الحزب الاشتراكي يسقط عمران في رمضان!!!!

2014/07/17 الساعة 11:47 مساءً

لم يكن سقوط عمران بيد القبائل الموالية لجماعة الحوثي بالامر المفاجىء فتوالي سقوط المزيد من المناطق بيد القبائل الموالية للحوثيين لا يعبر عن سبب واحد مطلق كما تروج له بعض وسائل الاعلام الحزبيه أو أن عملية إتساع جماعة الحوثي في الرقعه الجغرافية اليمنيه مجرد زحف مذهبي فقط .

 

للاسف الشديد مازالت عقلية سبعينات وثمانينات القرن الماضي حاضرة وراسخة لدى بعض قيادات حزب الاصلاح التي تقود العملية السياسية بالرغم من خوضها تجارب عديدة .

 

فاجنحة حزب الاصلاح العسكرية والقبلية كانت تحارب خصومها عبر عملية الاستقطاب المذهبي والديني وتعبئة الجماهير وتجييشها ضد خصومها  .

 

وكان ابرز تلك المحطات في حقبة ما يعرف بحرب المناطق الوسطى عبر قيادات عسكرية وقبلية  قامت فيما بعد بتشكيل حزب الاصلاح في 90م برعاية مشائخ الفيد والنهب في اليمن .

 

وايضا كانت المحطه الثانية الابرز في 1994م بواسطة مشاركة بعض المحسوبين على حزب الاصلاح في المكايدات السياسية واشعال فتيل ازمة  بتحالف وتعاون مع (صالح) ضد شريك الوحدة الحزب الاشتراكي والتي انتهت بتفجير حرب صيف 94م بعبائة دينية ضد كفار الاشتراكي طبقا لشعار لمن افتو من سياسيين ورجال دين بجواز الحرب .

 

فلا زالت محاضرات الشيخ الزنداني ومقابلاته التلفزيونيه وهو يمجد حروب 94م  ويروى المعجزات التي اكرمه الله بها  حاضرة في صفحات التاريخ السياسي اليمني واصبحت نموذجاً يعكس معنى استغلال الدين في اروقة السياسية التي كانت تنتهي بخسارة  يدفع فاتورتها الباهضة عامة الشعب اليمني   .

 

الكثير قد لا يعجبه ما تطرقت له... ولكن دعونا نأخذ الامور بروية وبصفاء ذهن ونتدرج في مناقشة الامر بشكل سلس ومبسط  لندرك اين هي الحقيقة ؟

 

 كان الاخوة في حزب الاصلاح (الاخوان المسلمون ) قبل تكوينه في 90م يحشدون مع نظام الشمال ضد اخوانهم في المناطق الوسطى في (سبعينات وثمانينات) القرن المنصرم باسم القتال من اجل الدين وموالاتهم للإشتراكيين الكفار بينما كان مطالب ابناء المناطق الوسطى مجرد عدالة اجتماعية ومساواة وحقوق تحت دولة مدنية تنظر لهم بانهم جزء من اليمن  وهذه مسلمات في ديننا الاسلامي لا تستحق ان يتم محاربة من يطالب بها و نعتهم باقبح الصفات وتجريمهم .

والا لماذا قام حزب الاصلاح مع أنصاره يرفعون نفس تلك الشعارات في فبراير 2011م !!!!

 

ايضا الحزب الاشتراكي دخل الوحدة في مايو 90م بإخلاص لبناء دولة حديثه ولكن مع نظام عفاش المكون من كنتونات (دينية وعسكرية وقبلية ) ..وبعد ازمات سياسية افتعلها عفاش وظله الظليل حزب (الاصلاح) نتفاجيء بسيناريو إغتيالات لكوادر الحزب وخلق ازمات سياسية وشحن ديني ضد الحزب الاشتراكي افضت باليمن الى حدوث حرب 94م .

 

وبعد طول سنيين تحالف حزب الاصلاح مع الحزب الاشتراكي في 2011م في اطار اللقاء المشترك على نفس المعايير التي كان يتبناها الحزب الاشتراكي التي حورب من اجلها وتم اقصائه .. وهذا دليل كافي ووافي ان حزب الاصلاح كان على الطرف الخطأ منذ البداية وضد مصالح بناء دولة حقيقة في اليمن  .

