ثورة فبراير (العظيمة) الذي قيل فيها وعنها الكثير وسكبت ألوف أطنان الحبر للكتابة عنها تحليلاً وتقييماً تتقزم شيئاً فشيئاً وكأنها نجم تائه في السماء ذهب يلتف بسرعة الضوء في دائرة حول ثقب أسود عفواً ( أحمر) يلتهم الأشياء بنهم وجشع لا نظير لهما. للأسف لم يتبق من هذه الثورة الإ علمان أو قولوا معلمان لابد أن نتوقف عندهما للضرورة لإرتباطهما بهذه الثورة أكثر من أي أحد أو شي آخر.. توكل كرمان وبشرى المقطري.
على الرغم من مرور تقريباً ثلاث سنوات ونصف على إنطلاق الحراك الجنوبي ومراوحة قوى المعارضة ومنظمات المجتمع المدني مواقعها بالرغم من مناشدات الجنوبيين بأن قفوا معنا أيها الأخوة لردع هذا النظام العسكري القبلي الإرهابي البغيض الذي أحتل بلادنا وسامنا سؤ العذاب لأن الوحدة لا تعني بكل الأحوال الإحتلال والإحتلال متناقض تماماً مع فكرة الوحدة لأنه نفياً لها، لكن من تنادي؟!. بالرغم من ذلك الموقف السلبي حينها لم نواخذ أخوتنا بأعتبار أن الجود من الموجود وفرحنا كثيراً بإندلاع ثورة فبراير وأنا شخصياً وعلى وسائل إعلام عالمية مثل ال BBC العربية وفرانس 24 وقنوات عربية أخرى تحدثت كأحد أبناء هذه الثورة وأعتبرت إنتصارها أنتصاراً لنا في الجنوب وكتبت كثيراً أيضاً. تحدثت في تلك الفترة مع الأستاذ الرائع عبدالله سلام الحكيمي وكذلك الدكتور العزاني وهما متواجدان في شيفلد وتداولنا في موضوع دعم الثورة من خلال تشكيل لجنة أو هيئة أو أي شكل في الخارج لدعم الثورة، كان الأستاذ الحكيمي متحمساً ولكن الآخرين قطعوا التواصل ربما بسبب طلبي أن تؤكد وثيقة إعلان اللجنة على الأعتراف بقضية الجنوب وحقة في تقرير مصيره. بالرغم مما حصل وقد حزنت لذلك كثيراً أتصلت بالأستاذ الحكيمي عند زيارة السيده توكل كرمان لبريطانيا بعد أعلان فوزها بنوبل وأقترحت علية أن نلتقي بالسيدة كرمان ونقترح عليها أن تنقذ الثورة من سيطرة الأحزاب والجنرالات والمشائخ وتعلن عن قيادة شبابية للثورة تكون على رأسها وأكدت أننا في الجنوب أو على الأقل من يتفقون معنا وهم كثر أن كنا جزء من هذا المشروع وإلا لن نكون بعيدين عنه مع العلم أن أول شهداء الثورة سقط في عدن، أستحسن الأخ الحكيمي المقترح وسألني وهل أرسلوا لك الدعوة لحضور الحفل الذي سيقام في لندن على شرف السيدة توكل فقلت لا فقال حسناً سنرسل لك الدعوة وسنجتمع بالسيده توكل وبإمكانك طرح المقترح وسأكون إلى جانبك.. لا أدري ماذا حصل فلم تات أي دعوه ولم يتصل بنا أحد. من تلك الحظة شعرت أن السيده توكل ترس في ماكينة ضخمة وليس لها من أمرها شيئا إلا الفرح الطفولي بالجائزة والحديث حتى القذف أحياناً تجاه الرئيس الذي خلع نفسة بعد تدخل الشقيقة الكبرى.
