لم تعد ثمة دولة في اليمن، بتاريخ 21سبتمبر يمكن القول وبكل وضوح أن الدولة في اليمن سقطت حين سقطت العاصمة صنعاء بيد جماعة العنف الحوثي المدعومة إيرانيا، وانتهت وأن الوجود الشكلي لرئيس دولة سقطت أشبه بالدمية لا يجعل الحديث عن وجود دولة حقيقيا. لا يوجد رئيس دولة يتحالف مع جماعات مسلحة ضد خيار مدني وشعبي كان يقف معه وانتخبه قبل ذلك رئيسا للبلاد كما فعل الرئيس هادي ولا يوجد وزير دفاع في العالم يضعف الجيش الذي يقوده لصالح مليشيات مسلحة كما فعل وزير الدفاع اليمني محمد ناصر احمد ويسلمها أسلحته! في خطابة الأربعاء الفائت وصف الحوثي الرئيس هادي بأنه دمية كما وصف رئيس الوزراء الذي أراد هادي تعيينه "احمد عوض بن مبارك" بأنه نكره، عينته السفارة الامريكية! قال أحد السياسيين في صفحته في الفيس بوك معلقا" إذا كان هادي دمية وابن مبارك نكرة فيا ترى بماذا يمكن أن نصف عمالة الحوثي لإيران"؟! لعل مخطط انفصال الجنوب جار وما الخلافات الممسرحة التي يمارسها هادي والحوثي سوى وسيلة لإيجاد انشقاق في الوعي والذهنية اليمنية العامة يؤدي الى فعل انقسامي واقعي على الأرض وفي النسيج الوطني، خصوصا وأن الحوثي بدأ بممارسات تؤدي الى تأجيج الطائفية بشكلها الجغرافي فهو يستهدف الملتحين الأبرياء بحجة أنه اشتبه بهم في قضية الانفجار الذي حدث أمس الخميس وأدى الى مقتل 50شخصا واصابة اخرين إصابات بليغة، يؤكد الكثير من المتابعين ان العملية الانفجارية التي تمت وسط المتظاهرين الحوثيين الخميس الفائت تقف ورائها الاستخبارات الإيرانية بغرض الدفع نحو تأجيج الصراع في اليمني ليتخذ بعدا طائفيا يؤدي حرب أهلية على إثرها يعاد تقسيم اليمني تقسيما جغرافيا طائفيا جنوب سني وشمال شيعي موال لإيران وقاعدة لانطلاقها نحو دول الخليج التي ستكون بوابتها السعودية أولا. يقول المفكر والكاتب اليمني ثابت الأحمدي:" تقول المؤشرات أن ثمة أياد دولية وإقليمية تدفع القوى المتصارعة في اليمن للدخول في حرب أهلية طاحنة لا حبا في هذا الطرف أو ذاك، وإنما لطحن الكل وتمزيق الجميع، ليسهل لها تمرير مشاريعها الخاصة على حساب الدولة والشعب اليمني، وقد كشفت الأحداث الأخيرة عن ذلك بكل وضوح، وتأتي هذه التدخلات في إطار خطط مرسومة دوليا وإقليميا غير أن بعض أطراف الصراع في اليمن لم يدرك مرامي وحقيقة هذا المخطط للأسف حتى الآن! وعما إذا كان لسقوط الدولة في اليمن وانقسامها اثرا على الجارة السعودية يؤكد الأحمدي أن :" السعودية أول المتأثرين سلبا في حال سقطت الدولة في اليمن بحكم الجوار أولا وبحكم التاريخ المشترك بين البلدين، خاصة إذا ما سقطت الدولة في أيدي إيران الخصم اللدود للسعودية، إذ ستحاصر الجماعة الحوثية ذات الأيديولوجية الشيعية المملكة من الجنوب متحالفة مع التيار الشيعي المتصاعد أيضا على الحدود لتخنق المملكة من الجنوب، ناهيك عن آلاف النازحين الذين سيتدفقون على أراضي المملكة للهروب من شبح الحرب الأهلية وللبحث عن لقمة العيش، وهو ما سيحرج المملكة دوليا إذ لن تستطيع إغلاق حدودها تجاههم