الزملاء أعضاء مجلس النواب من الدوائر الجنوبية المحترمون
أهديكم التحية والتقدير والاحترام وأتمنى أن يكون العام الهجري الجديد حاملا للخير والتقدم والاستقلال والحرية لشعبنا في الجنوب وتحقيق أمنيته المنشودة في استعادة دولته وبناء مستقبله المنشود.
تعلمون أيها الزملاء أن ما تشهده البلد من عواصف قد جاء بسبب الكثير من العوامل أهمها فشل المشروع الوحدوي الذي حوله الغاصبون المنتصرون في الحرب الظالمة على الجنوب إلى مشروع للفيد والغنيمة وحولوا الجنوب إلى مجرد حديقة استثمارية تدر عليهم المليارات دون أن يقدموا للجنوب شيئا يدل على أنهم يعتبرونه جزء من الوطن بل ولم يحافظوا حتى على ما كان الجنوب يتمتع به في العام 1990م عام الوحدة (النكبة)، بل لقد تمادوا في القتل والتنكيل والتعذيب والاختطاف والإخفاء والملاحقة لكل من تصدى لسياساتهم غير الوطنية، ناهيك عن تدميرهم لكل ما كان الجنوب يملكه من ثروات وممتلكات ومنشآت وبنية تحتية، وتراث ثقافي وشخصية اعتبارية، وقاموا بتزوير التاريخ ومسخ الهوية الجنوبية وكل ما تعلمونه من موبقات يخجل منها كل ذي ضمير وشرف.
ان اجتماعكم في عدن يبعث رسالة مطمئنة إلى جماهير الساحات وإلى أبناء الجنوب الذين استبسلوا كثيرا في الدفاع عن قضيتهم والتمسك باستعادة دولتهم الديمقراطية التعددية الحرة اللامركزية، والانعتاق من مظالم ما يسمى زورا بالوحدة، . . . وحدة الغاصبين والناهبين والمتجبرين وقدموا في سبيل ذلك آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين والمنفيين.
إن المنتظر منكم اليوم هو أن تنقلوا القضية الجنوبية إلى البرلمان اليمني الذي لم يزل يتحكم في مصير اليمن رغم انتهاء فترته القانونية قبل نصف عقد من الزمن، والتوحد حل مطالب المواطنين الجنوبيين وتفهم العوامل والدوافع والأسباب التي جعلت من حلم الوحدة اليمنية أمرا مستحيلا وجعلت من مطالب المواطنين الجنوبيين حقا مشروعا لا يمكن التنكر له.
لقد حلمنا بيمن ديمقراطي موحد مزدهر متآخي ومتطور ومزدهر، . . .لكننا اكتشفنا أنه كلما مرت السنوات كلما ابتعدنا كثيرا عن هذا الحلم فلم يعد لدينا اليوم، لا يمن ديمقراطي ولا حر ولا موحد ولا متآخي ولا متطور ولا مزدهر، ولا يلوح في الأفق أنه سيكون كذلك ولو بعد نصف قرن، فدعونا نعيد النظر في هذا الحلم ونحقق حلم التطور والازدهار في دولتين متنافستين متجاورتين متعاونتين شقيقتين وإذا ما تهيأ للأجيال القادمة فرصة إعادة التوحد في ظروف أكثر ملاءمة وبعيدا عن الضم والإلحاق والإبعاد والتهميش، وبعيدا عن ثنائية الفرع والأصل والغالب والمغلوب والسالب والمسلوب، فليفعلوا ذلك أما جيلنا فقد تبين بالبرهان الملموس أنه ليس من نصيبه تحقيق هذا الحلم.
إنني أدعوكم إلى اتخاذ الخطوة المنتظرة منكم وهي الإقرار بأن استعادة الدولة الجنوبية قد صار أمرا واقعا، وما يطلب اليوم هو الآلية الحاضنة لمشروع الدولة والجهاز الحامي للجنوب من الفوضى والتمزق وأنتم بيدكم الكثير مما ينبغي أن تعملوه لهذه القضية.
إن الجنوب المنتظر لا بد أن يكون متسعا لكل الجنوبيين على مختلف مشاربهم السياسية وانتماءاتهم الجهوية والطبقية ومستوياتهم الاجتماعية والمعيشية والثقافية لأن المواطنة لا تقبل التمييز ولا تتعايش مع التفاوت، إنه الجنوب الواحد لكل الجنوبيين، جنوب الدولة المدنية الديمقراطية الحرة اللامركزية ذات المواطنة المتساوية والتي يسودها النظام والقانون الحامي للجميع والمنطبق على الجميع.
إننا لسنا على عداوة مع زملائنا البرلمانيين الشماليين وليس لنا خصومة مع الشمال كمكون جغرافي وسكاني بل أن مشكلة الجنوب هي مع المغتصبين واللصوص والناهبين والقتلة والمجرمين الذين استغلوا الشعارات النبيلة لتحقيق مآرب دنيئة، ومن هنا فإننا ندعو إخوتنا البرلمانيين في العاصمة اليمنية صنعاء إلى الكف عن تجاهل مطالب الجنوبيين وحقهم في استعادة دولتهم والتعاطي مع مطالب المواطنين الجنوبيين بعيدا عن التحقير والاتهام والتشكيك والتجريم، لأن هذا النهج هو الذي أوصل العلاقة بين الشمال والجنوب إلى ما هو عليه اليوم
وفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زميلكم د. عيدروس نصر ناصر
عضو البرلمان اليمني المنتهية ولايته