في الجانب الآخر كانت تعز تشتعل وكأنها ترفض هذه المره أن تستسلم ويرسم شبابها لحظة تاريخية فريدة وكأنهم ينفصلون وبعملية قيصرية عن ذلك التاريخ السلبي المهادن والمستسلم لهذه المدينة الجميلة لأكثر من قرن وفي طليعة هؤلا الشباب شابة مناضلة وكأنها كانت تؤام الثورة. كانت بشرى المقطري كأنها بشرى أخرى لحلم لن ينفك يتحقق بهذة السواعد السمر والأجساد النحيلة لكن الأرادة القوية لكن وآه من لكن هذه كان ركام السنون أقوى والتاريخ يرفض أن يتقياء جوفة أنه كالجمل الحرون لا يلبث مبارحة مكانة يدور ويجتر ويعيد هضم المدينة وأبناءها بصور شتى. بعد أشهر تصرخ بشرى بألم ممض وهي ترى الحلم يرتعش مذعواراً أمام الجمل الذي يدور ويجتر بأن البلدة الطيبة لم تعد كذلك والرب الشكور لم يعد حاضراً في ليل خدار بعد أن تركنا نتدبر أمورنا ولم نستطع أن نفعل شي أمام عجزنا البشري وتختلط آهاتها بدموعها وهي تقول: ياه كم أكره هذه المنطقة لما تبقى من حياتي. في هذه اللحظة وبعد تلك الآه الشهيره لم تعد بشرى في مواجهة ألوية الحرس الجمهوري وقطعات الجيش وأتباع الشيخ البركاني المدججين بل تراجعت الجموع التي من المفترض أنها في ذات الخندق نحو بشرى، كانوا بثيابهم ودقونهم وأوداجهم المنتفخة وعيونهم المحمره وصراخهم يثيرون الرعب والغبار، ويكاد الجمل العتيق الذي يدور ويجتر أن يلقي ببشرى تحت قدمية. كانت بشرى في مواجهة الجميع إلا من جزر منعزلة متناثرة من المتضامنين لم تؤثر في المشهد المهتاج.
النوبلية توكل تذرع العالم جيئة وذهابا، توزع الإبتسامات والخطب النارية ضد الرجل الذي خلع نفسة إرضاء للشقيقة الكبرى. أنتهى الأمر إلى مساومة، أنتصر فيها الجمل العتيق الذي يدور ويجتر ويزبد بل وقد فعلها هذه المره من مؤخرتة لأن الأضطراب خلف أسهالآ للتخلص من (الكورنفليكس) الذي أرادت بشرى أن تطعمه أياه لعله يستحي على نفسة ويغمض عينية ويغفو لتنتصر الثورة، لكنها كانت تحلم وهل شي أرخص من الحلم في هذه البلاد.
مادفعني لكتابة هذه الأسطر أيها الساده هو ذلك الأستفزاز الذي أصابني وأنا أقراء تعليقات وتغريدات السيده توكل كرمان على الفيسبوك والتويتر. أيدت الموجة الثانية للثورة المصرية وفرحنا كثيراً رغم شكوكنا في الترس الذي يدور في الماكينة الضخمة.. يافرحة ما تمت عادت بنت كرمان لقواعدها سالمة وشنت حملة على ثورة أهل مصر والعسكر والقوى الليبرالية والسيسي و (اللي خلفوا السيسي).. ياه معقول هذا سلوك واحده نوبلية .. معقول نوبل يقعد الآن في حضن الإرهاب ويقهقه والسيدة جوديت وزوجها لازالا مخطوفان في كهوف بلاد اليسدة كرمان. توكل توزع المواقف كما توزع الإبتسامات التي أصبحت صفراء، باهتة، يابسة لا تثير أحد إلا السيدة توكل نفسها. يعود الترس ليدور في الماكنة الضخمة العملاقة. في الجانب الآخر تقترح بشرى على رفاقها ومتابعيها في مواقع التواصل الإجتماعي موجة جديده للثورة، لأباس من التقليد أحياناً، تمرد بنسخة يمنية، أنه جمع توقيعات لا أكثر للتخلص من الحكومة الفاشلة وتحذير لمنصور بأن صبرنا نفذ.. لا أدري لماذا تستثني حتى الحظة منصور من (العزل)؟! ربما لأنه جنوبي.. هذا تميز أو تمييز رائع تمتع به منصور. لماذا لا تأتين إلى عدن يابشرى ونعمل تبادل فمنصور يتابع مهامة هناك في (النهدين) وأنت كثائره تأتين إلى أرض الثورة التي لم تخمد والثوار الذين لم يفت لهم عضد حتى الحرية والإستقلال.. لماذا لا تفعلينها؟ لقد فعلها عبدالفتاح إسماعيل من قبل ونجح