!
تبنى تنظيم الدولة الإسلامية عملية اغتيال محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد في منطقة التواهي بعدن مايعني ان المرحله التي تشهدها اليمن ليست كسابقاتها في الحساسية والتعقيد وذلك من خلال وتيرة الحسم المتباطئه التي تحمل اهدافاً لبعض دول التحالف دون الإدراك بالمصير السيء المترتب على مثل هذه السياسة خصوصاً في وضع التعقيد وحالة الإحتقان التي تعيشها اليمن وكذلك تحركات الأطراف لتثبيت اقدامها في المشهد اليمني الخارح من حربه مع المليشيات التابعة لإيران في اليمن
سوف نتوقف هنا لنتحدث عن مصير بلد وشعب وحدود ومستقبل وجوار وكل ذلك يأتي في اطار المعركة التي تخوضها اليمن في مواجهة الإنقلابيين وصد المشروع الإمامي الذي تحتضنه ايران لأهداف سياسية واقليمية وعقدية
حينما اعلنت المملكة السعودية ودول الخليج بدأ عاصفة الحزم كان اليمنيون يرقبون بأمل ان يرحل عنهم ذلك الكابوس الذي تجرعوا منه السم الزعاف طيلة ثلاثة عقود ولأن المدد المتمثل في التحالف بمثابة العصا الغليظة التي لا تنكسر ادرك اليمنيون حينها ان ضربة واحدة من تلكم العصا كفيلة بردع المليشيات وفتح الطريق لعودة الشرعية وبناء الدولة اليمنية
ومن ذلك المنطلق فإن دول التحالف بقيادة المملكة ساهمت اسهاماً مباشراً في قلب المعادلة التي كاد ان يفرضها الإنقلابيون بمجرد الإستشعار بالقوة والتمكين دون الإنتباه لتلك الجماجم وسيل الدماء والدمار الذي حدث نتيجة معاركهم الظالمة ضد اليمنيين من صعده حتى عمران ثم صنعاء والجنوب وتعز وإب والحديدة وغيرها
إن الواقع الذي فرضته دول التحالف وبمنطق القوة يجب ان يكون عاملاً لاستعادة جميع المحافظات التي لازالت تحت قبضة الإنقلابيين بينما يكون التأخير في الحسم لصالح المليشيات التي تمارس يومياً اشكالاً مختلفة للتجنيد الإجباري ودفع الشباب والطلاب لمواقع القتال دون الإدراك بمصيرهم واعدادهم في كل الجبهات
مايجب ان يحدث هو ان يغيب الحس الدافع للفرقة واعطاء الفرصة للمليشيات بينما يكمن الهدف في السير قدماً نحو طرد المليشيات والعمل الجماعي بقيادة موحدة وترك الأنانية وفرض الأهواء والرغبات وقيادة المعركة لتحديد مصير بلد وشعب والإدراك بدماء اليمنيين التي تسقط يومياً بفعل التراخي والتراشق بالإتهامات ومحاولة ايجاد شروخ في صفوف المقاومة وكذلك التحالف
من هنا يجب ان يدرك الجميع انه لا نصر ولا تقدم والخلاف موجوداً في جيوب البعض حتى ينفل كل واحد ذلك الغبار الساعي لأراقة دماء اليمنيين وخراب مدنهم وقراهم
بإمكان التحالف حسم المعركة ويبدو انه يتأخر في ذلك لأهداف سياسية وربما عسكرية لكن مانود قوله بملئ الفم ان الحوثيون والمخلوع يستفيدون كثيراً من ذلك التأخير في التجنيد وجلب الدعم وبناء قواعد سياسية وعلاقات دولية لإدامة الصراع بل واشراك اطرف اقليمية سترى مستقبلاً ان لديها مصالح في اليمن ستأتي لحمايتها واقامة القواعد العسكرية من اجلها
لذلك فإن الحسم في معركة اليمن ضرورة للتحالف ودول الخليج خصوصاً في التوقيت الحالي وعدم تأخيره سياسياً نكاية بأطراف تشارك في الصراع ومحاولة استخدامها فقط ويمكن ذلك تحت اطار المشروع الذي تأسس من اجله التحالف والسير تحت قيادته والخلاصه تكمن في ضرورة الإسراع في الحسم لتفادي الكارثة ولازال الوقت ممكناً بينما التأخير يجعل باب الصراع مفتوحاً ولا يمكن اقفاله خصوصاً في الوقت الذي تزدحم الأطراف للدخول منه.. والسلام
عمر أحمدعبدالله كاتب يمني
[email protected]