ظاهرة الملاكم عبد الباري السعدي

2014/03/30 الساعة 01:18 صباحاً

هو عبد الباري حسين عبدربه مسعود السعدي اليافعي من أبناء منطقة بينان حي الرباط مديرية رصد محافظة أبين، ولد في العام 1990م في قطر وانتقل مع والديه للعيش في مدينة شيفيلد البريطانية حيث تعيش أمه اليمنية، ذات المولد والجنسية البريطانيين.

تعلم عبد الباري في المدارس البريطانية، وأكمل التعليم الابتدائي والثانوي في شيفيلد، وطبعا حاز على الجنسية البريطانية أوتوماتيكيا تبعا لجنسية والدته، وفقا للقانون البريطاني، وتعلق برياضة الملاكمة منذ صغره حيث انخرط في أحد أندية رعاية الموهوبين في هذه اللعبة، وهي جزء من شبكة رعاية المواهب المختلفة حيث تبدأ رعاية الموهبة الرياضية (وأي موهبة أخرى) منذ سن الطفولة، وتتكفل تلك الأندية بالتدريب والتأهيل والرعاية والتشجيع، وأحيانا تحمل نفقات إضافية للمتفوقين لتمكينهم من مواصلة تطوير مواهبهم وبلوغ غاياتهم وتحقيق الطموح الذي يسعون إليه.

ليلة الأحد 23 مارس الجاري كانت ليلة فاصلة بالنسبة لعبد الباري ولمحبيه من اليمنيين والبريطانيين، حيث شهدت قاعة "بوند فروج" الرياضية في مدينة شيفيلد البريطانية المباراة الأهم لعبد الباري مع منافسه الملاكم الأسباني ساجيو برادو للتنافس على الفوز بلقب بطل أوروبا لوزن الديك "السوبر" وكان أنصار باري ومشجعوه في حالة استنفار لمتابعة المباراة والتطلع إلى النتائج التي ستتمخض عنها، وقد عبر عن ذلك هتافات مشجعي عبد الباري طوال أشواط المباراة الأثني عشر التي لم تتوقف إلا بعد صفارة الحكم الأخير وقد كان للجالية اليمني في شيفيلد حضورا متميزا في هذه المباراة.

قدم عبد الباري عرضا مدهشا طوال أشواط المباراة الأثني عشر، حيث أظهر تفوقا ليس فقط في النقاط التي حققها في كل شوط من أشواط المباراة ولكن بطريقة اللعب ومستوى الأداء ومهارات الاستعراض والهجوم والمراوغة، فقد اعتمد عبد الباري على خطة هجومية استهدفت إنهاك الخصم وإرباكه واستغلال نقاط ضعفه وتسجيل أكبر عدد من النقاط عليه، بينما لعب برادو لعبة دفاعية أستهدفت إرهاق غريمه وانتظار لحظة إعيائه للتمكن من مباغتته لكن عبد الباري أفشل هذه الخطة حيث ظل طوال أشواط المباراة يلاحق خصمه ويطارده ويوجه له اللكمات واحدة  تلو الأخرى حتى جاءت صفارة الحكم معلنة نهاية المباراة بفوز عبد الباري السعدي بــ120نقطة مقابل 108 لغريمه برادو حيث ينتظر عبد الباري مباراتين قادمتين لينتقل إلى العالمية، وهو ما يفتح له آفاقا واسعة لتحقيق المزيد من النجاحات في هذه اللعبة التي تستقطب الملايين من المشجعين والهواة والمتابعين.

تجدر الإشارة هنا إلى إن عبد الباري لم يعرف إلا تعادلين فقط بينما فاز في جميع المباريات الباقية التي خاضها على المستوى البريطاني والأوروبي، وهو ما يرشحه لتحقيق بطولات مستقبلية رهانا على مهاراته الرياضية وقدرته على المراوغة وتحاشي هجمات الخصم.

عبد الباري يعيد إلى الأذهان سيرة البطل اليمني العالمي نسيم حميد كشميم الذي تربى في نفس مدينة شيفيلد البريطانية واحترف فيها الملاكمة وتدرب على يد نفس المدرب "برندن أنجل" الذي يقوم اليوم بتدريب عبد الباري، وهو ما يعزز اعتقاد الكثير من أنصار عبد الباري بأن هذا الملاكم أمام مستقبل مشرق من النجاحات والانتصارات على الصعيد العالمي خصوصا وإنه ما يزال في ربيع عمره الرياضي (24) عاما.

يتميز عبد الباري بالجدية والتواضع والدقة في تقدير الأمور وقد قال في تصريح له عقب المباراة " اعتقد أنني خضت مباراة بشكل جيد لكن الخصم كان قويا واتى الى بريطانيا لأجل الفوز وكان أقوى من الخصم في المباراة السابقة وعرفت أنها مباراة قوية وحضرت نفسي جيدا لخوض هذه المباراة والحمد لله تكللت بالفوز" وأضاف " خلال مباريتين قادمتين سأكون بعدها جاهزا للبطولة العالمية".

فوز عبد الباري السعدي على خصم قوي يتفوق عليه بالطول ويحاول أن يجاريه بالمراوغة وتسديد اللكمات ألهب حماس مشجعي عبد الباري وجعلهم يتطلعون إلى مباراته القادمة التي يتوقعون منه أن يقدم فيها المزيد من الإدهاش واللعب الممتع.

عبد الباري السعدي ظاهرة تستحق الإعجاب والتقدير وهو لا يمثل فخرا لأبناء مدينة شيفيلد البريطانية، والجالية اليمنية فيها على وجه الخصوص بل إنه يمثل فخرا لكل اليمنيين من مشجعي لعبة الملاكمة في الداخل والخارج فضلا عن إنه يمثل اليوم مفخرة لرياضة الملاكمة البريطانية رائجة الصيت وواسعة الانتشار.

وبانتقال عبد الباري السعدي إلى البطولة العالمية تكون اليمن قد مدت لعبة الملاكمة ا لبريطانية ببطلين كبيرين سجلا اسميهما بما الذهب هما نسيم كشميم وعبد الباري السعدي، وبعبارة أخرى تكون لعبة الملاكمة البريطانية قد حولت مواطنين من أصول يمنية إلى بطلين عالميين يفخر بهما أهلهما وأبناء بلدهما وكل مشجعي الملاكمة على مستوى العرب والعالم.