القاعدة في حضرموت وخفايا لعبة قذرة

2014/07/25 الساعة 05:31 صباحاً


تزايدت الهجمات الإرهابية في محافظة حضرموت وفي واديها بالذات خلال الفترة الماضية ولعل العمليات المشبوهة والتي شملت نهب وسرقات وسطو على ممتلكات عامة وبنوك وسيارات وهو مالم نعهده من تنظيم القاعدة بالذات وهو مادفع بنا للبحث والتساؤل عن دوافع هذه الجماعات ومن يقف خلفها ويسهل لها أمورها ومن خلال بعض المعلومات التي وردتنا من مصادر مختلفة توصلنا إلى خيوط تشير إلى ان جهات داخلية وخارجية رسمية وغير رسمية تمسك بخيوط اللعبة لتحقق مصالح اقتصادية وسياسية ساحتها حضرموت وعناصرها وأدواتها حضارم أيضاً مع بعض الشخصيات والأدوات من خارج حضرموت .
المعلومات تشير إلى أن هناك سيناريو خطير يحبكه مجموعة من الساسة ورجال الأعمال بالتعاون من مسؤلين أمنيين وعسكريين في داخل اليمن وخارجها لتحقيق مصالح مختلفة .
بدايةً يجب ألا نغفل الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع اليمني للملكة السعودية ولقائه بعض كبار القادة هناك حيث تشير المعلومات أنه تم ترتيب سيناريو يتم خلاله افتعال انفلات أمني كبير حتى تخرج الأمور عن السيطرة ليضطر أصحاب الشركات النفطية العاملة لسحب شركاتهم واستثماراتهم من قطاعات حضرموت لتحل محلها شركات جديدة تابعة لأطراف اللعبة الجديدة التي يعد الشيخ المهندس عبدالله بقشان احد أقطابها والذي بدوره يقوم بدور مهم كانت إحدى محطاته لقاءه بالسفير السعودي بصنعاء علي الحمدان والذي تم الاتفاق خلاله على تنفيذ بعض المهام التي تخدم نفس الخطة .
و مما يؤكد علاقة الشقيقة الكبرى بتنظيم القاعدة بحضرموت هو مايعرفه الجميع بأن أغلبية أعضاء التنظيم وقادته هم سعوديو الجنسية وهو ما تثبته كل قوائم القتلى التي ذكرتهم المصادر الأمنية و ما ذكره أهالي بعض المناطق الحضرمية ومنها منطقة حريضة بوادي عمد حيث أكدوا أن مجموعة من القاعدة وزعت منشورات وكتب تحمل فكر التنظيم وأكد المواطنون أن لهجة من حدثوهم من الملثمين لهجة سعودية بحتة .
عملية منفذ الوديعة الإرهابية أيضاً تؤكد أن المنفذين هم سعوديون وفقا للمصادر السعودية وهي عملية حسب محللين تصب في نفس السيناريو وهدفها استبعاد الشبهة عن علاقة المملكة بالتنظيم خصوصا بعد كثرة الكلام عن نشاط التنظيم السعودي في اليمن في الوقت الذي لم يكن له أي نشاط إرهابي في المملكة .
معلومات مؤكدة نشرها بعض النشطاء في الديس الشرقية تم تسريبها من اجتماع أمني برئاسة العميد عبدالقادر باربيد العمودي رئيس جهاز الأمن السياسي م / حضرموت ورئيس جهاز الأمن القومي م/حضرموت وحضره العقيد محمد علي العفاري مدير مديرية الديس الشرقية وحسن العجيلي رئيس الأستخبارات العسكرية بالديس الشرقية و محمد الخلاقي مدير الأمن السياسي بالمديرية ولطفي محسن عبدالحبيب التميمي رئيس جهاز الأمن القومي بالمديرية والمزدوج وظيفياً ( موظف في مكتب الإحصاء بمحافظة المهرة والمتفرغ في الديس للعمل الاستخباراتي ) كما حضره لقمان باشعيب ( مصدر و مخبر وتاجر مخدرات ) وأيضاً بحر السباعي ممثل عن الأمن القومي في المديرية و تفيد المعلومات بأن هذا الاجتماع الذي كرّس لمناقشة تجنيد عناصر أمنية لمهام خاصة - ربما يكون لتوجيه تنظيم القاعدة لأهداف محددة من خلالها – ومن المعلوم أن أحد الحاضرين في الاجتماع الأمني وهو مسئول خيمة الحراك الجنوبي هناك وهو ما أصاب أهالي المنطقة بخيبة أمل في قيادة الحراك بعد انفضاح أمرهم .
