ماأشبه الليلة بالبارحة ابو بصير الصخابي الجليل رضي الله عنه وارضاه إمام المستضعفين ...وابو جلال امام المستضعفين الوطنيين في اليمن وهنا سأعرج على قصة ابي بصير وسأخاول ربطها بواقعنامع ابي جلال القائد الذي لم تنجب اليمن مثله ولافخر
من عبق التاريخ...
من المجاهدين من يختاره الله ويصطفيه إليه قبل أن يرى الثمرة، ومنهم من يمد الله في عمره حتى يرى نصر الله والفتح، ومنهم من يسمع بشير النصر والفتح ثم تفيض روحه إلى بارئها.
"ويل أمه مسعر حرب لو كان له رجال"، قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بصير لما أفلت من رسولي قريش وقتل أحدهما وفر الآخر ونجا أبو بصير منهما.
القائد الملهم يحسن التفرس في أصحابه، ويستطيع الاستدلال من بعض المواقف على الطاقات الكامنة لديهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو القائد الأعلى لكل مسلم - هذه المقولة في أبي بصير ولما يبدأ أبو بصير مشروع حرب العصابات، وسمع أبو بصير تلك المقولة، ولما يبدأ مشروعه في حرب العصابات.
انطلق أبو بصير(ابو جلال) من اضطهاد كفار قريش وتعذيبهم(الحوثيون والعفافيش) فارًّا بدينه وبدنه، من كفرهم أولاً، ومن تعذيبهم وأذاهم ثانيًا؛ وهكذا تنشأ حروب العصابات، تحت ظروف الظلم والقهر والاستبداد عند الأمم عامة، ولمحاربة الكفر والكافرين(الحوثة والعفافيش) والتخلص منهم ومن سيطرتهم لدى المسلمين.
استطاع أبو بصير(،ابو جلال)ٍ النزول بـ "سِيف البحر"، (بسيف السلم )على طريق قوافل قريش الذاهبة إلى الشام، وهنا وضع "مسعر الحرب" القائد العسكري المحنك أبو بصير (ابو جلال القائد الاعلى للقوات المسلحة) يده على نقطة ضعفٍ للعدو(داحش.عفاش)ِّ.
استهدف أبو بصير(ابو جلال) "المفاصل الاقتصادية" لقريش،(لدواحش عفاش) فقد كان اعتمادهم في تاريخهم على التجارة، وكانت تجارتهم "رحلة الشتاء والصيف"، والاقتصاد هو نقطة الضعف الأولى والأساسية لكل مجموعة أو طائفةٍ أو دولةٍ أو طاغوتٍ، ويفتخر الطواغيتُ بقوته ومتانته، فيقول فرعون: {أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي}.(وهؤلاء يقولون: أليس لنا ملك اليمن حتى اننا قهرنا الجنوبيون واخذنا دولتهم بالقوة وضممناها لنا وعذبناهم في الارض وشردنا بهم في كل بلاد العرب ولم نقبل لهم رجاء ولم نحقق لهم طلب ولاغاية واخمدنا عنهم كل راية).
ولأنَّ مقاتلي العصابات دائمًا أقل من عدوهم في العدد والعدة، فإنَّهم يضربون العدوّ في نقاط الضعف، ويتجنبون نقاط القوة، فيجد العدو المتغطرس أن القوة التي حشدها وركن إليها لا تساوي شيئًا، لأنه لا يستطيع استخدامها بعد أن حيّدها رجال العصابات.
لم يخرج أبو بصير(ابو جلال) إلى ساحة قريشٍ (دواحش عفاش)ويطلب من يبارز منهم، وبمعنى أدقّ لم يحاول أبو بصير أن يحاربهم حربًا نظاميَّةً،(ابوجلال حيد الجيش وجعلهم يتحاربون فيما بينهم فحيد الجيش النظامي حتى انهك الدواحش وجعلهم يتحاربون فيما بينهم وجنب العباد والبلاد الحرب الاهلية التي سعوا لها هؤلاء الدواحش العفاشية وافشل كل محاولاتهم وخططاتهم وانتصر للضعفاء والمساكين بقدر ما استطاع) بحيث يجمعون قوتهم ويواجههم بقوته، وهذا ما تسعى جميع الحكومات التي تواجه حرب عصابات إلى استدراج المقاتلين إليه، بل اختار أبو بصير(ابو جلال) بنفسه المكان، واختار ميدان المعركة، واختار العناصر التي يرغب في مواجهتها، واختار الأهداف التي يسعى إليها، يختار الوقت والمكان والهدف وطريقة الهجوم بنفسه، بحيث يفقد العدو جميع العناصر المؤثرة في المعركة.
