ذكرى اليوم مؤلمة جداً وقاسية على قلوبنا، ففي مثل يومنا تكون قد مرت سنة على قتل شابين من شباب الوطن بدم بارد ودون أي اعتبار للنفس التي حرم الله اراقتها من غير وجه حق، ( أمان ـ الخطيب ) ذهبا إلى صنعاء من مسقط رأسهما عدن ولا يعلمان أن هناك قاتل غادر سيتقبلهما برصاصاته من غير سبق اصرار وترصد خلاف بسيط وتصادم (حديد) بين السيارة التي تقلهما وسيارة لموكب عرس عُرف فيما بعد لشخص يدعى ( العواضي ) ولأن الشخص صاحب نفوذ وعضو لمؤتمر الحوار فكان لابد من وجود مسلحين وأسلحة بحوزتهم والخلاف دار بين الشابين وأهل العواضي فأراد الشابين من أبناء عدن أن يحلوا الاشكالية بالحوار والتفاهم فرد عليهم القاتل بالرصاص.
نسأل الله أن يتقبلهما عنده من الشهداء ويغفر ذنبهما ويرحمهما، إلى هنا انتهت القضية وطويت وأغلقت صفحاتها ولم يتم القصاص من القاتل وانزال عليه أشد العقوبات وأن يتم ( قتله ) دون أي مبررات أو أحكام أخرى كي يكون عبرة للآخرين فالقاتل مازال طليقاً، وعام قد مر ونحن لم نشهد إحقاق الحق لأهلهما والقصاص لهما خصوصاً وأن أسرتا الضحيتان لجئوا إلى العدالة لإنصافهم ولم يتوجهوا إلى أخذ حقهم بأيديهم بسبب مدنيتهم ويعيشون في بلد فيه ((قانون و دولة)).
الدولة قامت بتمييع القضية والجريمة البشعة وماطلت في الامساك بالجناة ولم تعمل أدنى جهد (للشهيدين) إلا أنها عملت لوحة كبيرة في العاصمة لجسر وأسمته ( جسر الشهيدين أمان والخطيب ) وهل هذا يُعتبر رد اعتبار واحقاقاً للحق، يجب معاقبة الجاني والاتيان به من تحت الأرض ولتعلم الدولة أن القضية لم ولن تنتهي حتى يتم (القصاص).. قال تعالى: ((وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)).. وجاء في تفسير هذه الآية أن الله جعل القصاص (حياة) فكم من رجل يريد أن يقتُل فيمتنع مخافة أن يُقتل.
فانتشر القتل واستفحل كثيراً جداً في بلادنا وكل ذلك بسبب عدم الردع للقتلى ومحاسبتهم من قبل الدولة واقامة عليهم الحدود وقتلهم، فأصبح الأمر لا يعير اهتمام من تسول له نفسه لعمل هذا الجُرم البشع وأيضاً وصلنا إلى وقت حمل (السلاح) فيه كحملنا (للجوال).