنع التهريب بكل أنواعه . والشرط الأهم هو إرساء العدل واستقلالية القضاء وتقديم المجرمين الحقيقيين للعدالة لتأخذ مجراها للأسف ما نلاحظه من الاستخدام السيئ لجرائم كجريمة النهدين وجمعة الكرامة والسبعين وغيرها من الجرائم للضغط السياسي أساء كثيرا للقضاء ويفترض أن تأخذ هذه الجرائم اهتمام حقيقي وإقامة محاكمات علنية لفضح القوى التي تتستر خلفها وتستخدمها للضغط ولتعرف الجماهير من هي الأيادي الحقيقية المدبرة لكل الجرائم التي تمت في فترة الزخم الثوري وجرح وقتل الثوار محاكمات عادلة والحقيقة ان المعتقلين هم ضحايا هذه الضغوطات المستخدمة لتمييع القضايا لان الجرائم فوق مستواهم وقدراتهم في اختراق حصن منيع كدار الرئاسة والمجرمين الحقيقيين طلقاء ما لم تتم محاكم دولية محايدة . وتصادف عملية اقتحام السجن المركزي وانأ اكتب هذا المقال لم استوعب ما يدور لم نستوعب عجز الداخلية في حماية مؤسساتها لم نستوعب هذا الإخفاق سجن يظم اخطر المجرمين والخارجين عن القانون ولا يحظى بالحماية الكافية والحرص الشديد وكيمرات تصوير وأجهزة حساسة على بعد من سوره للكشف المبكر للهجوم الهروب معناه ان ينتظر الوطن تنفيذ عمليات مضاعفة لان هروب 29 إرهابيا من كبار المخططين والمدبرين للعمليات فرصة متاحة لتنفيذ المزيد الله يستر على هذا البلد أما أن نتهاون فان الإرهابيين يستغلون كل ثغرة ضعف لينفذوا منها لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية كما أن الإرهاب بيئته الحاضنة هي الفوضى والصراعات والمناوشات وإذا جنبنا الوطن من خلق مثل هذه البيئة قضينا على حاضنة الإرهاب بخلق بيئة كلها حب وسلام ووفاق وتوافق بيئة صالحة للبناء والتعمير لا للهدم والتكسير بيئة غنية بالوطنية والصالح العام ومحاربه للمناطقية والعرقية والمذهبية بهذا نكون قد أخرسنا السن الفتن وأعداء التغيير والبناء لنمضي معا نحوا مستقبل منشود وفقكم الله لما فيه خير ألامه والوطن