يختار الهدف الأكثر نكاية في العدو، والأقل تكلفة عنده، والذي يسهل عليه الوصول إليه دون أن يتمكن العدو من شيء أكثر من أن يُفجع بالمصيبة.
كانت حرب عصابات قوية وكان أبو بصير(ابو جلال) ومن معه (بحاح والصبيحي والجعيملاني وكل الوطنيين الخيربن الثائرين)عصابة مؤمنة تُقاتل في سبيل الله.
جاء في البخاري في قصة أبي بصير: (فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير، حتى اجتمعت منهم عصابة).
أقام أبو بصير حرب عصابات على أرفع مستويات العصابات، فكان لا يدع للمشركين تجارة تمرّ إلا استهدفها، وهكذا استطاع الضعيف أن يقيم حصارًا محكمًا على القوي، دون أن يطوق مكة عسكريًا، أو أن يعرف المشركون له مكانًا محددًا يقصدونه فيه ويجهزون عليه فيتخلصوا منه.
كما هي العادة في كل حرب عصابات للمجخلصين الثائرين في العالم، تتركز الضربات على القوافل التي (سفن جيهان ون وجيهان تو الايرانيتين اللتين نقلتا السلاح والمؤن لدواحش عفاش الفارسية )تأتي بالإمدادات والغذاء، وعلى المراكز غير المحصنة للعدو، أو المحصنة من حيث تكون التحصينات أضعف، وتجاوزها أسهل، وقد تركزت حرب أبي بصير على القوافل الاقتصادية لقريش(لدواحش عفاش الفارسية).
وحرب العصابات لا تحتاج إلى كثير من الأسلحة والعدة والعتاد والعدد،(فيكفي ما جاءبه علي سعيد عبيد الملحق العسكري لليمن في روسيا رئيس الاكاديمية العسكرية سابقا الذين خزن في جبل هيج يكفي اليمن لخمسين عام ) فقد بدأها أبو بصير وهو رجل واحد(ابو جلال بمن معه من رجال اوفياء على قلتهم فكان الواحد منهم بمئة عفاسي وألف حوثي)، لم يقل له أحد يومئذ، ومن أنت حتى تقاتل قريشًا وأنت واحد؟
أصحاب الهمم العالية لا يبحثون عن العذر للتوقف والقعود(وهذا محمود الصبيحي لما فرض الدواحش حصارا على بيته خرج لهم بنفسه ماذا تريدون ها أنا ذا امامكم ولم يتوارى او يهرب عبر الكهوف الممتدة من صنعاء لى سنحان والى مران فكان كالهمام امامهم بفنخرسوا ولم ينطقوا ببنت شفة)، إذا كانت مواجهة قريش(دواحش عفاش الفارسية) مستحيلة بمواجهة الجيوش التي كانت تقع بين القبائل والأمم، فهناك ولا بد طريقةٌ أخرى لقتالهم، فليس هناك قوة كاملة مطلقةٌ، إذا لم يستطع أن يُقاتلهم بقدر قوتهم، فبإمكانه أن يُقاتلهم بقدر قوته هو، وهذا ما فعل أبو بصير، وفعله كل "أبو بصير" أقام جبهة قتال من بعده.
لم يتحرج أبو بصير(ابو جلال) من أن يُقاتل بالطريقة التي يستخدمها قطاع الطرق واللصوص، ولا يفعل كما يفعل الناس ويُقاتل بجيش منظم، ولم يكن فيما فعله أبو بصيرٍ حرج، فليس المنكر في طريقة القتال التي يستعملها اللصوص أو "عصابات المافيا" في زمانه، بل المنكر في استعمالها في الباطل والعدوان، أما من استعملها في الحق وفي نصرة المستضعفين والانتصار من المستكبرين؛ فقد أصاب وما أخطأ.