بحكم القوانين الدولية التي تمنع أي دولة إغلاق حدودها في وجه أي جماعة نازحة من بلدها جراء الحروب. فيما يقول الكاتب اليمني محمد العلميي :" ليست هناك شروخات في جسد المجتمع اليمني يمكن أن تقوده إلى صراعات طائفية غير أن الصراع السياسي على هرم السلطة يحاول أن يقود المجتمع إلى صراعات من هذا النوع كما أن الارتهان لشبكة المصالح المشتركة والأطماع يقود البلد إلى حالة انهيار شاملة في حال غياب الضمير الوطني والشعور بالمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق النخبة السياسية، والصراع في اليمن ليس بمعزل عن الصراع في الوطن العربي، خاصة أن هناك توجهات إقليمية بإعادة الخارطة السياسية للوطن العربي على أساس طائفي. وعن تداعيات انقسام اليمن واثرها على المملكة العربية السعودية خصوصا والخليج عموما يقول العليمي : يبدو أن الاستراتيجية الجديدة التي تبنتها السعودية في حربها ضد الإسلام السياسي في كل الوطن العربي قد قادها إلى مغامرات خطيرة وغير محسوبة كما هو الحال في اليمن بعد تنسيق دولي على استخدام الحوثي كأداة تصفية وإضعاف فصيل الإسلام السياسي وهو ما استطاع الإسلاميون في اليمن تفاديه وكانت الدولة الممثلة برئاسة الجمهورية أول الخاسرين من هذه المخاطرة غير المحسوبة ثم إن أمن اليمن هو العمق الاستراتيجي للسعودية والخليج عموما وإن حالة الانهيار في اليمن ستكون له عواقبه الوخيمة على السعودية خصوصا والخليج عموما عام عام 2008م دخلت في حوار مع أحد الكتاب السعوديين في إحدى المنتديات الليبرالية السعودية"منتدى محاور" قال الكاتب الذي كان يطلق على نفسه الهداج:" من المؤسف أن سياسة الرئيس صالح قد وصلت إلى طريق مسدود. السيناريو للمستقبل القريب – 3-5- سنوات سوف تنهار الدولة في اليمن سواء بقي صالح أو جاء غيره. سينفصل الجنوب ويعلن قيام دولة ستحظى بمباركة دول الخليج وأهم الدوائر الغربية السياسية. في الشمال سوف تشب حروب أهلية يعقبها نشوء كينتونات قبلية وطائفية مولدة مصالح خاصة تساعد على طول أمد بقاء تلك الكنتونات.خلال الخمسة عشر السنة الماضية أرتكب النظام الحاكم عديد من الأخطاء يستحيل إصلاحها .اليمن في ظل ما يعانيه من مشاكل جسيمة، ثقافية واجتماعية واقتصادية، هو اليوم يمر بالزاوية الحرجة التي قد لا يجتازها قبل بضعة عقود، وهو إن أجتازها فلن يكن موحداً كما هو اليوم. من المؤسف أن اليمن الموحد قد مات اليوم موتاً دماغياً، وهذا كله بفضل دكتاتورية وعنجهية النظام الحاكم... الشعارات الرنانة و التحالف القبلي " عبدالله الأحمر... وعلى صالح " المبني على المصالح الخاصة، هي التي أوصلت اليمن إلى هذا الوضع الميؤوس منه. ثم أن موت الأحمر كان الشعرة التي قصمت ظهر البعير" لكن على الأرجح أن إقامة دويلة شيعية شمال اليمن بالقرب من السعودية لن يكون له سوى تداعياته الخطيرة على السعودية ودول الخليج خصوصا وأن القيادات في الدولة الإيرانية احتفت بسقوط صنعاء بأيدي اتباعها الحوثيين وأن كثيرا من الحوثيين يتوعدون بدخول المملكة عاجلا آم آجلا.