 

استبشر اليمنيون خيرا من مشاركة حزب الاصلاح في ثورة فبراير 2011 التي أزاحت صالح من الحكم ..لكن سرعان ما نقض حزب (الاصلاح) عهده ولم يوفي بمعظم تحالفاته وتعهداته السياسية والوطنية و اثبت انه مازال اسير العقلية السياسية القديمة التي جعلت من حزب الاصلاح مجرد محفز ديني لحروب سياسية باسم الدين والمذهب للإسئثار بالسلطة .

 

وللإسف مازلنا نرى ان من يسير حزب (الإصلاح) مازال يعمل كمحفز مذهبي وايدلوجي ضد خصومه ويمارس مشائخه نفس غطرسة واستبداد سبعينات وثمانيات وتسعينات القرن المنصرم .

 

وعليه يجب ان يتم إدراك واستيعاب وفهم إن عجلة التغيير دارت ويجب على الاخوة في حزب الاصلاح  ان يتحررو من العقلية العقيمة التي تسيطر على حزبهم من عسكر ومشائخ الوحده والثورة من اجل جني الثروة ... ليرجعوا الى حاضنة الوطن بعيدا عن مسلسل (التكفيروالتفجير) التي يخطط لها البعض .

 

فاستعداء الاخرين لتبريرسقوط اللواء 310 في عمران في حرب خارج سلطة وزارة الدفاع وادراج الحزب الاشتراكي احد افضل الاحزاب المدنية اليمنية واقحامه في تلك الحرب السياسية يعكس حقيقة تخبط كبير بسبب خسارة الاصلاح لحرب سياسية لم ينبغى لعقلائها ان يسمحوا لها بان تحدث   .

 

كما  انه من غير المنطقي ان يظل جزء من الجيش  يتبع حزب سياسي كان من يكون ويتصرف تحت املاءات حزبيه لا تخدم اهداف قيام دولة يعول عليها الشعب اليمني   .

 

اخيراً وليس اخرا.. اريد ان اذكر الجميع بان مسألة حماية النظام الجمهوري ليست مقتصرة في اللواء 310 الذي خاض معركة  خارجة عن اطار وزارة الدفاع . فوجود لواء العمالقة ولوائين اخرين في (حرف سفيان) لم تمتد المعركة نحوهم وتتم مهاجمتهم من قبل (الملكيين)  !!!! يحتاج الى اعادة نظر في حقيقة ما يجري  

 

وماذا عن الوية الجيش الأخرى في صعده لماذا لم تدخل حرب (الملكية والجمهورية) وتتعرض لهجمات الحوثيين وكثير من التساؤلات تطرح نفسها عن الاداة التي تريد ان تجعل اليمن يعيش على صفيح ساخن .

 

لنصل الى أن  المكايدات صناعة الطرف الخاسر لكل حرب سياسية فمسألة الحرب بين الملكية والجمهورية لتضليل الرأي العام وإيجاد شرعيه لإستمرار الحروب كما كانت تصنع حروب الحفاظ على الوحده قد عفا عليها الزمن  .

 

فيكفينا استهتار الاعلام الحزبي  بعقول الناس ليصل لدرجة من السخف ان يتمترس ابناء المذهب الواحد مثل الجنرال /علي محسن وابناء الاحمر بشن معركة قتال معتنقي نفس المذهب (الحوثيين ) تحت بند قتال الروافض او التمدد الشيعي.

 

فمن العار ان يستهان بأرواح اليمنيين والتلاعب بمستوى معيشتهم  تحت مكايدات صنعتها قوى الظلام التي لم تعترف حتى الان بان عجلة الزمن قد تغيرت و ان استمرارها في ممارسة دور الاستعمار الداخلي اصبحت قضية مصيرية يجب مواجهتها كونها تسعى اليوم الى عرقلة الوصول الى تطبيق مخرجات الحوار التي ستفقدها السيطرة والهيمنة على مقدرات وثروات ابناء اليمن .