....
بقلم / احمد شلبي
حين ولادتي وبعد سماع صوت امي وابي، استمعت لصوت اخر يصدح من تلك الدار .
صباح الخير ياعدن .... هنا عدن إذاعة الجمهورية اليمنية البرنامج الثاني ...
مستمعينا الكرام والان نرفع لحضراتكم شعائر خطبتي وصلاة الجمعة من مسجد ابان .
كنت مستمتعا بذالك .!!! مستمتعا باصوات دون ادراك لما يتحدثون وعدم معرفه بالمتحدثين .
كبرت وكل يوم اتعلم شيئا جديدا، المذياع بجانبي!!! وتساؤلات عدة تجول في خاطري كيف يأتي الصوت من المتحدثين ؟؟؟!!..
في سن مراهقتي قلت لوالدي بإن الإذاعة معشوقتي وغرامي ، ابتسم وقال : سبقتك في عشقها وسبقنا جدك في غرامها ..
يعشقها الجميع وتبادلهم هي ايضاً نفس الشعور ، تنقل احاسيسهم معاناتهم ، تطربهم ، تهذب نفوسهم ، اصوات يابني لازالت حاضرة معنا رغم انقطاعها . محمد عمر بلجون ، واسمهان بيحاني ، ماهية نجيب . لطفي امان وغيرهم .
وتلك الاصوات التي سمعتها انت وتصدح عبر أثيرها كـ: نبيل حمود ، احمد عمر بن سلمان ......
صرت شاباً فقررت الذهاب لتلك الدار فوجدتها صامدة رغم العواصف التي حلت ورغم السحاب التي تراكمت في سمائها، إذاعة عدن المكان المقدس لدي .. الصوت تراتيل وصلوات .
تعاقب عليها الزمان ، واتت قوى الشر لتتطمس الصرح العريق، كاستكمال لتدمير الجنوب دولة ومجتمعاً وقدرات ومخزوناً حضارياً عظيماً ، تعرضت لكثير من الاعتداءات والنهب.
لكنها ستظل صامدة كصمود التراب والحجر.. صمودشمسان .. صمود كل شبر من ...المعمورة عدن . وستظلّ منقوشة في ذاكرة التاريخ ويوماً ما ساحدثكم منها وعبر أثيرها .
