الخطوة الأولى دائماً ما تكون مرهقة و مكلفة و لكي نخطوها قد يمر علينا اشهر و سنوات نصرفها تفكير و تخطيط و عمل ،، فنرتبط عاطفياً بالخطوة الأولى التي لا تُنسى مهما كبُرنا عمراً او مكانة .. كم هي فائقة التأثير على الطموحات و كم كانت لتسُهل ان كان هناك كتفٌ يُستند عليها عند تعثرنا ، او عين ترعانا و تحتضننا اذا ما ظللنا الطريق ..
يفتقر اليمن تلك الايدي التي من واجبها تمهيد الطريق للشباب ليخطوا خطوتهم الأولى متجاوزين بهذا صعوبات و معوقات سنين ليُنتج جيلاً جديداً من المبدعين و الفنانين و المثقفين بعدما انفرط العقد بفقد عدد من الهامات الفنية و الثقافية من شدة الاهمال ,, و لكنها لا تراعي الله بواجبها و لا تهتم و إن فعلوا لا يرتقون لمستوى الحدث بل يستغلون اي مناسبة لجعلها وسيلة لجمع المال و ملئ الجيوب فلا وطن هنا فقط الأنا الحاقدة تتملكهم ,, لا يفوتون فرصة لقطع الطريق امام اي مشروع يتهيأ لإقامته الشباب ما لم يكن لهم من الكعكة نصيب ,, او يلوحون بإيقافه مستغلين نفوذهم ما لم يذكر اسم فلان راعياً له ..
سمعت عن مباركة العديد لنجاح مؤتمر TEDxADEN الذي فاق التوقعات بشهادة TED الأم و لم اسمع عن ادارة مدينة عدن كلمة مباركة واحدة.. لماذا ! لان نجاح ابنائها لا يعنيها ,, و ها هو مؤتمر تيدكس تعز TEDxTAIZ سيطل علينا قريبا منظموه شباب واعد ، حالمون كمدينتهم و طموحهم في إعلاء اسمها و التباهي بها لا يقل عن تيدكسيو عدن ,, متأهبون و عازمون على " اشعال الابداع " فيها كما اشعلوا صفحتهم بفيديو الترويج المشرف .. اظنهم يخطّون الآن بقلوبهم و ضمائرهم حكاية مدينتهم لنصف يوم بفرحة قد تمسح عنها سنوات من القهر و التهميش ,, تعز الحالمة ستظهر بأبهى حلة كملكة تُتوج بنجاح ابنائها في تنظيم الحدث كما يليق بها ان تظهر ,, و كما يليق بهم ان يكونوا .. بالتأكيد ان ادارة تعز لن تخذل ابنائها و ستمهد لهم الطريق لتكلل جهودهم بالنجاح .. اتمنى ذلك
