كتب / بشرى العامري:
يحكى أنه لدينا "في ارقى حي فيك ياصنعاء" مكتباً للمفوضية السامية لحقوق الإنسان
تم افتتاحه في مارس 2012م بهدف رصد المفوضية لحالة حقوق الإنسان وتطوراتها في اليمن, وتقدم تقارير منتظمة عنها وتتفاعل على نحو مباشر ومستدام مع النظراء الوطنيين، بما في ذلك القيام بالدعوة بشأن القضايا الحساسة المتعلقة بحقوق الإنسان والإصلاحات المؤسسية والقانونية والقضائية.
لكننا للاسف حتى اليوم ورغم الميزانيات المهولة لهذا المكتب لم نسمع اونرى له موقفاً واحداً على اﻻقل مما يجري في اليمن .. وﻻ بيان واحد يندد يشجب يعدد حتى ما لحق بالحالة الانسانية من انتهاكات جسيمة منذ سبتمبر 2014وحتى اليوم ..
ويبدو انه لم يتنامى الى مسامع ممثليه وموظفيه صراخ اﻻطفال من عدن ومروراً بتعز والبيضاء واب ومارب حتى صنعاء وصعده ...
ولم تلفته عبارة الطفل فريد الشهيرة "ﻻتقبروناش" او عبارة الفتاة المكلومة بمقتل امها قنصا اثناء جلبها للماء لهم " يارب عندك " وغيرها من العبارات التي عبرت كل القارات وصعدت اعلى السماوات ولكنها لم تصل الى مسامع العاملين وممثلي المكتب في صنعاء !
ولم يثر اهتمام الممفوضية النساء اللواتي يتساقطن يومياً كاوراق الخريف برصاص القناص والقذائف العشوائية التي تمطر ليل نهار احياء تعز ..
ولم يعر اي اهتمام التناقص الحاد في المياه وانعدام المشتقات النفطية والادوية واسطوانات الاكسجين عن المواطنين وتوفرها بكثرة في السوق السوداء وﻻ يعنيه انقطاع الكهرباء وتوقف العشرات من المستشفيات وقصفها وتحويل بعضها لثكنات عسكرية او مركزا ﻻستقبال مليشيات الحرب فقط.
ﻻيوجد مبرر ﻻن يصمت ممثل المفوضية حتى اليوم رغم مرور اكثر من عام على هذا المنحى الخطير من الانتهاكات وصمت كثير من ممثلي المنظمات الدولية الاخرى المعنية بحقوق الطفل والمرأة والفئات الاقل فقرا وحقوقا.
وﻻتعتبر حجة ان من يقومون بالعمل معهم من موظفين يمنيين نعرفهم اسما اسما يقفون الى جانب صفوف مليشيات الحوثي وصالح ويجاهرون ليل نهار على شاشات التلفاز وعلى مواقع التواصل بمواقفهم المتواطئة مع القتلة في بلادهم مدعين انهم ضد العدوان وهم متواطئو في الوقت ذاته ضد من يقتل المئات من الابرياء بدم بارد ...
ليس مبررا ان يتعلل مكتب المفوضية او غيره بأنه لم تصله المعلومة الصحيحة ﻻنه ليس جاداً في البحث عنها اصلا رغم توافرها بكل سهولة عن طريق نشطاءه الذي زرعهم في كل منطقة ومحافظة لرفع التقارير التفصيلية عن كل تلك الجرائم وتقاعس عن الافشاء عنها ...
خلاصة القول دعوة اوجهها لرؤساء ومسئولي مكاتب منظومات اﻻمم المتحدة لدينا في اليمن وعلى رأسها المفوضية السامية لحقوق الانسان ومكتبها في صنعاء ﻻتجعلونا نكفر بكل المبادئ السامية التي ظللنا نتلقاها سنين طوال ونتدرب عليها ونتبناها ونناظل من اجلها ...
ﻻتجعلونا نكفر بدوركم في إيصال اصوات كل المنتهكة حقوقهم في بلادنا للرأي العام دون مواربة او محاباة او تغافل او تواطؤ سياسي عقائدي أو ايا كان ..
وندعوكم الى غربلة جميع موظفيكم وناشطيكم واقصاء من يكون له اي موقف سياسي او انحياز لاي طرف والتي كنا نسمع دوما ان هذا من اهم شروطكم لمن يعمل معكم .. فلماذا تغافلتم عن هذه النقطة الهامة اليوم ؟
دعونا نظل على إيماننا انه لدينا مفوض سام لحقوق الإنسان ومنظومات متكاملة للطفل والمرأة والمعاق وووو تستطيع رؤية وسماع كل تلك الصرخات واﻻﻻم واﻻستنجادات وان تقدم لها مايلزم من دعم معنوي ولوجستي وماتحتمه مواثيق اﻻمم المتحدة ازاء كل هذه اﻻنتهاكات حتى ولو ببيان يندد ويفضح ويشرح كل تلك اﻻنتهاكات ..