عدن مدينة السلام ..الكوزمبلوتيه متعددة الاجناس والاعراق التي ضمت في حناياها العديد من الاجناس واحتضنتهم كأم كأنها لم يكفها ما عانته هي وابنائها من ظلم واضطهاد واذلال لفترة تجاوزت العشرين عام لتقاسي الوجع والموت المستمر لأربعة اشهر عجاف
استيقظت عدن ذات صباح اهوج على جموع الغزاة المهرولين لاستباحة دماء ابنائها وتشريدهم ما بين نازح ولاجئ وقتيل وجريح.
لم يخطر على بال المدينة الغافية ان العدو يتربص ببابها وان الذئب المتنكر في ثياب الجدة سيخلعه ويرتدي زيه العسكري وان سلة الطعام تخفي بداخلها بارود ورصاص وقنابل ستمطر ليلى ومدينتها ليلا ونهار.
لم تفق الامهات من صدمة الحرب وربما بعد ان تحط الحرب رحالها ستبحث الامهات عن ابنائهن , فلذات اكبادهن الذين استقبلهم قناص قوات صالح وارسلهم للموت سريعا حتى الذين لم يغادروا منازلهم جاءهم ملك الموت معتلي ظهر دبابة الحوثي القادم من مغارات خارج الزمن .
بعد انتهاء الحرب الأثمة ستعاود الامهات البكاء على اطلال منازلهن وصور ابنائهن وبعض الامهات لن يكن سعيدات الحظ فقد تخلي عنهن ولم يترك لهن صورة واحدة لابنها بعد دمار منزلها بما فيه .
ستعلو جدران المنازل صور الشهداء وستتوقف الامهات عن سرد حكايات المساء للأطفال وستتلو قصص البطولة والوفاء لعدن وتحكي مقتطفات من سيرة الشهيد
في عدن يوجد في كل بيت وجع
في كل بيت فقد
في عدن في كل شبر وفاء
في كل ركن تضحيه
في عدن في كل بيت شهيد