وكان من الحاضرين للاجتماع أيضاً أحد المتهمين بترويج المخدرات وهو مايبين عمق العلاقة بين هذه الأطراف التي تعبث بأمن حضرموت بمسميات مختلفة .
مدير أمن ساحل حضرموت العميد سالم السفرة قال في أحد تصريحاته مؤخراً : "إن لدينا ضؤ أخضر لتشكيل لجان شعبية "وهو تصريح يحمل في طياته خطرا عظيما تسعى وزارة الدفاع لتنفيذه حيث ستكون هذه اللجان تابعة لوزارة الدفاع كما هو الحاصل في أبين وهو ماسيجعل من حضرموت ساحة صراع لمليشيات مختلفة التبعية يتناحر فيها أبناؤها على مصالح غيرهم .
الغريب أن من كانوا يتهمون مدير الأمن السابق العميد فهمي محروس بالتهاون في محاربة الانفلات الأمني لم نجد لهم اليوم صوتاً لتحميل العميد السفرة – المحسوب على النظام السابق – وهو مايشير إلى نية مبيته من ممثلي السلطة في حضرموت مع رموز حضرمية مرتبطة بأجهزة أمنية داخلية وخارجية لتنفيذ أجندات تخدم أشخاص وجهات داخلية وخارجية أيضاً.
أحد أركان اللعبة هو الناشط السياسي المتقلب بدر باسلمة والذي يجيد أداء الأدوار المختلفة وفق رؤية المخرج حيث ظهر باسلمة لفترة من الزمن كناشط حضرمي يطالب باستقلال دولة حضرموت ومالبث أن تحول إلى ناشط حراكي جنوبي ضمن فريق محمد علي أحمد في مؤتمر الحوار الوطني وانسحب معه ضمن أتباع محمد علي احمد ثم عاد إلى أحضان الشيخ بقشان ليكمل دوره السابق باسم المطالبة بحقوق حضرموت كهوية في إقليم كما يقول غير أن المخرج هذه المرة أراد منه أن يلعب دورا آخر فابتعثه إلى دولة الإمارات العربية في زيارة قريبة التقى باسلمة خلالها مسئولين أمنيين شرحوا له الدور المناط به في هذه المرحلة وعند عودته مباشرة دشن دوره الجديد بمقال هاجم فيه حزب الاصلاح تحت عنوان "حضرموت مقابل عمران " اتهم فيه الجنرال علي محسن وقيادات إصلاحية بأنهم هددوا بتسليم حضرموت للقاعدة في حال سقوط عمران بيد الحوثي .
ويبدو أن بدر باسلمة أراد ان يثبت لسادته أنه بمستوى المسئولية فكتب مقاله بعجالة أوقعته في أخطاء تحليلية يدركها الصغير قبل الكبير غير أن بدر باسلمة كان همه الأول والأخير من المقال هو إثبات ولاءه للمخرج أولاً وإلصاق تهمة الانفلات الأمني وسيناريو تسليم حضرموت للقاعدة بحزب الإصلاح ثانياً .
ورد في مقال باسلمة أن هجمات القاعدة بسيئون تزامنت مع اشتداد معارك عمران والصحيح انه كان هناك تناوب في الوقت الذي تخف هناك تزداد هنا وفي كل حال سواء تزامنت الهجمات أو تناوبت فهذا يدل على إن المحرك للمعارك واحد وهو من يقف خلف الحوثي ويغذيه وكذلك يحرك عناصر القاعدة كما يريد وهو ما لا يخفى على احد .
