حين اعتقلت في قناة سهيل اليوم التالي لاستيلاء الحوثيون على العاصمة صنعاء من قبل ميليشياتهم المسلحة حين كنت ذاهب للقناة بعد السابعة والنصف مساء، ولم أكن أعلم انهم قد اقتحموها دار حوار بيني وبين أبو هاشم المداني القيادي الحوثي الذي اشرف على عملية اقتحام القناة من ضمن ما قاله ان مسيرتهم القرآنية منصورة من الله وانهم لا يهزمون لأن الله معهم وانهم يتحلون بشجاعة قتالية جعلت أعداء الله والمسيرة القرآنية يعتقدون أنهم يتعاطون حشيشا مع ان الامر هو قتال عقائدي مؤمن بالله.. ثم قلت له الى أين ستتجهون بعد صنعاء؟ قال نحن نريد العالم ولا غالب على الله شيء ثم قال ان السعودية رأس الشيطان وانها بلاء الامة الإسلامية ".! فهل السعودية هي المحطة التالية للمسيرة القرآنية الحوثية التي بعد تنظيفها من آل سعود كما يقولون سيحكمون العالم.؟! لست أدري فقبل أيام يقول الكاتب الحوثي المعروف عبد الكريم الخيواني على حسابه في الفيس بوك :"على الرياض أن تفهم أنها لن تستعيد السيطرة على اليمن وإذلال اليمنيين لا بالسابع ولا بالتاسع ولن تتفادى حساب منجميها بأن يطوف أنصار الله بالكعبة الحج القادم".! الطواف حول الكعبة إذا ليس طوافا للحج ولكنه طوافا لتطهيرها من اوثان آل سعود كما قال ذات مرة عام 2009 الصحفي الاشتراكي الحوثي محمد المقالح، وهو ينفث دخان سيجارته بشكل يوحي بالاعتداد بالنفس والثقة بأن الحوثيون سيطئون يوما مكة بأقدامهم وجحافلهم التي تقتل بلا رحمة كي ترهب أعداء مسيرتهم الفاتحة .! كان يسعى الاخوان المسلمون في اليمن "حزب الإصلاح الإسلامي اليمني "الى إيجاد دولةوطنية قوية مستقلة بقرارتها وسيادتها تواجه حركات العنف والإرهاب وكانوا اكثر ميلا للسلم وتحقيق الاستقرار الوطني اللازم لإيجاد نهضة تنموية وحياتية تكفل لليمنين الحد الأدنى من شروط الحياة الكريمة وعدم الدخول في صدام مع دول الجوار ولكن الدخول في علاقات تعاون معها بما يؤدي الى بناء اليمن وتشكيل دولتها الموءودة باستمرار كي لا تبقى منطقة رخوة تتكاثر فيها أسباب العنف وبؤر الخطر والتوتر لكن دول الخليج كانت تعتقد ان الربيع العربي يقف وراءه الاخوان وأن عروشها في خطر فيما لو حكموا وكان هذا الاعتقاد سببا في تواطؤ بعض دول الخليج مع الحوثيين دون أن يدركوا جيدا عواقب تمكينهم في اليمن فهم تابعون للمشروع الفارسي الشيعي الإيراني الرامي الى ابتلاع المنطقة برمتها فقد سحب الحوثي الى صعدة ما يقارب 120دبابة ونهب اغلب سلاح الجيش اليمني إنه قوة تتهيأ لاحتمالات القادم وربما الزحف نحو المملكة وتحشيد اليمنيين وراء أكذوبة استعادة نجران وجيزان وعسير من الاحتلال السعودي.! تماما كما استخدم الجرعة مدخلا لإسقاط العاصمة والقضاء على ما تبقى من دولة.! لقد تواطأت دول الخليج ضد الاخوان في كل مكان لكنها في الحقيقة كانت تتواطأ ضد نفسها ..!! يقول الدكتور عزيز القزاز عراقي مقيم في ألمانيا خبير بشئون الشرق الأوسط لراديو قطر في حلقة نقاشية عن مستقبل اليمن:" ان دول الخليج اردت ان تقضي على الاخوان بعمل تصادم طائفي بينهم وبين الحوثيين الشيعة لكن الذي اتضح ان الاستهداف ضرب الدولة وشكل خطر على الخليج خصوصا السعودية فكان فهمها او سياستها خاطئة وستشعر على المدى القريب بالخطر وبخطأ ما مارسته "