انتصارا للحق لا نصرة للإخوان!

2014/04/01 الساعة 10:53 مساءً

إذا ما خُيرت بين إخوانية محمد اليدومي وقحطان وانصاف مايو ومحمد سيف العديني وتوكل كرمان وصلاح باتيس وسعد الربية والفت الدبعي ونبيلة الحكيمي واسماء القرشي وعبده المشرقي وعبد الرقيب الهدياني وووو وبين قبيلة الشائف والاحمر والعواضي والمرادي والكندي والحمومي والعدناني والقحطاني ووو... فإنني وبلا تردد سأنحاز لفكرة تنظيم الاخوان على ان اكون نصيرا لفكرة عصبية شوفينية سلالية هي ادنى واقل من الانتساب لتنظيم سياسي مهما كان حجمه ضئيلا وأيا كان خلافنا معه ايديولوجيا وفكريا وتطبيقيا وخطابا .



الامر ذاته ينطبق حيال قطر والسعودية ، فما هو مؤكد ان موقفي سيكون الى جانب الامارة الصغيرة التي أعدها نابضة القا وحلما وحياة وفكرة على ان اقف مع قارة في مساحتها المغتصبة ، وفي ثروتها فيما حقيقتها أنها أقل من جزيرة مالطا في رقي وعدالة نظامها وأدنى من امارة موناكو في تعاملها وتفكيرها واحترامها للحقوق والحريات . 



المسألة لا تقاس هنا بكبر أو صغر الدولة ، باتفاقنا مع المملكة وقنواتها نحو مصر أو رفضنا لها جميعا تجاه سوريا ؛ لكنها تقاس بما تحمله هذه الدولة او تلك من افكار ورؤى ومضامين حقوقية وانسانية وحضارية وقبل هذه بالطبع ما تجسده قطر او المملكة في واقع الممارسة الحياتية سياسيا ومجتمعيا وقوميا واقليميا ودوليا واعلاميا وثقافيا . 



فشتان بين دعم قطر لتمكين اخوان مصر او اليمن او ليبيا أو تونس من السلطة ومن خلال صناديق الانتخابات وقنوات الفضاء وبين دعم السعودية لإفساد وتعطيل مسيرة الثورات في هذه البلدان ومن خلال الانقلابات العسكرية واستخدام القبائل والجماعات المسلحة . نعم شتان بين دعم قطر لحركة الاخوان في سوريا وبين دعم السعودية لحركة " داعش " في العراق والشام . 



والامر ذاته مع قضايا وطنية وعربية ودولية حاضرة بقوة الآن فلا اخفيكم بتعاطفي الشديد مع الاوكرانيين وبرفضي لصلف الرئيس الروسي بوتين الذي لم يجد سوى جزيرة القرم كي يتحدى اوروبا وامريكا ، وغير سوريا كي يثبت دعمه السياسي والعسكري والدبلوماسي للنظام العائلي الطائفي . 



نعم .. فإما ان ننتصر لا فكارنا ومعتقداتنا السياسية وإما ان نعلنها صراحة باننا مع قبائلنا وطوائفنا وعشائرنا . إما نكون مع حق الشعوب في الحرية والعدالة واين وجدت في الشيشان والتبت وكردستان والبحرين وسوريا واليمن وووالخ وإما ان نكف على الاقل عن المزايدة والمتاجرة بالشعارات الثورية والديمقراطية والانسانية والليبرالية . 



في الحالتين ينبغي لك ان تنحاز الى مبادئك وقناعتك وقبل ذا وذاك فطرتك الانسانية الاصيلة التي لا أعتقد انها ستقبل نصرة نظام - أيا كان شكله وشرعيته – على حساب قتل ونفي شعب برمته وتدمير مقدرات دولته . كذلك هو حال روسيا وقيصرها الجديد حين يستولي جيشها الضخم على جمهورية حكم ذاتي في اوكرانيا ومن ثم يشرع بصياغة المبررات القانونية والاخلاقية لضم ما احتله بالقوة والعنجهية . 



إنها ذات المبررات التاريخية والقومية التي دفعت الرئيس العراقي الاسبق لاحتلال الكويت يوم 2اغسطس 90م وضمها للعراق كمحافظة جديدة تحمل الرقم 18.كما وهي نفس الاحاجي الروسية التي يرددها اعلام روسيا والانظمة السائرة في فلكه اليوم حيال جريمة الغزو للقرم وقبلها بالطبع وقوفها بوجه ثورة الشعب السوري التي قد تتفاوت وجهات النظر حول طبيعة الفصائل الارهابية المشوهة لروح عدالتها واستحقاقها لكنها في النهاية ثورة شعب وعلى روسيا احترام حق السوريين في تغيير نظامهم الاسري القمعي . 



المسألة التالية التي اود الحديث عنها لها صلة بالرئيس المعزول محمد مرسي والمشير عبد الفتاح السيسي الوزير المنقلب على رئيسه . فهنا اجدني منحازا للرئيس الشرعي المدني المنتخب شعبيا وفي اول انتخابات رئاسية حرة وشفافة شهد العالم بنزاهتها . 



لست إخوانيا متعصبا للرئيس المنقلب عليه عسكريا وإن بغطاء ثورة شعبية عارمة مباركة ومبررة ايضا لتدخل الوزير السيسي ، بل وعلى العكس فكثيرا ما اعتبرت مصر أكبر من ان تحكم من تنظيم تنقصه الخبرة والتجربة والاهلية لقيادة بلد بحجم المحروسة واهميتها ودورها وريادتها في المنطقة . 



فعلى فرضية مساوئ وعيوب التجربة القصيرة كان لتدخل الجيش قد اعادني لزمن انقلابات جنرالات جمهورية اتاتورك إبان الستينات وحتى التسعينات من القرن المنصرم ، وقتها كان يكفي جنرالات الجيش الادعاء بمروق الحكومة عن مبادئ الجمهورية التي وضع اسسها الجنرال مصطفى اتاتورك فتسقط هذه الحكومة وشرعيتها ودونما حتى اعتبار بكونها منتخبه وتمثل الارادة الشعبية الحقة مقارنة بقادة الجيش الحراس للجمهورية إنابة عن شعب لم ينتخبهم او يفوضهم . 



لا مقارنة البتة ما بين رئيس منتخب وبين وزير مغتصب للسلطة ، بين رئيس نختلف معه تنظيما واسلوبا وطريقة ونهجا لكننا نتفق معه من ناحية مشروعيته المستمدة من انتخابات حرة تنافسية ، كما ولا نختلف حوله كأول رئيس مدني جاءت به ثورة 25يناير وبين قائد جيش قدم ذاته كمنقذ لشعبه ووطنه من اتون فوضى شاملة بدأت نذرها تلوح وتؤجج لكنه وبمضي الوقت تتكشف حقيقته فالحال اننا إزاء انقلاب عسكري وقح وصلف لا يتساوق مطلقا مع مهمة الانقاذ التي حملها على كاهله بتكليف من الشعب . 



نعم فبعيد الاطاحة بالرئيس المنتخب ها هو الفريق السيسي يصير مشيرا . وبعد ان كان وزيرا ومحايدا ومنقذا بات اليوم هو الحاكم القوي والديكتاتور المستحكم بكامل سلطات الدولة ، بل وأكثر من ذلك سيكون المرشح الوحيد في أية انتخابات رئاسية ومنافسته ستكون هامشية وشكلية وفوق ذلك هو من يختار منافسيه ، إما فوزه فحتما كاسحا ومضمونا ومشروطا قبل عملية الاقتراع