وتناقض باسلمة مع نفسه حين أشار إلى ما أسماه "التحرك المكثف لإعلان إمارة إسلامية " في الوادي مع التواجد المكثف للجيش بنسبة 20% من الجيش اليمني " وهو ما يؤكد أنه إن كان هناك من مخطط لتسليم حضرموت للقاعدة فهي من تدبير قيادة الجيش وعلى رأسه وزير الدفاع خصوصا بعد تخلصه من العميد الصوملي المحسوب على الثورة من قيادة المنطقة العسكرية الأولى وإعادة القائد السابق العميد عبدالرحمن الحليلي المقرب من النظام السابق .
واختتم باسلمة مقاله بكلام يثبت فيه دعوته للسعودية بالتدخل في حضرموت للحيلولة دون سيطرة ماأسماها القوى الإسلامية على حضرموت الخاصرة الجنوبية للمملكة وهو مايدل دلالة قاطعة أن "باسلمة" ليس إلا احد دعاة التدخل السعودي وأحد عناصر تجارها الذين يسعون للسيطرة على شركات النفط بمسمى محاربة الإرهاب .حيث قال :
"وأمام هذه المؤامرات الداخلية والخارجية والأحداث المتسارعة المستهدفة امن ووجود حضرموت ولاستغلالها كمعبر لضرب السعودية وفي ظل ضياع الرئيس هادي وسط حروب وتوازنات وتحالفات قديمة وجديدة مرعبة, هل يبقى الجنوب و تبقى حضرموت ورجالها وقبائلها مكتوفي الأيدي حتى يشاهدون سقوطها في أيدي العناصر المسلحة من تنظيم القاعدة وغيرها ؟ وهل يظل الرئيس هادي متفرجا والجيش المرابط في الوادي ؟ وهل تقبل السعودية أن تصبح خاصرتها الجنوبية وهي حضرموت حاضنة للإرهاب والتطرف وإقلاق أمنها ؟" .
ودعوة باسلمة لرجال حضرموت وقبائلها بعدم البقاء مكتوفي الأيدي يشير إلى توافقه مع ما أوردناه على لسان مدير أمن الساحل العميد السفرة آنفاً وهي دعوات متواترة لانشاء مليشيات مسلحة تتبع لوزير الدفاع باسم اللجان الشعبية وهي حلول مرفوضة من قبل أبناء حضرموت كافة لأن مطلب الحضارم هو التجنيد الرسمي في الأمن والجيش لأبناء المحافظة بما يكفي لتأمينها بعيداً عن المليشيات واللجان التابعة للأطراف السياسية أو الشخصيات المشبوهة .
خلاصة اللعبة القذرة التي تديرها شخصيات في الأمارات والسعودية وينفذها أتباعهم في حضرموت واليمن هي توسيع دائرة الانفلات الأمني بالمحافظة بالتزامن مع أزمات المحروقات النفطية لتحقيق عدة أهداف أهمها :
- إيجاد مليشيات مسلحة تابعة لوزير الدفاع بمسمى اللجان الشعبية تكون بمثابة تنظيم مسلح لتنفيذ مهامهم الخاصة .
- دفع ملاك الشركات العاملة في حضرموت لترك الاستثمار فيها نتيجة الانفلات الأمني خشية تعرض شركاتهم للضرر ثم استبدالها بشركات تابعة للشخصيات التي تدير اللعبة .
- إيجاد خصم لتوجيه التهمة له كحزب الإصلاح مثلا والتحريض ضده واشغال الرأي العام به ثم التحريض ضد كل الشخصيات الحضرمية التي ترفض تبعية حضرموت لأي جهة وربما تصفية هذه القيادات بالطريقة التي تم التخلص بها من غيرهم من القيادات الأمنية والعسكرية .
- إثارة السخط الشعبي ضد حكومة الوفاق وإلجاء الناس إلى الندم على العهد السابق تمهيداً لإيجاد سيسي يمني أو حفتر حضرمي بعد أن ييأس الناس من التغيير ويكون همهم الأول والأخير هو الأمن ولقمة العيش .
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .
أسأل الله أن يجنب حضرموت كيد الكائدين ومكر الماكرين وكل عام وأنتم بخير