ولم يتحرج من أخذ المال، وأخذ الغنيمة من المشركين(دواحش عفاش الفارسية)؛ فهو مالٌ حلالٌ، أحله الله للمسلمين، وخصَّ به سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، بل إنَّ الغنيمة أحلُّ المكاسب.
بدأ أبو بصير من الصفر(ابوجلال )(فلم يتسلم من عفاش الا علم الجمهورية الذي لم يكن مغسولا ولا مكوي حالته حالة )، وبدأ وحيدًا بجسده، ولكن لم يكن وحده، بل كان معه كثيرٌ ممن يعيشون حاله، ويدركون هدفه ويطمحون إليه، وسرعان ما التحقوا به حين استطاعوا الوصول إليه(وكذلك هادي لم يكنحيد بل كان معه الاوفياء والشرفاء والوطنيين ممن يعانون مايعانيه من شوافع اليمن ومسلميها ومارأيناه من انتفاضتهم في الامس عندما اعلنوا انفصالهم عن دواحش عفاش الفارسية واعلنوا انضمامهم الى الجنوب تعبيرا عن حبهم لهادي ولليمن الخرة الابية).
واستطاع "هادي " أن يبدأ من الصفر في اليمن، وأسس جبهات طاحنةً لأعداء (الوحدة والتعايش السلمي ونبذالاخوة، أذاقهم فيها الويلات
تهدف حرب العصابات إلى توظيف الحل العسكري في تحقيق نصر سياسي، ومن أمثلة الانتصارات السياسية ما وصل إليه أبو بصير(ابو جلال) والمقاتلين معه؛ حين كسروا الشرط الذي كان يحول بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم، وأرضخوا العدو المستكبر حتى صار يناشد إمام المسلمين رسول الله صلى الله عليه وسلم بضراعةٍ أن يُسقط ذلك الشرط الذي كان مظهرًا من مظاهر استكبارهم، فأذلهم الله به حتى صار إسقاطه أمنية من أمانيهم.
وحرب العصابات لا تعمل على حشد القوة ومحاولة الانتصار من المرة الأولى، بل طبيعة حرب العصابات أنها حرب استنزاف، تقتل العدو ولكن ليس بضربة واحدة بل بألف ضربة، وطول النفس ليس بالصعب على المؤمن بالله عز وجل، بل يقول؛ نحن من جهادنا في عبادةٍ لله عزَّ وجلَّ، والمؤمن يرى أنَّ النصر {وأُخرى تحبّونها}، وأما المقصود الأول والأخير؛ فهو إرضاء الله عز وجل والفوز برضاه وجناته، فلا بأس عنده من أن يجاهد ويموت قبل أن يرى الثمرة، لأن هدفه مضمون - سواء رأى الثمرة، أم انتقل إلى ما هو خيرٌ من هذه الدنيا ومن ثمراتها -
جاء الكتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بصير والمجاهدين معه يأمرهم بالقدوم، وكان أبو بصير في مرض موته، فمات وكتاب النبي صلى الله عليه وسلم في يده، وجاء أبو جندل إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
فيا أيُّها اليمنيين ...
كلُّكم "أبو بصيرٍ"(كلكم ابو جلال) وكلُّكم "مسعر حربٍ" إن استعنتم بالله، فلا يكن بين أحدكم وبين الجهاد عجزه عن الوصول إلى المجاهدين، فهذا أبو بصيرٍ لما حال الحائل بينه وبين الوصول إلى إمام المجاهدين رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقف مكتوف اليدين، أو يستسلم لعدوه من المشركين(دواحش عفاش الفارسية )، بل قام وحده بما فرض الله عليه والتحق به المجاهدون الذين حالهم كحال من حين بدأ العمل، ونصره الله على أعدائه.
فلا ترضوا بالقعود وحال القاعدين، و {قاتلوا الذين يلونكم من الكفار}، وليكن شعاركم ما كان يردده ويتمثل به أبو بصيرٍ رضي الله عنه:
الحمد لله العلي الأكبرْ من ينصرِ الله فسوف يُنصرْ