قصر الحجر.. وما وراء الأكمة

2014/09/17 الساعة 10:13 مساءً

الحوثيون يفجّرون معركة أمس في ضواحي صنعاء بقرية «القابل» هم يطالبون بأملاك بيت حميد الدين و«قصر الحجر» الذي تحوّل إلى متحف يتبع الدولة والشعب، المتاحف الإمامية إذاً هي المطالب الحقيقية للحوثيين؛ بما يعني من رمزية استعادة الإمامة، ثم يريدونك ألا تتحدّث عن الحرب الملكية الثانية؛ لأن الحوثيين ـ كما يقول مجمّلوهم في صنعاء ـ حركة لا تخاصم الجمهورية ومدنية سلمية لا تحمل السلاح، وتتخذ الاعتصامات السلمية وسيلة لاسترداد وتحقيق مطالب الشعب، ويطالبون بالاعتذار على قتلى مجلس الوزراء التي تم الاعتداء فيها على ألطف حركة سلمية في التاريخ، سلمية قتلت عشرات الآلاف من الجنود باعتراف قادته، والدم اليمني أرخص شيء عندهم، ومع هذا يتم تشويهها بأنها حركة مسلّحة ظلماً وعدواناً..!!.

 مطالبها هي حقوق الشعب العظيم وفي مقدّمتها الجُرعة التي تترجم في المفاوضات إلى السيطرة على القرار السياسي وعودة سُلطة أشبه بسُلطة «مرشد إيران» ومطالب عودة الحق إلى أصحابه، وفي الطريق استعادة المتاحف الإمامية؛ لأنها تذكّر الناس بمجد الثورة وصور شهداء سبتمبر والحقبة السوداء للإمامة.

المطالبة باستعادة متاحف وأملاك الإمام؛ آخر المطالب التي برزت في ظل تخبُّط الحوثي ودورانه حول صنعاء التي اكتشف أنها كبيرة عليه؛ هو يريد تفجير الوضع، وكل يوم يقدّم عذراً ليتهرّب من حقن الدماء، فالحرب في النهاية ستكون وبالاً عليه، وسيغرق في سلاحه ـ صدقوني ـ لأن المداراة كثرت، وزاد الماء على الطحين، والطغيان والغطرسة بلغا الحد الذي يأذن بالوقوع..!!.

لقد وجد صنعاء العاصمة على غير توقُّعه وأوهامه؛ اصطفّت لمنع النهب التاريخي وطابور الإباحة من 48م إلى 2014م، كل ما في الأمر أن الإمام عاد بعمامة إيرانية هذه المرة؛ لكنه اكتشف وهو داخل صنعاء بأنها لم تعد صنعاء التي في رأسه، ولم تعد صنعاء المتبرّكة بحذاء الإمام وتراب حذاء الإمام، بل صنعاء اليمن كلها، صنعاء الاصطفاف ومناهضي الفكر العنصري بأسنانهم وأظافرهم وأرواحهم التي لا تنكسر.

 لقد تحوّلت الجُرعة إلى شعار كاذب لتبقى شروط «الميناء والقرار والحكم وطلب أرض وأملاك الإمام» وهي الأملاك المنهوبة من الشعب، وفي المقدّمة المتاحف التي تذكّر الشعب بثورته؛ بينما تضيع الجُرعة وشعارات المطالب الشعبية ككذبة كبرى ومطالب تضليلية كتلك التي تقسم أن الحوثي ليس جماعة مسلّحة وإنما سلمية تمثّل الملايين من الشعب التي خرجت تطالب بعودة الإمامة أو الجّرعة لا فرق، فالأمور بمقاصدها، وعقلية «القطرنة» مازالت كما هي متوارثة لديهم، لم يتغيّروا ولم يدركوا أن الشعب قد تغيّر.

إنه مُجبر على الحرب لكي يصفّي بيده مشروعه الإمامي من اليمن إلى الأبد.

 

الجمهورية