فجعت عدن بكل من فيها يوم أمس بالتفجير الإجرامي الغاشم الذي نال من إبن عدن البار اللواء الركن جعفر محمد سعد محافظ محافظة عدن ما أدى لمقتله، وبهذا المصاب الجلل فقدت مدينة عدن وأبنائها أرق وأطيب وأحب شخصية عرفتها هذه المدينة منذ قيام الوحدة اليمنية، فبأي ذنب قتلت هذه الروح البريئة وبهذه الطريقة الجبروتية، كل من سمع الخبر لم يصدق حينها، كل من سمع بمقتل صاحب القلب الكبير لم يستطع أن يخفي دموعه فذرفت والبعض اﻵخر من أستطاع أن يسيطر على عينيه حتى لايذرف الدمع ولكن قلبه إنفطر، كان جعفر محمد سعد أبآ وأخآ وصديقآ لكل فئات المجتمع العدني، مات الكثير ورحل الكثير من أبناء مدينة عدن ولم يتركوا حزنآ وألمآ وحسرة ولكن برحيل جعفر محمد سعد أبكى القلوب قبل أن تذرف العيون الدمع، لم أرى كل من قابلته ليس حزينآ، أجمع عليه كل أبناء عدن حينما عينه فخامة الرئيس محافظآ لمحافظة عدن ولأول مرة رأينا الرجل المناسب في المكان المناسب، فهل ياترى سيأتي رجلآ آخرآ مناسبآ في هذا المكان؟.. ﻻ أعتقد.
حقد المخلوع العفاشي علي عبدالله صالح على أبناء عدن كان ضحيته جعفر محمد سعد، فأبناء عدن لقنوا هذا الإرهابي وزبانيته درسآ في حب الوطن ودرسآ آخرآ في الشجاعة والبطولة واﻹقدام لذلك أنتقم منهم بإغتيال محافظهم جعفر محمد سعد ﻷنه أدرك بأن محبتهم له بلغت النخاع فأراد أن يحرق قلوبهم بمقتله.
جعفر محمد سعد جاء في زمن غير زمنه، فزمننا هذا قلما وجدنا رجلآ بصفاته، فقد كان يحمل قلبآ كبيرآ وصفات لاتتوفر في كثير من الناس، كان رحيم القلب وطيب النفس وبهي الطلعة لضعاف القوم وحازمآ ويضرب بيد من حديد لكل اﻷشرار، ورث هذه الصفات الحميدة من محيطه ومجتمعه الذي عاشه مع أبويه وأخوانه في حواري الشيخ عثمان وقد كان بارآ بأهله وجيرانه.
ولد جعفر محمد سعد في حي الهاشمي بالشيخ عثمان في أسرة بسيطة ودرس وترعرع وأخوانه بنفس الحي، أما صفات الحزم التي إكتسبها بعد إلتحاقه بالجيش فيما كان يسمى FRA في الستينات، وفي السبعينات سافر إلى الإتحاد السوفييتي في دورة أكاديمية أركان مدرعات وكان من المبرزين اﻷوائل وكان عصاميآ في حياته وعاد ركن في العمليات بوزارة الدفاع، وفي العام 1986م نزح إلى شمال اليمن حتى عام 1994م وكان من الذين دافعوا عن الجنوب في هذا العام وبعدها ذهب إلى المملكة المتحدة كلاجئ سياسي وبقي فيها إلى ماقبل الحرب وأستدعاه فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ليكون من أوائل الداعمين له وأوكل إليه فخامته قيادة معركة تحرير عدن وكان لها.
جعفر محمد سعد كثير من الناس لم يكونوا يعرفونه ولكن في فترة وجيزة أستطاع أن يستولي على قلوب كل أبناء عدن بجميع فئاتهم العمرية، لم يكن متصنعآ بل كان عفويآ في تعامله مع كل الناس وكان بابه مفتوحآ لجميع المواطنين.
في كل تعيين أصدره فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي كنا نجد حالة من التراشق الإعلامي في الصحف والمنابر الإعلامية بداخل الوطن وخارجه ولكن عندما تعين جعفر محمد سعد لم نرى ذلك التراشق الإعلامي بل أجمع على تعيينه جميع المتراشقين وكافة الناس لأنهم رأوا بأن هذا الرجل المناسب في المكان المناسب.
جعفر محمد سعد مهما قلنا وتحدثنا عنك فلن نوفيك حقك، ووفاءآ لك نطالب القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بتسمية أحد شوارع الشيخ عثمان بإسمك، كما نطالب أن تقام عليك صلاة الميت الغائب يوم الجمعة في جميع مساجد محافظة عدن، وهذا بعض الوفاء يافخامة رئيس الجمهورية لهذا الرجل الإنسان..نحن جميعآ جعفر محمد سعد.
ياأيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية وأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي.. صدق الله العظيم
علي هيثم الميسري