ثبات الإصلاح وتناقض خصومه

2015/11/25 الساعة 10:49 صباحاً

طيلة الخمسة والعشرين سنة الماضية قدم حزب التجمع اليمني للإصلاح نموذجا فريدا سواء كان في السلطة وهي فترة بسيطة وبوزارات خدمية او كان في المعارضة وهي الفترة الأكبر والتجربة المتميزة حيث كان خلالها النموذج الأوحد عربيا الذي جمع كافة اطياف المعارضة وفيها الد خصومه كالإشتراكيين والناصريين في إطار اللقاء المشترك وكانت تجربة لم يسبقه إليها أحد في العالم العربي ومع ذلك وطول فترة هذا التحالف كان الإصلاح يطعن من الظهر من قبل خصومه الحلفاء وكان يتلافى الصدام معهم او تفكك ذلك التحالف بطرق ذكية ومبتكرة ، وكان يقود هذا التحالف بحرفية متناهية توحي إلى متابعيه انه حزب رائد سبق احزابا أخرى سبقته بعشرات السنوات .. وطيلة فترة معارضته للمخلوع كان حزبا عقلانيا اتخذ سبيل السلمية طريقا لا حياد عنه وكان قائدا لثورة الشباب السلمية في ٢٠١١ وخلال هذه الثورة سعى المخلوع وأزلامه إلى تشويه الإصلاح بكافة السبل فاستخدم جميع التناقضات حيث وصف الإصلاح بالإرهاب والتشدد ومن ناحية أخرى جند له مجموعة من السلفية الجامية تتهمه بالتفريط والإنحطاط وكان احيانا يتهمه بقيادة الثورة وفي نفس الوقت يحاول ان يوحي لشركاء الإصلاح في الثورة بأنه يتخلى عن الثورة وبعد ثورة الشباب دخلت اطراف أخرى على محك مهاجمة الإصلاح منها على سبيل المثال الحراك الجنوبي الذي سعى لنسب كل ما يحصل بالجنوب إلى الإصلاح ولكنه في نفس الوقت لم يثبت أي شيء من ذلك بل ظهر كحليف للمخلوع بشعور او بدون شعور ... الحوثيون ايضا اتهموا الإصلاح بأنه داعش وفي نفس الوقت اتهموه بأنه يصدر التجربة العلمانية كأنه يسعى لتغيير المناهج وكعطلة السبت فكيف تجتمع داعش والعلمانية في نفس الوقت وفي نفس الحزب .... خلال اقتحام الحوثي للمدن ابتداء بدماج فعمران ثم صنعاء وبقية المدن كان الإصلاح هو حجر العثرة في وجه الحوثيون في حين تخلى البقية عن المواجهة ومنهم حلفاءه في المشترك التي كانت مواقفهم تتماهى مع الحوثيين إلى ابعد حد اما الدولة فقد تخلت عن واجباتها في حماية الوطن والشعب فيما كان الحراك في الجنوب يرقص طربا بإنتصارات الحوثيين وهزائم الإصلاح كما ادعى ولكن الإصلاح لم ينثني ولكنه ايضا ادرك مرامي اللعبة فانسحب بهدوء قائلا انا لست الدولة وعلى الدولة ان تقوم بواجبها في حماية الوطن ... بعدها وخلال فترة بسيطة ادرك كل من تماهى مع الحوثي او رقص طربا لإنتصاراته او فرط بواجبه انهم أكلوا حين اكل الثور الأسود وان دورهم قد أتى اما الإصلاح فقد كان هو الرقم الثابت الوحيد وبعد ان ادركت الدولة خطأ تخاذلها وبدأت المواجهة مع الحوثيين كان الحزب نعم العون والسند ولم يتخاذل أي مسؤول إصلاحي في أي محافظة عن دوره كنايف البكري وسلطان العرادة والشهيد باحاج رحمة الله عليه والأمثلة كثير لا يتسع المقام لذكرها .... الحوثيون طيلة رحلتهم من دماج إلى عدن كانوا يعلنون ويصرحون ان هدفهم الأول هو الإصلاح وانه هو من يقاتلهم فيما ظل خصوم الإصلاح ممن لم يتعلموا الدرس يتهمونه بالخنوع والهروب على النقيض تماما من سير الأحداث التي لا تخفى على أحد ... ظل خصوم الإصلاح في تناقض تام ربما افاد الإصلاح من اكثر مما اضره فلقد جمعوا في خصومته جميع المتناقضات فيما ظل هو كما هو لم يحد عن الطريق .. في الفترة الأخيرة دخلت دولة خليجية في طور خصومة مع الإصلاح اصطنعتها هي بنفسها وبإيعاز من حلفاءها داخل اليمن الذين لا يخفون على أحد ولكنها لم تستطع الخروج من مستنقع التناقض الذي اتبعه خصوم الإصلاح السابقون فهاهي تتهم الإصلاح بالإنتهازية والتخاذل غير شاعرة انها تشهد له من حيث لا تدري فهي تشهد بذلك ان الإصلاح رقم صعب لا يمكن تجاهله فإن قصر او تخاذل كما تدعي خسر التحالف الكثير ثم انها جمعت كثير من التناقضات حيث يستقبل قائدها رموزا إصلاحية بارزة بينما تكلف احد وزراءها الثانويين بمهاجمة الإصلاح ولكن ليس رسميا بل بصفة شخصية عبر صفحته بتويتر وفيما تمتدح صحفها الرسمية كالإتحاد والبيان مواقف الضيوف الأعداء تقوم صحف أخرى ثانوية بالنيل منهم وهذا قمة التناقض والتخبط ... في الختام اقول لكم كما قال الرئيس .... لا قلق .... طالما كان الخصوم مثل هؤلاء المتناقضون المتخبطون الذين هم بغير هدى سائرون فربما ينفعونكم اكثر مما يضرون .... وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم