مخاوف الحوثي من تشكيل حزب

2014/03/26 الساعة 03:00 مساءً

واضح من استمرار تصعيد الحوثي في عمران أن القرار السعودي الذي ألحقه بقائمة الإرهاب لم يُفعّل بعد، ويخطئ من يعتقد أنه لمجرد التمويه، فالقرار الصادر –مع وقف التنفيذ- مطروح على الطاولة، وفي أي لحظة سيجري تفعيله!!

ما يفعله الحوثيون من إصرار على الخيار المسلح أشبه ما يكون بهروب مجاميع من سجن في قلب الصحراء، يعتقدون أنهم يهربون، ويظنون أنهم يتقدمون نحو بر الأمان، ويحلمون بلحظة الوصول إلى الهدف، لكنهم لن يصلوا ولن يكون أمامهم من خيار سوى العودة الاختيارية إلى السجن.

ربما أن السعودية تريد بهذا القرار أن تدفع الحوثيين لتشكيل حزب سياسي يكون بمثابة إفراج رسمي يستحق بموجبه الحصول على وسيلة تنقله إلى المدينة وتخرجه من السجن والصحراء، لكن الحوثي لا يثق بهذه الناقلة فيما يبدو.

إنه يعرف جيدا ًأن الديمقراطية هي –فقط- وسيلة النجاح في العمل السياسي، الأمر الذي يعني أنه لن ينجح ولن يصل أبدا، وبالتالي فلا فرق لديه بين هروبه من السجن الواقع في قلب الصحراء، أو انتقاله منه على متن عربة، ففي الحالتين لن يصل.

وما يخشاه فوق ذلك ويجعله يرفض استخدام هذه الناقلة هو جهله بالسياسة ودهاليزها، وعدم امتلاكه الكادر السياسي القادر على القيام بأعباء هذا الحزب والنهوض به سياسيا وجماهيريا.

وبحسب ما يشير إليه أحد الزملاء في حوار خاص فإن الحوثي يرى أن تشكيل هذا الحزب سيعني بالضرورة تنازله لصالح أهل الخبرة من التيار الإمامي الذين سيحظون يومها بالدعم الخارجي، وسيجبر لإفساح المجال أمامهم ليحصدوا ثمرة جهوده. وبالتأكيد أن عودة حفيد الإمام إلى اليمن ترجح هذا الاحتمال وترفع لديه منسوب القلق من عواقب التحول إلى العمل السياسي الحزبي السلمي