العودة إلى كلمة سواء بين الجميع، هي المخرج للأزمة ومازال في الوقت بقية، لكن بالتأخير والمقامرة قد نصل إلى مرحلة لا يستطيع أحد أن يتراجع وسيفقد صاحب القوة فعل المبادرة حتى في التراجع .. التراجع شجاعة والعودة إلى الحق قوة بحد ذاته، بينما يبقى الضعف هو المقامرة من أجل المقامرة وحتى لا يقولوا الناس.
والسياسة لا تحسب على هذا النحو وإنما بالمآلات.. اليمن اليوم تسير إلى الهاوية ـ لا سمح الله ـ والهاوية هذه مختلفة لأنها ستلتهم الأبرز وستبدأ تلتهم من فوق إلى تحت .. ربما يدفع المنتصر الثمن الأبرز، وهذا هو الأقرب أمام الحصار الداخلي والخارجي ،وعليه أن ينتصر للوطن ولنفسه.
علينا الإدراك أن الشعب حاضر بقوة والأجواء مفتوحـة والخـارج حاضـر بمصالحه، والأسوأ أنه ربما يسعى لتحويل اليمن إلى مكان صراع مصالح دولية وإقليمية يتضاربوا برؤوسنا كما هو الحال في سوريا والعراق.
وما جرى مؤخراً في مجلس الأمن يكشف صورة انتقال الصراع إلى اليمن، حيث تقف بعض القوى «مع» وتقف بعضها «ضد» وهذا نذير شؤم، والقوى اليمنية تستطيع أن تقطع الطريق على هذه الحالة المتوقعة بالاتفاق المتكافئ والعودة إلى مخرجات الحوار وإزالة كل العوائق في الواقع ، لأن الحوار لا يمكن أن يتقدم خطوة مالم يقدم هؤلاء تنازلات شجاعة وإلغاء القرارات والأعمال التي مسحت مخرجات الحوار والسلم والشراكة.
العودة إلى الشرعية هي العقل وإنهاء ما ترتب عن استقالة الرئيس المنتخب والحكومة الذي لا معنى لاستقالتهما .
فأي انقلاب يقتضي السيطرة على كل البلاد من لحظة «البيان رقم واحد» بقوة المؤسسة العسكرية المتماسكة على كل تراب الوطن، أما ما نحن فيه فإنه لن يتجه إلا إلى حرب أهلية، وهذا الذي لا يرضاه ولايسعى إليه إلا خصوم اليمن.
فهل يستفاد مما تبقى من العقل في ماتبقى من الوقت المحاصر بعزلة اليمن.