بعد اللقاء الذي حضره المسؤول العسكري قائد المنطقة العسكرية الرابعة محمد الصبيحي مع القوى والشخصيات العسكرية والمدنية في تعز؛ مقدماً موقف الجيش الوطني في القيام بمسؤوليته الوطنية حماية لتعز والمنطقة الرابعة وتجنيبها ويلات الانفلات... جاء المسؤول السياسي محافظ المحافظة في اجتماع أمس ليؤكد على الانحياز للدولة في هذه المنطقة الهامة وفي هذا الظرف الهام.
الاجتماع ضم القوى والشخصيات الوطنية، مشيداً في كلمته بدور تعز الجمعي في حماية المدنية والمدينة والنظام والاستقرار.
نحن في ظرف حساس ونحتاج فيه إلى مواقف واضحة لا لبس فيها ولا غموض؛ لنتحرك معاً حركة شعب واحد وجسم واحد.
كلمة المحافظ شوقي هائل أمس كانت واضحة وعنواناً لبرنامج عمل، وقد وضع النقاط على الحروف؛ عندما قال تحديداً: «إن الجيش والأمن واللجنة الأمنية التي يترأسها المحافظ هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن حماية تعز، ولا نريد آخرين يشتغلوا لنا»؛ وهي كلمة مسؤولة وشجاعة تحديداً أن السلطة هنا والجيش والأمن يعرف مهمته جيداً، ولا يتنازل عنها، ولا يقف على الحياد, بل يتكفل بدوره الوطني، ولا يسمح لأحد أن يقوم مقام الدولة.
هذا هو المنطق الغائب والذي دفعت البلاد الكثير من الخسائر بسبب غيابه، ويزداد أملنا في هذه المحافظة، وتزداد إرادتنا وثقتنا بأن الله سيفتح علينا بالتوفيق والعمل التكاملي، بما ينعكس خيراً ووقاية لليمن.
السلطة تقوم بواجبها، والقوى الوطنية وكافة الناس يلتفّون لإنجاج السلطة واحترام القانون، وهذه هي نظرية الدولة الرشيدة والمجتمع القوي والصالح والمتراص.
وعليه فإن هذا الموقف الشامل لتعز «سلطة ومجتمع» تقطع الطريق على كل طامع، وسيكون أي اختراق أو لعب بالنار اعتداء على كل أبناء تعز، وسيتم دحره بقوة الإجماع الإيجابي تحت مظلة القانون وقوة المجتمع وتماسكه، وهي قوة مدنية تزداد متانتها كل يوم، وتقوم بتسديد المنافذ أمام الأعاصير والانحرافات.
الرسالة واضحة مفادها أن أهل تعز جميعهم يكررون رفضهم للخروج على الدولة، وضد أية جهة أياً كانت تنصب نفسها مقام الدولة؛ فتعز تثبت اليوم أنها معبرة عن المشروع الوطني وضد أية محاولة للمساس بالمنجزات الوطنية، وإن أهلها سيسدّون كل المنافذ والأبواب ويحرسونها جيداً بالحفاظ على الدولة والقانون ودعم الجيش والأمن ومساندة السلطة سواء في مجال الأمن أو مجال النظافة أو ما شابه، ليبدأ غرس فسيلة التضامن المجتمعي المتين وحماية المنجزات وتقديم المشتركات العامة على الأجندة الخاصة.
هذا المشروع وبهذا التناغم الرائع ينظر إليه اليمنيون بإعجاب ونقطة إنقاذ وطني، وسينجح وسينتقل إلى اليمن كنموذج مدني، ولن يفكر أحد مجرد تفكير الاقتراب نحو الإجماع التعزي الفريد, وهو إجماع يحتاج إلى أن تكون الكلمة والإعلام داعماً أساسياً لتكريس ثقافة الثقة والتسامح وحماية القانون؛ فالقلم والكلمة يجب أن يكونا بجانب بندقية الجندي، وحضورهما معاً حضور للعقل والجسم والمادة والروح وللأمن والتنمية، ويعدان تمتيناً للقوة المدنية والتماسك الاجتماعي.